ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى مشكلات وحلول (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=51)
-   -   صديقتي تغيرت معي بدون سبب (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=252060)

ابوالوليد المسلم 07-02-2021 01:42 PM

صديقتي تغيرت معي بدون سبب
 
صديقتي تغيرت معي بدون سبب
أ. سحر عبدالقادر اللبان


السؤال

ملخص السؤال:
فتاة لديها صديقة تعرفها منذ 9 سنوات، لاحظتْ عليها منذ أشهر تغيُّرًا بدون أدنى سبب، أرسلت لها رسالة تعاتبها، إلا أن زميلتها ردتْ عليها بحدة شديدة، وتسأل: ماذا أفعل معها؟ هل أتركها أو أعتذر لها عن رسالتي؟ فلا أريد أن أخسرها.

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لديَّ صديقة أعرفها منذ 9 سنوات، علاقتي بها عميقة جدًّا، حتى إنني أعرف عنها كلَّ شيء، وأُخبرها عني بكل شيء.


لاحظتُ عليها تغيرًا منذ مدة؛ إذ وجدتُها منذ 6 أشهر لا تردُّ على رسائلي أو اتصالاتي إلا نادرًا، سألتُها أكثر من مرة عن سبب ابتعادها، لكنها لا تجيب إجابة واضحة!


أرسلتُ لها رسالة عتاب عبر (الفيس بوك)، لكنها ردتْ بحدة شديدة.

فأخبروني ماذا أفعل معها؟ هل أتركها أو أعتذر لها عن رسالتي؟

فلا أريد أن أخسرها

الجواب

الأخت الفاضلة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أُرَحِّب بك في قسم استشارات شبكة الألوكة، وبعدُ:


فعزيزتي، الصداقة من الروابط الاجتماعية العظيمة والمهمة في ديننا الإسلامي، إذ لا يمكن للإنسان في هذه الحياة أن يعيشَ وحيدًا مُنفردًا مُنعزِلًا عن بقية البشر، بل لا بد له مِن أصدقاء، أو على الأقل صديق يقف إلى جانبه في وقت الشدائد والمِحَن، ويعينه على نوائب الدهر، والصديقُ الحقيقيُّ هو الذي تكون معه كما تكون وحدك؛ أي: إنه بمثابة النفس.

وكما قيل:

صَديقي مَن يُقاسِمْني هُمومي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ويَرْمي بالعداوةِ مَن رماني https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


ويَحفظني إذا ما غِبْتُ عنه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وأَرْجُوه لنائِبَةِ الزمانِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


عزيزتي، كانتْ هذه مقدمة عن أهمية الصداقة، أما بالنسبة لمشكلتك، فالصديق يجب أن يعذرَ صديقه، وصديقتُك قد تكون تَمُر بوضع نفسي تحتاج فيه إلى الابتعاد قليلًا عن الآخرين فلا تلوميها، وما فَعَلَتْه مِن تضجر لانقطاعها عليك أن تصححيه، وذلك بأن تعتذري لها وتخبريها بأهميتها عندك، وأنك دائمًا ستكونين السند لها والمراعية لظروفها، وأنك إن أخطأتِ في حقها في يومٍ ما سبَّب تضايقها منك، فإنك تعتذرين عن الموقف، وتتمنين منها أن تعاتبك كلما شعرتْ بضيقٍ مِن تصرف مِن تصرفاتك نحوها، وقولي لها: الصديقان الحقيقيان هما قلب واحد، لكن في جسدين.


وأخيرًا، أتمنى عزيزتي أن تكوني ممن أَحْسَنَ اختيار الصديق، ووضع نصب عينيه حينها معايير مهمة من شأنها الفوز برضا الله تعالى، والتي منها أن تكون صديقتك صالحة، أمينة، وأن تكون وفية، ناصحة لك بالخير، وأن تكون على خُلُق ودين، وأن تكونَ خير عون لك في الشدة والرخاء، والجسرَ الذي يصل بك إلى طريق الخير والصلاح.


والرسول صلى الله عليه وسلم حثَّ على حسن اختيار أصدقائنا حين قال: ((إنما مَثَلُ الجليس الصالح والجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحاملُ المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاعَ منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخُ الكير إما أن يحرقَ ثيابك وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة))؛ رواه البخاري، وفي الأثر: "إياك وقرين السوء، فإنك به تُعرف"، ويقول المَثَلُ: قل لي من تصاحب أقُلْ لك مَن أنت! وقال أحد الحكماء: إذا أردتَ أن تتعرف إلى إنسان راقبْ أصدقاءه، فكما يكونون يكون.


وقال الشاعر:

احذَرْ مُصاحبة اللئيمِ فإنه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
يُعدي كما يُعدي الصحيحَ الأجربُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


ودَعِ الكَذُوبَ فلا يَكُنْ لك صاحبًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
إنَّ الكَذُوبَ يشين حرًّا يَصْحَبُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


يَلْقاكَ يُقسم أنه بك واثقٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وإذا تَوارى عنك فهْوَ العَقربُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


يسقيك مِن طرف اللسانِ حلاوةً https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ويَروغ منك كما يَروغ الثعلبُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



عزيزتي، أُذكِّرك بكثرة الدعاء لها ولك، وتحري ساعات الإجابة والتي منها الثلث الأخير من الليل، واعلمي أنه مَن تكون مع الله فالله سبحانه سيكون معها، ومَن أحبها الله تعالى جَعَل لها القبول في الأرض، ولتتحقق محبته تعالى يجب التقرُّب إليه بالفرائض ثم بالنوافل؛ فقد قال تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله تعالى قال: مَن عادى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحرب، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحب إليَّ مما افترضتُه عليه، وما يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أُحبَّه، فإذا أحببتُه كنتُ سَمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأُعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه))؛ رواه البخاري.


وقال صلى الله عليه وسلم: ((إذا أحب الله العبد نادى جبريل: إن الله يحب فلانًا فأحببه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يُوضَع له القبول في الأرض))؛ رواه البخاري عن أبي هريرة.


والله تعالى الموفق


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته




الساعة الآن : 02:50 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 13.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.81 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.67%)]