ملتقى الشفاء الإسلامي - أي أمة نحن بعدك يا رسول الله؟؟

أي أمة نحن بعدك يا رسول الله؟؟

ماذا أن نقدم لأنفسنا من رثاء في ذكرى ميلادك يا سيدي يا خير الأنام؟ لا نملك غير مزيد من النزف والبكاء على خير أمة أخرجت للناس، باتت اليوم على هامش الأمم، حرماتها مستباحة، كرامتها مهانة، فأي أمة نحن بعدك يا رسول الله؟؟ أمة مفككة من بحرها حتى خليجها، سمائها محتلة، مواردها مصادرة، قلاعها التي تركت باتت قواعد عسكرية مغلقة للعدو، أي أمة نحن بعدك يا خير البشرية؟ أصبحنا بعدك بألف ألف راية، وألف زعيم، وألف دولة، لكننا مع كل أسف يا سيدي لا نملك قرارنا؟ لأننا باختصار أشد أصبحنا لا نرقى إلى مستوى النعاج، عجزة، لا نملك حتى إرادتنا.

فإرادتنا يا سيدي مصادرة، لا نملك حتى حق التعبير عن ذاتنا، عن رأينا، وأنت القائد العظيم الذي علمتنا الحلم والأناة وسعة الصدر، آهٍ وألف آهٍ يا حبيبي يا رسول الله، هذا مسراك الطاهر، تنهشه أيدي الذئاب صباح مساء، تمتد نحوه، تنال منه ومن حرمته، وبني أمتنا لا يملكون سوى مزيد من النوم والنعاس، هذه فلسطين، الأرض التي باركتها قدماك، فباركها الله وبارك من حولها، مئات من حرائرها في قبضة بين قريضة والنضير يسومونهم سوء العذاب، وأنت يا سيدي من طردهم من أصقاع المدينة قبل ذلك فقط لأنهم كشفوا عورة مسلمة واحدة. فــــــآهٍ على حرمات المسلمين بعدك يا رسول الله.

هذا عراق أمتنا، بلد المعز والرشيد، منارة العز والمجد التليد ، غارق في الأشلاء، تنهشه وحوش البغي صباح مساء، وما ثمة رجال أو حتى أشباه رجال، نسائه ينال من أعراضهن الذئاب، وما من أسود لهذه الأمة يا رسول الله!!!

في يوم ميلادك سيدي، يقتلنا الخجل، ونحن خير أمة وما قد حلّ بنا وصرنا إليه، في يوم ميلادك يتنازعنا الخوف والألم والحرمان ونحن لا زلنا في مزالق التيه والغثيان، بين إعلامنا الهابط، وفضائيتنا الموقرة، وزعاماتنا الخالدة على كراسيها خلود الشمس، وشبابنا الحائر، إننا في يوم ميلادك سيدي يا رسول الله، لا نملك إلا أن نذرف دمعة حزن جديدة ونحن نسير على ذات الطريق، طريق الشوكة والمخاض العسير.

بقلم/ عبق القدس، عبد الوهاب، فلسطين المحتلة