ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   من بوح قلمي (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=72)
-   -   الأميرة الخائبة (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=257709)

ابوالوليد المسلم 29-04-2021 01:14 AM

الأميرة الخائبة
 
الأميرة الخائبة
أحلام عيوري


سألها اللقاء، فكَسَتْ نفسها حُلةً ذهبية تجعلها بهيَّة الطلعة كما يقولون، تأنَّقت وخرَجت تخطو خطواتها في رقة ورُقيٍّ تتجه إلى السماء، وفي فسحة قلبِها الرقيق رعشةٌ، وودٌّ، واشتياقٌ؛ اشتياق لعاشقٍ وعدها أجملَ وعد، كان فاتنًا وسيمًا في حُلَّته الفضيَّة المُبهرة، وقد تعطَّر بأجمل العطور، كان عاشقًا فصيحًا، تقدم في اتجاهها، وحين نظرَتْ في عينَيْه ركَعَ على ركبتَيْه، واعترف لها بحبِّه الدفين، في لحظة صفاءٍ ووُدٍّ قال لها: أنت أميرتي الساحرة، ووردتي الفاتنة، هأنذا أهبُك قلبي، وأفتديك بروحي، هأنذا أسألُك أن تسكني قصورَ قلبي الخالية، وتزيِّني حدائقَ حياتي المقفرة، فهلَّا منحتِني حبًّا خالدًا!

أجابَتْه في خجل: سألتني، فمَنحتُك ما سألت، فاجعلني أميرةَ قصورك اللجِّيَّة الشاسعة، وزهرة حقولِك الرابية الواسعة، فأنا أبادِلُك الشعور.

في تلك الليلة تواعدا، وتعاهدا، واتفقا على اللقاء، فكانت السماءُ العالية هي الخيارَ الأفضل لأول لقاء بعيدًا عن عيون الحاسدين والحاقدين.

تواعدا باسم الحبِّ، فخرجت للقائه، وإلى اليوم ما زالت تتأنَّق وتخرج لملاقاته في نفس الموعد.

وإلى اليوم ما زالت تنتظرُ إلى أن يشيخَ الانتظار؛ فتعود أدراجَها في خيبة أمل، وقلبُها يعتصره الخذلان.

هل عرفتم مَن هي هذه الأميرة؟
إنها الشمس الذهبية اللامعة.




الساعة الآن : 06:28 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 5.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 5.16 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.79%)]