ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى مشكلات وحلول (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=51)
-   -   مشكلة عاطفية أريد حلها (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=259259)

ابوالوليد المسلم 29-05-2021 03:17 AM

مشكلة عاطفية أريد حلها
 
مشكلة عاطفية أريد حلها


أ. فيصل العشاري






السؤال



ملخص السؤال:

شاب لديه ثلاثُ مشكلات أدَّتْ إلى فقدان الأمل في الحياة: الكسل الدراسي، وفتاة أحلامه، وصراعه مع الأصدقاء.



تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.




لديَّ مشكلة بدأتْ معي هذا العام، وهي في الحقيقة تنقسم إلى مشكلاتٍ ثلاثٍ.




المشكلة الأولى خاصة بالدراسة: في بداية مشواري الدراسي كنتُ مِن الطلبة المتفوقين، لكن الأمر تغيَّر اليوم، وأصبحتُ مِن الطلاب الكسالى، وأصدقائي يسخرون مني، ويُعاملونني على أنني لا أفهم شيئًا، وهذه السنةُ ضروريةٌ لتحديد المستقبل؛ ففي نهايتها امتحانٌ شاملٌ يُحَدِّد المصير، ولا أدري ماذا أفعل؟ فلا أستطيع أن أُذاكِرَ كما في السابق بسبب الخمول، وإذا ذاكرتُ فإن تحصيلي يكون ضعيفًا!




أما المشكلة الثانية فهي مشكلة عاطفية: فقد وقعتُ في حب صديقةٍ لي، وتعلقتُ بها، بالرغم مِن أنها لا تُعجبني، وصفاتها لا تُناسب فتاةَ أحلامي، ومع ذلك أحببتُها.




وقد حاولتُ أن أشرحَ لها وضعي، لكنها تراني أخًا لها، مما يُؤَثِّر عليَّ ويكاد يُدمرني.




المشكلة الثالثة: أصدقائي في القسم كلهم يسخرون مني، ولا يُبدون بي أي اهتمام، وقد نشب بيني وبينهم صراعٌ أدى إلى انقطاع علاقتي مع أكثرهم.



أما سلبياتي فهي: لا أُصَلِّي، مُدمن للعادة السرية



أخاف من الفَشَل، أفقد الأمل في الحياة، أُفَكِّر في الانتحار


الجواب



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.




نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة.



مشكلتُك الثلاثية: الكسل الدراسي - فتاة الأحلام - صراع الأصدقاء، هي خليطٌ مترابطٌ من المشاكل، ولكلِّ واحدة منها تعلُّقٌ بالأخرى!



دورُنا ليس علاج المشكلة بِقَدْر ما هو تشخيص لها، وتفكيك لمفاصِلِها، وأنت من تضع العلاج وتتناوله أيضًا.



الكسل الدراسي: قد يكون له تعلُّق بطبيعة السنة الدراسية نفسها، كما قد يكون نتيجة آثار المشكلة العاطفية مع الفتاة، ومشكلة الأصدقاء أيضًا.



طبيعة السنة الدراسية، لا سيما سنة التخرج من الثانوية العامة، لها وضع خاصٌّ؛ حيث تُضيف عبئًا نفسيًّا إضافيًّا على الطالب؛ فيعيش بِوَتِيرةٍ عالية من الضغط النفسي، مما قد يُسَبِّب له آلامًا جسدية أحيانًا؛ كصداعٍ، أو آلام عضلات، أو نحوها.



والمطلوبُ هنا هو التخفيف على النفس، والتهوين من أمر السَّنَة؛ كنوع من المغالطة النفسية!



كأن تقول لها: يا نفسُ، ماذا دَهاكِ؟ هل أنت أول مَن تدرسين وآخر من تنجحين؟ وماذا لو تدنَّت الدرجات، أو حتى أعدتُ السنة مرة أخرى، هل هذه هي نهاية الحياة؟



هذا لا يعني بالطبع التشجيع على الكسل، أو الركون إلى الأمل، بل هو نوعٌ من التنفيس عن النفس؛ حتى تضعَ شيئًا مِن الثِّقَل المُلْقَى على عاتقها.



ثانيًا: عليك باتباع الوسائل المتنوِّعة في التحصيل والاستذكار:

استَعِنْ بأصدقاء جيدين للتنشيط.



استخدم المفكِّرات والتلخيص، ثم تلخيص التلخيص؛ حتى تصبح المادة كعناوين ونقاط رئيسية سهلةَ الحفظ.



نظِّمْ نومك وطعامك، وضَعْ لك ساعة للرياضة، وأخرى للترفيه.



لا تَيئَسْ، وقل لنفسك: أنا قادر على النجاح بتفوُّق، ردِّدْ هذه العبارة باستمرار وبشكل يوميٍّ.



مشكلتك الثانية: المشكلة العاطفية: ودائمًا نُنَبِّه أبناءنا وإخواننا الطلاب ألا يستعجلوا بشغل قلوبهم بعواطف بما لا يملكون دفْعها؛ فضلًا عن إرواء وإشباع قلوبهم، وعاطفة الحب لا يمكن إشباعها إلا بالزواج الحلال، فهي غريزةٌ فطريةٌ شأنُها كشأن غريزة الطعام والشراب.



وبعض الدول التعليم فيها مختلطٌ بين الجنسين، وهذا من المآسي - للأسف - حيث تُولَد مثل هذه المشكلات، وما هو أعظم منها كذلك.



لذلك نرى أن تَصْرِفَ نظرًا عن هذا الموضوع، وتُجاهِدَ نفسك، وتتجنَّب الجلوس معها أو لقاءها، فضلًا عن الحديث معها، ويجب أن تلجمَ قلبك حتى يأذن الله لك بفتاة أحلامك التي ترضاها دينًا وخلُقًا وخَلْقًا، عندها فقط يكون الحب في موضعه الصحيح الذي يتكلَّل بالزواج.



مشكلتك الثالثة: مشكلة الأصدقاء، وتعليقاتهم السيئة، وهذه بعض النصائح:

تجنَّبْ مجالسة السفهاء وبذيئي اللسان.



اجعلْ لك رفقةً طيبةً، ولو شخصًا واحدًا.



في حال تطاول أحدهم عليك، ضَعْ له حدًّا من خلال إدارة المدرسة.



أخيرًا، هناك مشكلةٌ عويصة في حياتك لا بد أن تنتبه لها، وهي أنك لا تُصَلي، فكيف يرجو التوفيقَ شخصٌ لا يَصِلُ حبله بحبل ربِّه، ولا ينطرح بين يديه خاضعًا مُتَذَلِّلًا، وإذا أردتَ إصلاح علاقاتك بمن حولك فأصْلِحْ علاقتك بربك أولًا.



تذكَّرْ أن الصلاةَ مِن أعظم واجبات الدين وأركان الإسلام، ولا حظَّ في الآخرة لمن ترَكها.




مفتاح نجاحك الحقيقي يبدأ بالصلاة، جرِّبْ هذا المفتاح، وستكتشف أن جميع الأبواب المُغْلَقَة قد فُتِحَتْ لك!



نسأل الله أن يَعْصِمَ قلبك، وأن يُوَفِّقك في دراستك وحياتك



والله الموفِّق






الساعة الآن : 05:45 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 16.90 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.80 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.55%)]