ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى مشكلات وحلول (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=51)
-   -   أفكار تتعلق بموت والدي وانتحاري! (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=259140)

ابوالوليد المسلم 26-05-2021 03:20 AM

أفكار تتعلق بموت والدي وانتحاري!
 
أفكار تتعلق بموت والدي وانتحاري!


د. سليمان الحوسني




السؤال

ملخص السؤال:
شابٌّ غير متزوِّجٍ، متعلِّق بوالديه جدًّا، ويعتقد دومًا أن حياته ستنهار، وأن والديه إذا ماتا سينتحر أو يُجَنَّ!

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابٌّ في بداية العشرين مِن عمري، غير متزوِّجٍ، أعمل مُوَظَّفًا، مشكلتي أني أعتقد دومًا أن حياتي ستنهار، أعتقد أن والدي إذا ماتا سأنتحر أو أُجَنَّ!

تأتيني هذه الأفكارُ دومًا، وأريد أن أعيش حياتي بشكلٍ هادئٍ، لكن المشكلة أنني لا أستطيع، فأنا أحبُّ والدي حبًّا شديدًا، وأخاف عليهما جدًّا، حتى مِن مجرد الأفكار التي تُصيبني، وما يسيطر عليَّ الآن أنني سأنتحر في المستقبل.

ذهبتُ إلى المستشفى للعلاج النفسي، وذهبتُ للرقى الشرعية، وكنتُ أتعاطى العلاجات لمدة.

كذلك تُسيطر عليَّ حالة أخرى، وهي اعتقادي أن الناس يَكْرهونني ولا يُريدونني، وكلما ذهبتُ إلى مكانٍ أرى الناس يتطلَّعون وينظرون إليَّ باستغرابٍ، وأنا خَجول جدًّا!

تقدمتُ لخطبة فتاة، لكن والد الفتاة لم يُعْجَبْ بشكلي، وللأسف أحسستُ بالنقص، وأشعر أنني لا أصلُح للزواج بسبب شكْلي.

مشكلتي كذلك أني إذا غضبتُ مِن أحدِ لا أُصافحه نهائيًّا، ويظل قلبي حاقدًا عليه، إلا إذا جاءني وصالَحَني.

أرجو أن تساعدوني في حل مشكلاتي السابقة، وجزاكم الله خيرًا

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

نشكرك أخي على تواصُلك معنا، مُتمنِّين لك التوفيق في عملك وبرك بوالديك، وتمام مشروع زواجك.

وهنيئًا لك حبك لوالديك، وتعلُّقك بهما، وهذا تُحْمَدُ عليه وتُؤجر بسببه عند الله، وهو مِن أعظم القُرُبات بعد التوحيد، ولكن اعتقادك بأنك سوف تنهار أو تنتحر أو يُصيبك الجنون في حالة وفاة والديك - اعتقاد خاطئٌ، ولا يجوز للمؤمن التفكير في الانتحار؛ لأنه جريمةٌ ومعصيةٌ، والمؤمنُ عليه أن يُوطِّنَ نفسه على الرضا والصبر عند المِحَن والشدائد والمصائب وقبول ما كتبه اللهُ والإيمان بالقضاء والقدَر.

وكونُك دخلت المستشفى النفسي شيءٌ طيب، حاوِلْ متابَعة العلاج ومُراجَعة أهل الاختصاص؛ فربما يكون عندك مرضٌ نفسيٌّ يُعالج عند أهل الاختصاص.

أما اعتقادُك بأن الناس يكرهونك وينظرون إليك باستغرابٍ؛ فهذه أوهامٌ لا تُلق لها بالاً، ولا تجعلْها تشغلك وتتعبك، واعتَقِدْ عكس ذلك؛ فالناسُ فيهم الخَيِّرون الطيبون، وعليك المبادَرة بالتسليم والابتسامة لمن تلْقاه، وأنصحك بأن ترتبطَ بجماعةِ المسجد والإمام، واطلُبْ منه بعض الوقت، واعرِضْ عليه حالتك، واستَشِر الناس الصالحين وأهل العلم والدُّعاة.

وشيء طيبٌ أن تتواصلَ مع بعض الرقاة الشرعيين مِن خلال أئمة المساجد، واحْذَر المشعوذين والدَّجَّالين.

واحذر العُزلة؛ فهي لن تُفيدك بل تضرك، ومنهيٌّ عنها في الشرع الحكيم، وعليك بالجماعة ومشاركتهم، حتى لو أساؤوا إليك، واحذر الانعزالَ والوَحْدة، فالشيطانُ عدوٌّ للإنسان، يُريد أن ينعزلَ به ويغويه، والذئبُ إنما يأكل مِن الغنَم القاصِيَة.

ومسألة الغضب خفِّف منها، وكن متسامحًا مع الآخرين، حتى مع من يُسيء إليك، واجعلْ قلبك محبًّا للجميع، وادفعْ بالتي هي أحسن، وصافِحْ إخوانك وأصدقاءك، وابتسمْ لهم؛ فهي صدقةٌ تكون رصيدًا لك.

وكونُك خطبتَ ولم يُوافقْ والد البنت فهذا أمرٌ عادي، وليس معناه أنه يَكرهك أو يبغضك، فهناك مَن خطب عشرات المرات ولم يُوَفَّقْ إلا بعد وقت طويلٍ؛ فالزواجُ رزقٌ يأتيك في وقته، فلا تحزنْ ولا تيئسْ، واجعل الأمل أمامك يأخذك إلى آفاقٍ رحْبة، لعل الله مُدَّخِر لك خيرًا مِن تلك الفتاة.


عليك - ابني العزيز - أن تُقَوِّي صلتك بالله، مِن خلال التوحيد الخالص، والعبادة الصادقة، واللجوء إلى الله، وطلَب العَوْن منه سبحانه، واحرصْ على الصلاة في أوقاتها، وأكثِرْ مِن قراءة القرآن والدُّعاء والذِّكر، وصُحبة الصالحين أهل الصلاح والتقوى، وكنْ مِن أصحاب الصَّفِّ الأول في المسجد.

سائلين الله لك كل توفيق وسداد وفوز في الدنيا والآخرة





الساعة الآن : 06:23 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 10.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 10.29 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.90%)]