وصية أم من العصر الحديث لابنتها.. قصيدة "أخلاقيات الزواج"؛ للشاعرة لورا الأسيوطي
وصية أم من العصر الحديث لابنتها.. قصيدة "أخلاقيات الزواج"؛ للشاعرة لورا الأسيوطي د. شاذلي عبد الغني إسماعيل للأسرة العربية سِماتها الخاصَّة التي تَقوم على مجموعة من الأصول والثوابت التي تَهدف إلى خلق الترابط والتآلف، وقد ظلَّت هذه الأصول ولا تَزال تقاوم رياحَ التغيرات الاجتماعيَّة والثقافية العاصِفة التي حلَّت بعالمنا، وخلخلت العديدَ من قِيَمه، وزلزلَتِ الكثيرَ من ثوابته، ولا شك أنَّ بِنية الأسرة العربية وتراثَها الزاخر بالقيم والعادات والتقاليد والطبائع والأسس الدينيَّة - قوَّى من قدرتها على مُقاومة المحاولات الدَّائمة والدائبة لاختراقها وتغيير مَلامحها أو تشويهها، وهذا الحكم وإن لم يكن عامًّا فإنَّه بلا شك ينطبق على غالبيَّة الأسر. وقد حفظ لنا تراثُنا العربي العديدَ من النصوص الأدبيَّة التي تَكشف لنا عن تمسُّك المجتمع بقِيَم أخلاقيَّة هي غاية في الروعة والسموِّ؛ ومن أشهر هذه النصوص ما روي من أنَّ "عمرو بن حجر" خطب إلى "عوف بن محلم الشيباني" ابنته "أم إياس" فقال: نعم، أزوِّجها على أن أسمِّي بنيها، وأزوِّج بناتها، فقال "عمرو بن حجر": أمَّا بنونا، فنسمِّيهم بأسمائنا وأسماء آبائنا وعمومتنا، وأمَّا بناتنا، فتنكحهن أكْفاؤهنَّ من الملوك، ولكنِّي أصدقها عقارًا في كندة، وأمنحها حاجات قومها، لا ترد لأحد منهم حاجة، فقَبِل ذلك منه أبوها، وأنكحه إيَّاها، فلمَّا كان بناؤه بها، خلَتْ بها أمُّها، فقالت: "أيْ بُنيَّة، إنَّكِ فارقتِ بيتك الذي منه خرجتِ، وعشَّكِ الذي فيه درجت، إلى رجل لم تعرفيه، وقرينٍ لم تألفيه، فكوني له أَمَة يكن لك عبدًا، واحفظي له خصالًا عشرًا، يكن لك ذخرًا؛ أما الأولى والثانية: فالخشوع له بالقناعة، وحُسن السَّمع له والطاعة، وأمَّا الثالثة والرابعة: فالتفقُّد لموضع عَينه وأنفِه؛ فلا تقع عينُه منكِ على قَبيح، ولا يشم منك إلا أطيبَ ريح، وأمَّا الخامسة والسادسة: فالتفقُّد لوقت منامه وطعامه؛ فإن حرارةَ الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة، وأمَّا السابعة والثامنة: فالحرص على ماله، والإرعاء على حشمه وعياله، وملاك الأمر في المال حُسنُ التقدير، وفي العيال حسنُ التدبير، وأمَّا التاسعة والعاشرة: فلا تعصين له أمرًا، ولا تفشين له سرًّا؛ فإنَّكِ إن خالفتِ أمرَه، أوغرتِ صدرَه، وإن أفشيتِ سرَّه، لم تأمني غدرَه، ثمَّ إياكِ والفرح بين يديه إن كان مهتمًّا، والكآبة بين يديه إن كان فرحًا. فولدَتْ له الحارسَ بن عمرو، جد امرئ القيس الشاعر"[1]. وهذه الوصيَّة تَكشف لنا عن عمق فِكر المرأة العربيَّة وذكائها وبراعتها في صياغة النَّصيحة صياغة مؤثِّرة، جمعَتْ فيها خُلاصة تجربتها، وظهرَتْ قدرتها على القراءة النفسيَّة الواعية لشخصيَّة الرجل العربي، ثمَّ وعيها التام بالطرق والأساليب والمبادئ التي ينبغي أن تتوسَّل بها الزوجة حتى يمكنها أن تتجاوَب مع تكوينه النَّفسي، وحتى يتمَّ التآلف، وتتحقَّق السعادة، ويَحدث الاستقرار. وفي العصر الحديث صاغَت "لورا الأسيوطي" قصيدةَ "أخلاقيات الزواج"[2]، التي أهدَتْها إلى ابنتها "أحلام" وإلى ابنها "أشرف"، وهذه القصيدة تُعدُّ امتدادًا لوصيَّة المرأة العربية ونهلًا من يَنبوعها الثَّرِّ، وهي تكشف لنا عن امتِداد التواصل الفِكري والأخلاقي والحضاري للمجتمع العربي، الذي ظلَّ طَوالَ تاريخه متمسِّكًا بمبادئه، وفخورًا بها، وداعيًا إليها، تقول الشاعرة في مطلع القصيدة: ما كانَ أسعدَني وقد ساءلتِني https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يومًا ولم يقعدْ بك الإحجامُ! https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif عن سرِّ ما بيني وبين أبيكِ مِن https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif حبٍّ له بعد الزواجِ دوامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ولقد أجبتُكِ باختصارٍ يومَها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ولمثلِ سنِّك يومَها أحكامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif والآن إذ أوشكتِ أن تتزوَّجي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif كأخيكِ وهْو الفارسُ المقدامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لقد كانت الفتاة صغيرةً حين سألَتْ أمَّها عن سرِّ الحبِّ الذي استمرَّ بينها وبين أبيها بعد الزواج، وسؤال الفتاة الصَّغيرة يَكشف لنا عن وضوح هذا الحب واختلافه، وتميُّزه وامتداده، واختفاء كل ما يُعكر صفوَه، وإلَّا لماذا يكون السؤال عن السرِّ إلَّا إذا كانت الفتاة الصَّغيرة قد قارنَتْ بين حياة أبيها وأمِّها وحياة مَن عرفتهم، ثمَّ لاحظت الفارقَ الذي يكمن وراء وجوده سِرٌّ؟ من هنا بدت سعادة الأمِّ التي شعرَتْ بتميُّزها، كما شعرَتْ في نفس الوقت بأنَّ ابنتها قد بدَأتْ تنضج وتلاحِظ وتَسأل، وتسعى لأنْ تسير على نهجها، وتقتبس منها؛ لتتعرَّف على أسرار الحب الذي ملأ بيت الأسرة بالسعادة. إنْ شئتِ أنْ يبقى الزواجُ سعادةً https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فلْتذكُري أنَّ الزواجَ غرامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif كوني لزوجِك مثلما هو يَشتهي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ولْيبقَ بينكُما رضًا ووئامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif الزَّوجُ طفلٌ فوق عرشٍ جالسٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ومرادُه التعظيمُ والإكرامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أنتِ الرعيةُ كلُّها في مُلكِهِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif والطاعةُ العمياءُ منكِ لزامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وله القيادةُ كلُّها وبكفِّه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لكِ يا رعيَّةُ في الحياةِ زمامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لكنَّه يُلقي إليكِ زِمامَه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif بالحبِّ فهْوَ به لديكِ غلامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إنها سِمَة الرَّجل الشرقي الذي يبقى فيه ما في الطفل؛ من براءةٍ، وإحساس بالذَّات، وحبٍّ للتقدير، والمرأة الذكيَّة هي التي تتعامَل بحنكة مع هذه الأبعاد وتحتويها؛ فتُشعره بقيمته عبر التعظيم والإكرام والطَّاعة، ثمَّ بالحبِّ الذي له مفعول السِّحر، وهذه الأبيات تذكِّرنا بقول الأعرابيَّة: "كوني له أَمَة يكُنْ لك عبدًا"، ثمَّ بطلبها من ابنتها بحسن السمع لزوجها والطاعة. كوني له زوجًا تُريه حَنانَها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إنَّ الحنانَ بغيرِها أوهامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif كوني شريكتَه الأمينةَ دائمًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إنَّ الأمانةَ للزواج قوامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يتبع |
رد: وصية أم من العصر الحديث لابنتها.. قصيدة "أخلاقيات الزواج"؛ للشاعرة لورا الأسيوطي
ثِقةُ الشريكِ ضرورةٌ حتميةٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فقدانُها لكليكما هدَّامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وطموحُ زوجِك في يديكِ أمانةٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif هي في ضميرِك ذمةٌ وزمامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif في ظلِّ روحِك ما يطيبُ لرُوحه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إذ تستريحُ فتُبسطُ الأجسامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لا يزال هناك أوجه للتشابه، أو فلنقل: إنَّ هناك تناصًّا بين نَصائح الأمِّ الأعرابية ونصائح الأم العربية المعاصرة؛ فالأمر بالأمانة وترسيخ مشاعر الثقة في الأبيات يقابله في نصائح المرأة العربية الأمر بالحرص على مال الزَّوج والإرعاء على حشَمه وعياله، وعدم إفشاء سره، والبيتان الأخيران يَبدوانِ تشعيرًا للخصلة الثالثة والرابعة في نصائح الأعرابية: "التفقُّد لموضع عَينه وأنفه؛ فلا تقع عينُه منكِ على قَبيح، ولا يشم منكِ إلا أطيبَ ريح"، والخصلة الخامسة والسادسة: "التفقُّد لوقت مَنامه وطعامه؛ فإنَّ حرارةَ الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة"؛ فهذه الأشياء من روح المرأة ظلٌّ يتفيؤه الرجل؛ ليستريح في أجوائه العذبة من أكدار الحياة. وتستمرُّ الشاعرة في عَرض النَّصائح أو في بيان تَركيبة الصِّفات التي تَمنح للحياة الزوجية آفاقًا ممتدَّة من السعادة والصفاء والحب: وليبقَ عُشُّكما السعيدُ مُنسَّقًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif للفنِّ في تنسِيقه إسهامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يأوي إليهِ بعدَ جَهدٍ مُرهقٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فإذا لهُ فيما حواهُ جَمَامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif بتجاوبِ الأفكارِ بَينكما لهُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif في البيتِ حينئذٍ يطيبُ مقامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وتفنَّني ما اسطَعتِ في إرضائِه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فرِضاه فيه العزمُ والإقدامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif مهما تكوني في الحياةِ ضَعيفةً https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فلأنتِ في يدِه عصًا وحُسامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif والضَّعفُ لا يَعني التذلُّلَ مطلقًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فالذُّلُّ حتى للقرينِ حرامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif حسْبُ القرينِ من القرينةِ رقَّةٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وصراحةٌ بهما السلامُ يقامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ما دمتِ في حرصٍ على أسرَارِهِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فلحرصه حتمًا عليك دوامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وتبادلُ الإجلالِ بينَكما بهِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لكما لدى كلِّ الأنامِ مقامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يتبع |
رد: وصية أم من العصر الحديث لابنتها.. قصيدة "أخلاقيات الزواج"؛ للشاعرة لورا الأسيوطي
لا تسمعي لوشايةٍ في حقِّه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif كلُّ الوشاةِ منافقونَ لئامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif كلُّ الوشاةِ منافقونَ لئامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif تلك النَّصائحُ كلُّها لكِ سُقتُها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ومُنايَ أن تتحقَّقَ الأحلامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif مَن عاشَ وَهْو معَ الإلهِ حياتُه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فالله كافلُه وليس يُضامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif بالنَّصيحة الأخيرة تكون الشَّاعرة قد وفت وكفت؛ فهي قد اجتهدَتْ في رصد كلِّ ما يمكن أن تقدِّمه المرأة حتى يتحقَّق للحياة الزوجية مبتغاها؛ ومنها الطاعة والحب، والحنان والأمانة، ومراعاة طموح الزوج وجمال البيت، وتجاوب الأفكار، والتفنُّن في إرضاء الزوج، والرقَّة والصراحة، والحرص على الأسرار، وتبادل الإجلال، وعدم السماع لأقوال الوشاة، والتوكُّل على الله واللجوء إليه؛ وقد جعلته الشاعرة آخرَ النَّصائح حتى يكون أكثر التصاقًا بالذِّهن، كما أنَّها سبقته دون جميع النصائح بقولها: "وصيَّتي لكِ"؛ فهذه الوصيَّة هي النَّبع الذي تتفجَّر عنه مشاعر الرِّضا في الحياة، والشعور بالسعادة في الفعل، والطمأنينة في وجود الجزاء. والشاعرة لم تكتفِ بنصيحة ابنتها؛ بل تلت ذلك بقصيدة "وإلى قرينك"[3]، التي يمكننا أن نَعتبرها تتمَّة لقصيدة "أخلاقيات الزواج"، وفي هذه القصيدة تخاطِب زوجَ ابنتها قائلة: وإلى قرينِك إذ أزفُّ تحيَّتي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أزجي رجاءً ما به إبهامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif هو في مقامِ أخيك "أشرف" يا ابنتي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وله بِقلبي مَعْكما إسهامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يا فارسَ الأحلام "أحلامُ" ابنَتي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وحبيبتي يا أيُّها المقدامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif علَّ الشاعرة أرادَتْ أن تعطي لابنتها درسًا عمليًّا في كيفيَّة معاملة الزوج، الذي هو طفل جالس فوق عرشه، ومراده التعظيم والإكرام؛ كما سبق للشاعرة أن وصفَتْه، فاستهلَّتِ الشاعرة حديثَها بكلمات المدح الرَّقيقة؛ فهي تزفُّ إليه تحيتها، وما تطلبه منه ليس نصيحة أو وصيَّة كما كان مع ابنتها، وإنَّما هو رجاء، وهو في مقام ابنها، وله مكانته في قلبها، ثمَّ هو فارس الأحلام والمقدام الذي أَسَر قلبَ ابنتها، ثمَّ بعد ذلك تبدأ في عرض نصائحها أو رجاءاتها: كنْ زوجَها وصديقَها وشقيقَها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وأبًا حنونًا كله إكرامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif كنْ راعيًا للبيتِ يُصلحُ أمرَه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif باللِّينِ لا عنَتٌ ولا إرغامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ثِقْ في أمانتِها وقدِّر رأيَها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وإذا اشتكتْ فاسمعْ وأنت هُمامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif كنْ حاميًا ومربِّيًا ومواسيًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وبه يتمُّ لما تريدُ تَمامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وكنِ الرفيقَ على الطَّريقِ موافقًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فإذا الحياةُ سعادةٌ ووئامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يتبع |
رد: وصية أم من العصر الحديث لابنتها.. قصيدة "أخلاقيات الزواج"؛ للشاعرة لورا الأسيوطي
وإذا ببيتكما السَّعيدُ كأنَّه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif من قوَّةٍ ومتانةٍ أهرامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif هذا حديثُ القلبِ شِعرًا صُغتُه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ومِن الضلوعِ لفكرتي أقلامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ولئن قَضَيْتُ فإنَّ روحي دائمًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لكما تِحنُّ، جَناحُها حَوَّامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وعليكما منِّي السَّلامُ تحيَّة https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif عنِّي تترجمُ والسلامُ ختامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لعلَّنا نلاحظ أنَّ الإطناب، ورسمَ الصور، وبيان العلَّة من الأمر، والغاية من فعله - كان سِمةً في حديث الأمِّ إلى ابنتها، أمَّا هنا فقد كان الإيجاز هو الغالب؛ ولعلَّ ذلك نابعٌ من كونها لا تريد أن تُطيل على زوج ابنتها بالنَّصائح، ولعلَّ في ذلك تَلميحًا إلى ما يَمتلكه من الحنكة والرَّصانة التي تجعله غنيًّا عن التطويل. [*] ولدت في مدينة المحلة الكبرى (محافظة الغربية - مصر) 1925م، وتوفيت في القاهرة 1977م، من دواوينها: "مرفأ الذكريات"، "صيحة الشعوب"، "الزورق الحائر"، ولها بعض القصص المترجمة عن اللغة الفرنسية. [1] أبو عمرو أحمد بن محمد بن عبدربه الأندلسي: "العقد الفريد"، القاهرة: الهيئة العامة لقصور الثقافة 2004م، ص (83، 84). [2] ديوان "الزورق الحائر"، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب 1999م، ص (13). [3] ديوان "الزورق الحائر"، ص33. |
| الساعة الآن : 06:09 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour