![ملتقى الشفاء الإسلامي]() |
|
ابوالوليد المسلم |
06-04-2021 04:40 AM |
زوج بمهنة (عاطل)
زوج بمهنة (عاطل)
رشا عرفة
هل فكرتِ يوما ما أن تكوني زوجة لرجل عاطل؟، سؤال قد يتبادر إلى ذهن كل فتاة، خاصة إذا فاتها قطار الزواج، فقد يصبح الزوج العاطل أفضل لها من أن تلقب بـ "عانس"، وربما يكون هو طوق النجاة لها من قسوة الأهل، أوتقلبات الزمن، مما يجعلها تقبل الزواج من أول شخص يدق بابها دون النظر إلى وضعه العلمي والاجتماعي والاقتصادي، خصوصا إذا تقدم بها العمر، وكما يقول المثل الشعبي:"ظل رجل ولا ظل حيطة".
لكن يا ترى هل هذا المثل صحيح؟، وهل زواج الفتاة من رجل عاطل نهاية لمشاكلها أم بداية لها؟، هل ستظل مؤمنة بأن زوجا عاطلا أفضل من لقب عانس؟، كيف ستكون حياتها الأسرية؟
"رسالة المرأة" حاولت الإجابة عن هذه الأسئلة من خلال رصدها لتجارب زوجات رجال عاطلين.
لقب عانس أفضل:
تقول صفاء.ا: لو عاد بي الزمن مرة أخرى لفضلت لقب عانس عن ارتباطي بزوج عاطل أو راتبه قليل، يكفيني ما ذقته ومازلت أذوقه من جراء هذه الزيجة، وتابعت: تقدمي في السن كان السبب وراء قبولي بزوجي، وكان عزائي الوحيد هو أنني أعمل مُدرسة بأحد المدارس الخاصة وسأتكفل بالأعباء المالية، حتى يحصل زوجي على عمل، وبمرور الوقت اكتشفت أن زوجي اعتمد علي، ورفض البحث عن عمل، لأقوم أنا بتحمل كل الأعباء دون تقدير منه وكأنه واجبي، وكثيرا ما حاولت مساعدته للحصول على عمل ولكنه كان يرفض، وفكرت في الانفصال أكثر من مرة، ولكن أطفالي كانوا سبب تراجعي، فأنا لدي ثلاثة أطفال.
أما مها .ط فتقول: أنا ربة منزل، وزوجي كان يعمل بإحدى شركات البترول، وكان يتقاضى راتبا كبيرا، وبسبب بعض الظروف استغنت الشركة عن خدماته، ليظل بلا عمل، ومن وقتها ومشاكلنا لا تنتهي، وفي أوقات كثيرة لا نستطيع توفير احتياجاتنا المنزلية، وقد نلجأ لإقتراض بعض المال من أصدقائنا، وحاولت كثيرا إقناع زوجي بقبول أي وظيفة حتى يحصل على وظيفة تناسبه ولكنه رفض، وأنا لا أعرف ما مصيرنا؟، وهل سنستطيع إكمال حياتنا على هذه الوتيرة أم لا؟
وتروي هيام .ك قصتها فتقول: تزوجت من حوالي عشرة أشهر من شاب خجول ومحترم ولكنه لا يعمل، ورغم ذلك فهو لم يقصر معي على الإطلاق، وكل ما أطلبه أحصل عليه، فهو من أسرة ميسورة الحال، ولكن كونه عاطلا يؤلمنى نفسيا، وخاصة أن أصدقائي كثيرا ما يسألونني عن وظيفة زوجي، وكلما حدثته في هذا الموضوع يقول لي أنا بالفعل قدمت على عمل وفي انتظار الرد ، وأنا لن أعمل بمهنة دون المستوى مهما كانت الظروف، وتابعت: كثيرا ما أهم بالبكاءعلى حالي، وكثيرا ما أتساءل إذا لم تأت لزوجي هذه الوظيفة هل سنظل نعتمد على والديه؟ وكيف ستكون نظرتي إليه؟ فقيمة الإنسان بعمله.
أكثر حساسية:
وتتساءل أميرة .و إلى متى سيظل هذا الوضع؟ وهل سأظل قادرة على التحمل؟ وتابعت: أنا متزوجة ولدي طفلان، وأعمل ممرضة بإحدى المستشفيات، وراتبي قليل نوعا ما، وكنت أنا وزوجي يعين بعضنا الآخر على الحياة، وبسبب فقدانه لعمله أصبحت الحياة أصعب بكثير، علاوة على تغير معاملة زوجي لي ولأولاده، فتركه العمل يشعره دائما أنه عالة علي، ولكني حاولت مرارا وتكرارا التخفيف عنه، وتحملت كل الأعباء حتى أنني أعمل ليل نهار، حتى أستطيع توفير احتياجاتنا، إلا أن هذا الشعور دائما ما يسيطر عليه، وفي بعض الأوقات يمنعني من الذهاب لعملي، ولكنه سرعان ما يتراجع، فإذا تركت عملي من أين لنا أن نعيش؟
ويرى خبراء في علم النفس أن الزوج في هذه الحالة يكون أكثر حساسية، ويعاني من أزمات التوتر والقلق، مما يزيد من حدة المشكلات بين الزوجين، وأنه على الزوجة العاملة أن تتقن فن التعامل مع زوجها العاطل عن العمل، فلا تشعره بعجزه، وتحفظ له مكانته في الأسرة.
وفي المقابل تؤكد ليالي .م على أن الانتظار بمنزل أبيها أفضل بكثير من الارتباط بزوج عاطل، وتابعت: إذا ارتبطت الفتاة بزوج عاطل تكون قد حملت نفسها متاعب هى في غنى عنها، فمكوثها ببيت أهلها أفضل لها من الارتباط بزوج عاطل ثم تلقب بلقب مطلقة، وخاصة إذا كانت امرأة عاملة، فالزواج في هذه الحالة غير متكافئ، ولن ينجح مهما قدمت الفتاة من تنازلات، ومهما تحملت من أهوال.
ووافقتها في الرأي رنا حمادة، مرشدة إجتماعية، التي اعتبرت زواج المرأة العاملة من عاطل زواج غير متكافئ، وغير مرغوب فيه من قبل معظم الفتيات، وأرجعت قبول بعض الفتيات بهذا النوع من الزواج إلى بعض الظروف، منها الحالة الأسرية السيئة التي تعيشها الفتاة، ومعاناتها من الظلم، أو تقدمها في العمر، أووقوعها في غرام هذا الشخص.
خلل في التنشئة:
وعن السبب وراء تنصل الأزواج من مسؤولياتهم تجاه أسرهم تقول الدكتوره اعتماد علام أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس إن هروب الزوج من تحمُّل أعباء الأسرة يرجع إلى العديد من العوامل، أهمها حدوث خللٍ في أساليب التنشئة الاجتماعية، فأسلوب التنشئة السيئ، وعدم تربية الأبناء على تحمُّل المسؤولية منذ مرحلتي الطفولة المبكرة والطفولة المتأخرة، يؤدي إلى تزايد احتمالات هروب الأزواج من تحمل نفقات ومسؤوليات الأسرة.
وأوضحت علام في تصريحات إعلامية أن هذا الأسلوب الخاطئ قد يجعل الطفل مدللا، ويجعله غير قادر عل تحمل المسؤولية، سواء في مرحلة الطفولة أو الشباب، وقد لا تغرس الأسرة فيه قيمة الإيثار والعطاء، فمثلا عند تجهيز بيت الزوجية لا يساهم الابن ولو بالقدر القليل في تكاليف الزواج، حيث تقوم الأسرة بتحمُّل المسؤولية كاملةً دون إشراك الزوج، مما يجعل الشخص أنانيًّا، ليس لديه القدرة على العطاء بالقدر الذي يجعله يتحمل مسؤولية الأسرة.
وأضافت : قد يلعب الأصدقاء دورا مهما في تدعيم سلوك عدم تحمل المسؤولية، فعندما يكون الأصدقاء غير مؤهلين لتحمل المسؤولية حتما سيصبح الشخص الذي يرافقهم كذلك، ويتخلى عن تحمل أعباء الأسرة.
وأشارت دكتوره علام إلى أهمية الدور الذي من الممكن أن تلعبه الزوجة في تعديل هذا السلوك لدى الزوج، بإشراكه تدريجيا في تحمُّل أعباء الأسرة، حيث يكون هناك توزيع للأدوار بينهما، كأن يقوم الزوج بمتابعة الأبناء، وتقوم الزوجة بالأعباء المنزلية، مما يجعل الزوج يشعر بالتدريج بأنه عليه مسؤولية، ويجب عليه القيام بها للحفاظ على كيان الأسرة.
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour
[حجم الصفحة الأصلي: 8.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 8.42 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.10%)]