ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الشعر والخواطر (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=30)
-   -   رمضان بشرى (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=252224)

ابوالوليد المسلم 09-02-2021 03:14 AM

رمضان بشرى
 
رمضان بشرى
عيسى جرابا



تَاقَتْ لكَ الأَرْوَاحُ يَا رَمَضَانُ *** وَهَفتْ لِشدْوِ طيوْرِكَ الآذَانُ


وَهَمَتْ سَحَائِبكَ الندِيّةُ رَحْمةً *** فَاعْشَوْشَبتْ مِنْ فَيضها الأَزْمَانُ


وَاسْتَقْبَلَتْكَ الأَنْفُسُ الظَّمْأَى إِلَى *** لُقْيَاكَ حَيْثُ النّوْرُ وَالإِيمَانُ


هَبتْ تَمدُّ أََكُفهَا لكَ توْبَةً *** وَعَلَى الوُجُوْهِ تذَلّلٌ وَحنَانُ


فَرَأَتكَ أَعْظَمَ زَائرٍ هَتفَتْ بِهِ *** كُلُّ الرُّبَى وَغَدَتْ بِهِ تَزْدَانُ


رَمَضَانُ جِئْتَ فلا تسَلْ عَنْ فَرْحَةِ *** الدُّنْيَا سَما بِشُعُوْرِها القرْآنُ


وَعَنِ النُّفُوسِ تَوَشَّحتْ حُللَ الصَّفاءِ *** يَزِينهَا الإِخْبَاتُ وَالإِذْعَانُ


وَعَنِ الأَيَادِي فِي رِحَابِكَ أَوْرَقَتْ *** وَبها تَنَامى البِرُّ وَالإِحسانُ


الكَوْنُ كلُّ الكَوْنِ غَنّى مذْ هَمَى *** مِنْ رَاحَتَيْكَ العتقُ وَالغُفرَانُ


رَمَضَانُ يَا أُنشُوْدَةَ الأَملِ النديِّ *** وَيَا رَبِيعاً وَشْيُهُ فَتانُ


يا وَاحةً فوَّاحَةً جذْلى وَيا *** وِرْداً هَفا لمعينهِ الظَّمآنُ


رَمَضَانُُ يَا بُشْرَى لَهَا إِطْلالَةٌ *** نَشْوَى وَصَوْتٌ بِالهدَى رَيَّانُ


يَا دَوْحَةً لِلنصرِ ضَاعَ أَرِيجُهَا *** بَيْنَ الأَنَامِ وَفرَّعَتْ أَغْصَانُ


بَدْرٌ وَكَمْ بَدْرٍ رَأَينا نُوْرَهَا *** يَفْتَرُّ زَهواً وَالمَدَى نَشْوَانُ!


رَمَضانُ يا أُنسَ القلوْبِ إِذَا دَجَا *** لَيْلُ الكُرُوْبِ وَسهّدَتْ أَجْفَانُ


كَمْ منْ مَعانٍ فيْكَ لَوْلا أَنْتَ لَمْ *** تُعْرَفْ وَلَمْ يُعْمرْ بِهنَّ جَنانُ!


رَمَضانُ يا خَيرَ الشهوْرِ تحيةً *** مِنْ شَاعِرٍ عَصَفتْ بهِ الأَحْزَانُ


يَشدُو وَبَيْنَ ضلُوْعهِ همٌّ وَفِي *** فَمِهِ سُؤَالٌ مثخنٌ حَيْرَانُ


مَا بالُهَا تَمْضِي السنوْنَ وَلَمْ يزَلْ *** يَكْسو مَفَارِقَنا أَسَىً وَهَوَانُ؟


لَهثتْ خطانا وَالدُّرُوْبُ تَلُفُّها *** ظُلَمٌ وَنحنُ تَلُفّنا الأَكْفَانُ


رَمَضَانُ جِئْتَ وَأَلْفُ خَطْبٍ *** هُدِّمَتْ قِمَمٌ لهُ وَتقَوَّضَتْ أَرْكانُ


وَعَدُوُّنا مازَالَ يُشْعِلُ بَيْنَنَا *** نارَ الخِلافِ وَينْفُخُ الشّيطَانُ


وَالقدْسُ رَهنُ قُيُوْدِهِ *** وَقُيوْدُنا وَهْمٌ يُكَبِّلنا بِهِ الخذْلانُ


لا الجُرْحُ مُنْدَمِلٌ وَلا دَمُهُ *** الزَّكِيُّ رَقَا وَلا سَفّاكُهُ سَيدَانُ


رَمضَانُ جِئتَ قلوْبنا شتَّى *** كَمَا رَاياتِنا كلٌّ لَهُ عُنوَانُ


خَمْسُوْنَ مِنْ لَهَبٍ تَلَظَّى وَالثَّرَى *** حِمَمٌ وَأَنفاسُ الوَرَى بُرْكانُ


وَخطَابنا مَازَالَ يُطْمِعُ غَيرَنا *** فِيْنا خطابٌ لَيسَ فِيْهِ بيانُ


"نِقْفُوْرُ كَلْبَ الرُّوْمِ" أَيْنَ أَبُو الأَمِيْنِ *** وَأَيْنَ سَيفٌ سلهُ الشّجْعَانُ؟


خمْسوْنَ لوْ أَنَّ الجِبالَ حَملْنهَا *** لَغَدَتْ بِهَا وَكَأَنَّهَا كثبانُ


رَمَضَانُ جِئْتَ وَلِلقُلُوْبِ مَشاعِرٌ *** وَلْهى وَلِلشّعرِ الأَصيلِ حِصَانُ


هذَا هِلالُكَ هَلَّ فياضَ السنا *** فَتَرَشَّفَتْ أَنْدَاءَهُ الأَكوَانُ


وَنُفُوْسُنَا طَارَتْ إِليهِ منيبةً *** تَبْكِي وَقَدْ أَزْرَى بِها العِصْيَانُ


وَتَرَقبَتْهُ عُيُوْنُنَا مُتلأْلئاً *** يَكسو سَنَاهُ سَكينةٌ وَأَمانُ


وَبِحِضْنِهِ كَمْ مِنْ مَساجِدَ أَنْشَدَتْ *** يحلو بِها لِلمُخْبِتينَ أَذَانُ!


لما بَدَا كُلُّ البَلابِلِ رَفْرَفَتْ فَرَحاً *** وَمِنْ فَمها جَرَتْ أَلْحَانُ


حَتَّى الجَمَادُ اهْتزَّ فَانْطَلَقَ الحَصَى *** يَشْدُو وَرَدَّدَ شَدْوَهُ الجدْرَانُ


رَمَضَانُ جِئْتَ فَلا تَسَلْ عَنْ شَوْقِنَا *** يَالَيتَ كُلَّ شُهوْرِنَا رَمضان



الساعة الآن : 03:16 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 15.32 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.22 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.61%)]