ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى القرآن الكريم والتفسير (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=57)
-   -   أرجوزة نور الصباح المسفر في نظم شروط المفسر من كتاب الإتقان في علوم القرآن للسيوطي (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=249997)

ابوالوليد المسلم 06-01-2021 08:37 PM

أرجوزة نور الصباح المسفر في نظم شروط المفسر من كتاب الإتقان في علوم القرآن للسيوطي
 
أرجوزة نور الصباح المسفر في نظم شروط المفسر من كتاب الإتقان في علوم القرآن للسيوطي
محمد آل رحاب





أرجوزة نُور الصَّبَاحِ المُسْفِرِ




في نَظْمِ شُرُوطِ المُفَسِّرِ




من كتاب "الإتقان في علوم القرآن"




للعلامة السيوطي ت 911 هـ رحمه الله
















حمْدًا لِمَن خيرَ الحديثِ نزَّلا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

ثُمَّ صلاتُنا على خيرِ المَلا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




نبينا زَيْنِ الوَرى محمدِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وآله وصحبه والمقتدي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




وبعدُ إن هذه أرجوزة https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

لطيفة في بابها وجيزة https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




سَميتُها: (نُورَ الصَّبَاحِ المُسْفِر https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

في ذِكْرِ ما اشْتُرِطَ للمُفَسِّرِ) https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




مِنَ العُلومِ جَمْعُه لِكَيْ لا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

يكونَ مَا يقولُه وَبَالا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




نَظَمْتُ مَا سَطَّرهُ الأَسْيوطي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

في سِفْرِهِ (الإتقانِ) مِنْ شُرُوطِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




وأسألُ اللهَ به الإفادهْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

والنفْعَ والمغْنمَ والزِّيادهْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



واشترطوا في كلِّ مَن يُريدُوا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

تفْسِيرَ قُرْآنٍ[1] بأن يُجيدوا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




مِنَ العلومِ خمسةً معْ عَشْرِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

فهاكَها مَنظومةً كَالدُّرِّ: https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




العِلمُ ب(اللغةِ) ثم (النحْوِ) https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

ثالثها: (التصريفُ) يا ذا الصَّحْوِ[2] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




و(الاشْتِقاقِ) ثم ب(المعاني) https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

معَ(البديعِ) صُحْبَةَ (البيانِ) https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




ثم (القِراءاتِ)، (أُصولِ الدينِ) https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

أيضًا (أصولِ الفقهِ) بِاليقينِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

يتبع


ابوالوليد المسلم 06-01-2021 08:38 PM

رد: أرجوزة نور الصباح المسفر في نظم شروط المفسر من كتاب الإتقان في علوم القرآن للسيوط
 

كذاك (أسبابِ النُّزولِ والقَصَصْ) https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

فَعِلْمُها كمْ قدْ أَزالَ مِن غُصَصْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




والعِلمُ ب(الناسخِ والمنْسوخِ) https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

والحذْقُ ب(الفقهِ) كذي الرسوخِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




وب(الأحاديثِ التي قد بَيَّنَتْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

تَفْسِيرَ مُجْمَلٍ ومُبْهَمٍ ثبَتْ) https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




آخرُها-يا صَاحِ-: عِلْمُ (المَوْهِبَهْ) https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

يُورثُه اللهُ لِمَن يَشَا[3] هِبَهْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




لِكُلِّ عالمٍ بِعِلْمه عمِلْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

يُكْرِمُه اللهُ بِفَتْحِ[4] ما جَهِلْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




فهذِهِ الآلَةُ للمُفَسِّرِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وكلُّ مَن يجْهلُها فَهْوَ عَرِيْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




ليسَ له -معْ جَهْلِه- الإقدامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

على كتابِ اللهِ إذْ يُلَامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




يا وَيْحَ مَنْ مَعْ جهْلِه تصَدَّرا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

يْنشرُ ما يجهلُهُ[5] بينَ الوَرَى[6] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




وليتَ شِعْريْ فاقِدُ الشيءِ متى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

يُفِيدُه لغيره؟! احذرْ يا فتى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




وكمْ رأيتُ مِثْلَ هؤلاءِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

رُؤْيَتُهمْ داءٌ مِنَ الأدواءِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




فهَلْ لِمثلِ هؤلا مِن زَاجِرِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

يَرْدعُهمْ عن هذه المناكرِ؟ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




وهلْ لِمِثْلِ هؤلا مِن ناصحِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

يَحْجزُهمْ عن هذه القبائحِ؟

يتبع


ابوالوليد المسلم 06-01-2021 08:39 PM

رد: أرجوزة نور الصباح المسفر في نظم شروط المفسر من كتاب الإتقان في علوم القرآن للسيوط
 
نصيحةً لله والرسولِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

ثم الكتاب الثابتِ الأصولِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




ولْنعتنيْ بِالنَّشْءِ في التعليمِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

والحفظِ والتفهيمِ والتقويمِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




ووَضْعِ ما ينفعُ في المناهجِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

كيْ يظفروا بالسعْد والمباهجِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




ولْيدْرُسوا مُختصرًا مِن كلِّ ما https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

مضى، ليرْتقوا رُقِيَّ العُلَما https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif









ويأْخذوا ذاك عنِ الشيوخِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

أولي التُّقَى والضبطِ والرسوخِ[7] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




وكلّ ذا بالجدِّ والإخلاصِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

والبُعْدِ عن مواطنِ المعاصِي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




ليثبتَ العلمُ ونُورُ العلمِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

ويسْهلَ الحِفظُ بغَيرِ الوَهْمِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




ويُفتحَ الفهمُ على الطُّلابِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

فلْتحفظوا وصيةَ الرِّحابي[8] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




ورَبُّنا المسئولُ في الإعانةِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

على وصول هذه الإبانةِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




والنفْعِ ب:(النورِ) لكل ناظرِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

والخَتمِ بالحُسْنى لنا في الآخرِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




هنا اسْتوى(نورُ الصباحِ المسْفرِ) https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

مِن نظْم عبدٍ مذْنبٍ مُسْتغفرِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




نظمتُه بمكة المكرمهْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

والحمدُ لله على ما تمَّمهْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


يتبع


ابوالوليد المسلم 06-01-2021 08:40 PM

رد: أرجوزة نور الصباح المسفر في نظم شروط المفسر من كتاب الإتقان في علوم القرآن للسيوط
 
في جلْسَةٍ قبلَ صلاةِ الفجرِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


وأسأل اللهَ حُصولَ الأجْرِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif





نص كلام العلامة السيوطي



قال - رحمه الله، وطيب ثراه - في الإتقان في علوم القرآن (4/ 213):



وَقَالَ بَعْضُهُمْ:



اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ، هَلْ يَجُوزُ لِكُلِّ أَحَدٍ الْخَوْضُ فِيهِ؟



فَقَالَ قَوْمٌ:



لَا يَجُوزُ لِأَحَدٍ أَنْ يَتَعَاطَى تَفْسِيرَ شَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ، وَإِنْ كَانَ عَالِمًا أَدِيبًا، متسما فِي مَعْرِفَةِ الْأَدِلَّةِ وَالْفِقْهِ وَالنَّحْوِ وَالْأَخْبَارِ وَالْآثَارِ، وَلَيْسَ لَهُ إِلَّا أَنْ يَنْتَهِيَ إِلَى مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ.







وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ:



يَجُوزُ تَفْسِيرُهُ لِمَنْ كَانَ جَامِعًا لِلْعُلُومِ الَّتِي يَحْتَاجُ الْمُفَسِّرُ إِلَيْهَا، وَهِيَ خَمْسَةَ عَشَرَ عِلْمًا:



أَحَدُهَا: اللُّغَةُ.



لِأَنَّ بِهَا يُعْرَفُ شَرْحُ مُفْرَدَاتِ الْأَلْفَاظِ وَمَدْلُولَاتِهَا بِحَسَبِ الْوَضْعِ.







قَالَ: مْجَاهِدٌ لَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِذَا لَمْ يَكُنْ عَالِمًا بِلُغَاتِ الْعَرَبِ،



وَتَقَدَّمَ قَوْلُ الْإِمَامِ مَالِكٍ فِي ذَلِكَ، وَلَا يَكْفِي فِي حَقِّهِ مَعْرِفَةُ الْيَسِيرِ مِنْهَا فَقَدْ يَكُونُ اللَّفْظُ مُشْتَرَكًا وَهُوَ يَعْلَمُ أَحَدَ الْمَعْنَيَيْنِ وَالْمُرَادُ: الْآخَرُ.







الثَّانِي: النَّحْوُ.



لِأَنَّ الْمَعْنَى يَتَغَيَّرُ وَيَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الْإِعْرَابِ، فَلَا بُدَّ مِنَ اعْتِبَارِهِ.







أَخْرَجَ أَبُو عُبَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يَتَعَلَّمُ الْعَرَبِيَّةَ يَلْتَمِسُ بِهَا حُسْنَ الْمَنْطِقِ وَيُقِيمُ بِهَا قِرَاءَتَهُ، فَقَالَ: حَسَنٌ فَتَعَلَّمْهَا، فَإِنَّ الرَّجُلَ يَقْرَأُ الآية فيعيى بِوَجْهِهَا، فَيَهْلِكُ فِيهَا.







الثَّالِثُ: التَّصْرِيفُ.



لِأَنَّ بِهِ تُعْرَفُ الْأَبْنِيَةُ وَالصِّيَغُ.



قَالَ ابْنُ فَارِسٍ: وَمَنْ فَاتَهُ عِلْمُهُ فَاتَهُ الْمُعْظَمُ، لِأَنَّ "وَجَدَ" مَثَلًا كَلِمَةٌ مُبْهَمَةٌ، فَإِذَا صَرَّفْنَاهَا اتَّضَحَتْ بِمَصَادِرِهَا.







وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: مِنْ بِدَعِ التَّفَاسِيرِ قَوْلُ مَنْ قَالَ: إِنَّ الْإِمَامَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ï´؟ يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ï´¾ [الإسراء: 71]، جَمْعُ "أُمٍّ"، وَأَنَّ النَّاسَ يُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأُمَّهَاتِهِمْ دون آبائهم، قال: وهذا غلط أوجبه جهل بِالتَّصْرِيفِ، فَإِنَّ "أُمًّا" لَا تُجْمَعُ عَلَى "إِمَامٍ".








الرَّابِعُ: الِاشْتِقَاقُ.



لِأَنَّ الِاسْمَ إِذَا كَانَ اشْتِقَاقُهُ مِنْ مَادَّتَيْنِ مُخْتَلِفَتَيْنِ اخْتَلَفَ الْمَعْنَى بِاخْتِلَافِهِمَا كَالْمَسِيحِ هَلْ هُوَ مِنَ السِّيَاحَةِ أَوِ الْمَسْحِ؟








الْخَامِسُ وَالسَّادِسُ وَالسَّابِعُ: الْمَعَانِي وَالْبَيَانُ وَالْبَدِيعُ.



لِأَنَّهُ يَعْرِفُ بِالْأَوَّلِ خَوَاصَّ تَرَاكِيبِ الْكَلَامِ، مِنْ جِهَةِ إِفَادَتِهَا الْمَعْنَى وَبِالثَّانِي خَوَاصَّهَا مِنْ حَيْثُ اخْتِلَافِهَا بِحَسَبِ وُضُوحِ الدَّلَالَةِ وَخَفَائِهَا، وَبِالثَّالِثِ وُجُوهَ تَحْسِينِ الْكَلَامِ، وَهَذِهِ الْعُلُومُ الثَّلَاثَةُ هِيَ (عُلُومُ الْبَلَاغَةِ)، وَهِيَ مِنْ أَعْظَمِ (أَرْكَانِ الْمُفَسِّرِ)، لِأَنَّهُ لَا بُدَّ لَهُ مِنْ مُرَاعَاةِ مَا يَقْتَضِيهِ الْإِعْجَازُ وَإِنَّمَا يُدْرِكُ بِهَذِهِ الْعُلُومِ.








قال السَّكَّاكِيُّ: اعْلَمْ أَنَّ شَأْنَ الْإِعْجَازِ عَجِيبٌ يُدْرَكُ وَلَا يُمْكِنُ وَصْفُهُ كَاسْتِقَامَةِ الْوَزْنِ تُدْرَكُ وَلَا يُمْكِنُ وَصْفُهَا، وَكَالْمِلَاحَةِ، وَلَا طَرِيقَ إِلَى تَحْصِيلِهِ لِغَيْرِ ذَوِي الْفِطَرِ السَّلِيمَةِ إِلَّا التَّمَرُّنُ عَلَى عِلْمَيِ الْمَعَانِي والبيان.








وقال ابْنُ أَبِي الْحَدِيدِ: اعْلَمْ أَنَّ مَعْرِفَةَ الْفَصِيحِ وَالْأَفْصَحِ، وَالرَّشِيقِ وَالْأَرْشَقِ مِنَ الْكَلَامِ أَمْرٌ لَا يُدْرَكُ إِلَّا بِالذَّوْقِ، وَلَا يُمْكِنُ إِقَامَةُ الدَّلَالَةِ عَلَيْهِ، وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ جَارِيَتَيْنِ إِحْدَاهُمَا: بَيْضَاءُ مُشْرَبَةٌ بِحُمْرَةٍ دَقِيقَةُ الشَّفَتَيْنِ نَقِيَّةُ الثَّغْرِ كَحْلَاءُ الْعَيْنَيْنِ أَسِيلَةُ الْخَدِّ دَقِيقَةُ الْأَنْفِ مُعْتَدِلَةُ الْقَامَةِ، وَالْأُخْرَى: دُونَهَا فِي هَذِهِ الصِّفَاتِ وَالْمَحَاسِنِ لَكِنَّهَا أَحْلَى فِي الْعُيُونِ وَالْقُلُوبِ مِنْهَا وَلَا يُدْرَى سَبَبُ ذَلِكَ، وَلَكِنَّهُ يُعْرَفُ بِالذَّوْقِ وَالْمُشَاهَدَةِ، وَلَا يُمْكِنُ تَعْلِيلُهُ، وَهَكَذَا الْكَلَامُ، نَعَمْ يَبْقَى الْفَرْقُ بَيْنَ الْوَصْفَيْنِ أَنَّ حُسْنَ الْوُجُوهِ وَمَلَاحَتَهَا وَتَفْضِيلَ بَعْضِهَا عَلَى بَعْضٍ يُدْرِكُهُ كُلُّ مَنْ لَهُ عَيْنٌ صَحِيحَةٌ، وَأَمَّا الْكَلَامُ فَلَا يُدْرَكُ إِلَّا بِالذَّوْقِ، وَلَيْسَ كُلُّ مَنِ اشْتَغَلَ بِالنَّحْوِ وَاللُّغَةِ وَالْفِقْهِ يَكُونُ مِنْ أَهْلِ الذَّوْقِ وَمِمَّنْ يَصْلُحُ لِانْتِقَادِ الْكَلَامِ، وَإِنَّمَا أَهْلُ الذَّوْقِ هُمُ الَّذِينَ اشْتَغَلُوا بِـ(عِلْمِ الْبَيَانِ)، وَرَاضَوْا أَنْفُسَهُمْ بِـ(الرَّسَائِلِ وَالْخُطَبِ وَالْكِتَابَةِ وَالشِّعْرِ)، وصارت لهم بذلك دربة وَمَلَكَةٌ تَامَّةٌ، فَإِلَى أُولَئِكَ يَنْبَغِي أَنْ يُرْجَعَ فِي مَعْرِفَةِ الْكَلَامِ وَفَضْلِ بَعْضِهِ عَلَى بَعْضٍ.








وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: مِنْ حَقِّ مُفَسِّرِ كِتَابِ اللَّهِ الْبَاهِرِ وَكَلَامِهِ الْمُعْجِزِ أَنْ يَتَعَاهَدَ بَقَاءَ النَّظْمِ عَلَى حُسْنِهِ وَالْبَلَاغَةِ عَلَى كَمَالِهَا، وَمَا وَقَعَ بِهِ التَّحَدِّي سَلِيمًا مِنَ الْقَادِحِ.








وَقَالَ غَيْرُهُ: مَعْرِفَةُ هَذِهِ الصِّنَاعَةِ بِأَوْضَاعِهَا هِيَ (عُمْدَةُ التَّفْسِيرِ) الْمُطَّلِعِ عَلَى عَجَائِبِ كَلَامِ اللَّهِ تَعَالَى، وَهِيَ قَاعِدَةُ الْفَصَاحَةِ، وَوَاسِطَةُ عِقْدِ الْبَلَاغَةِ.








الثَّامِنُ: عِلْمُ القراءات.



لأن بِهِ يُعْرَفُ كَيْفِيَّةُ النُّطْقِ بِالْقُرْآنِ، وَبِـ(الْقِرَاءَاتِ) يَتَرَجَّحُ بَعْضُ الْوُجُوهِ الْمُحْتَمَلَةِ عَلَى بَعْضٍ.








التَّاسِعُ: (أُصُولُ الدِّينِ).



بِمَا فِي الْقُرْآنِ مِنَ الْآيَاتِ الدَّالَّةِ بِظَاهِرِهَا عَلَى مَا لَا يَجُوزُ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، فَالْأُصُولِيُّ يُؤول ذَلِكَ، وَيَسْتَدِلُّ عَلَى مَا يَسْتَحِيلُ، وَمَا يَجِبُ، وَمَا يَجُوزُ[9].








الْعَاشِرُ: أُصُولُ الْفِقْهِ.



إِذْ بِهِ يُعْرَفُ وَجْهُ الِاسْتِدْلَالِ عَلَى الْأَحْكَامِ وَالِاسْتِنْبَاطِ.








الْحَادِي عَشَرَ: أَسْبَابُ النُّزُولِ وَالْقَصَصِ.



إِذْ بِـ(سَبَبِ النُّزُولِ) يُعْرَفُ مَعْنَى الْآيَةِ الْمُنَزَّلَةِ فِيهِ بِحَسَبِ مَا أُنْزِلَتْ فِيهِ.








الثَّانِي عَشَرَ: النَّاسِخُ وَالْمَنْسُوخُ.



لِيُعْلَمَ الْمُحْكَمُ مِنْ غَيْرِهِ.








الثَّالِثَ عَشَرَ: الْفِقْهُ.



الرَّابِعَ عَشَرَ: الْأَحَادِيثُ الْمُبَيِّنَةُ لِتَفْسِيرِ الْمُجْمَلِ وَالْمُبْهَمِ.








الْخَامِسَ عَشَرَ: عِلْمُ الْمَوْهِبَةِ.



وَهُوَ: عِلْمٌ يُوَرِّثُهُ اللَّهُ تَعَالَى لِمَنْ عَمِلَ بِمَا عَلِمَ، وَإِلَيْهِ الْإِشَارَةُ بِحَدِيثِ: "مَنْ عَمِلَ بِمَا عَلِمَ وَرَّثَهُ اللَّهُ عِلْمَ مَا لَمْ يَعْلَمْ".








قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا:



وَعُلُومُ الْقُرْآنِ وَمَا يستنبط مِنْهُ بَحْرٌ لَا سَاحِلَ لَهُ... قَالَ: فَهَذِهِ الْعُلُومُ - الَّتِي هِيَ كالآية لِلْمُفَسِّرِ لَا يَكُونُ مُفَسِّرًا إِلَّا بِتَحْصِيلِهَا، فَمَنْ فَسَّرَ بِدُونِهَا كَانَ مُفَسِّرًا بِالرَّأْيِ الْمَنْهِيِّ عَنْهُ، وَإِذَا فَسَّرَ مَعَ حُصُولِهَا لَمْ يَكُنْ مُفَسِّرًا بِالرَّأْيِ الْمَنْهِيِّ عَنْهُ.







قَالَ: وَالصَّحَابَةُ وَالتَّابِعُونَ كَانَ عِنْدَهُمْ عُلُومُ الْعَرَبِيَّةِ بِالطَّبْعِ لَا بِالِاكْتِسَابِ، وَاسْتَفَادُوا الْعُلُومَ الْأُخْرَى مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.







قُلْتُ:



وَلَعَلَّكَ تَسْتَشْكِلُ عِلْمَ الْمَوْهِبَةِ، وَتَقُولُ: هَذَا شَيْءٌ لَيْسَ فِي قُدْرَةِ الْإِنْسَانِ، وَلَيْسَ كَمَا ظَنَنْتُ مِنَ الْإِشْكَالِ، وَالطَّرِيقُ فِي تَحْصِيلِهِ:



ارْتِكَابُ الْأَسْبَابِ الْمُوجِبَةِ لَهُ مِنَ الْعَمَلِ وَالزُّهْدِ.







قَالَ فِي البُّرْهَانِ:



اعْلَمْ أَنَّهُ لَا يَحْصُلُ لِلنَّاظِرِ فَهْمُ مَعَانِي الْوَحْيِ، وَلَا يَظْهَرُ لَهُ أَسْرَارُهُ وَفِي قَلْبِهِ:



بِدْعَةٌ أَوْ كِبْرٌ أَوْ هَوًى أَوْ حُبُّ الدُّنْيَا أَوْ وَهُوَ مُصِرٌّ عَلَى ذَنْبٍ أَوْ غَيْرُ مُتَحَقِّقٍ بِالْإِيمَانِ أَوْ ضَعِيفُ التَّحْقِيقِ، أَوْ يَعْتَمِدُ عَلَى قَوْلِ مُفَسِّرٍ لَيْسَ عِنْدَهُ عِلْمٌ أَوْ رَاجَعٌ إِلَى مَعْقُولِهِ، وَهَذِهِ كُلُّهَا (حُجُبٌ وَمَوَانِعُ)، بَعْضُهَا آكَدُ مِنْ بَعْضٍ.







قُلْتُ:



وَفِي هَذَا الْمَعْنَى قَوْلُهُ تَعَالَى: ï´؟ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ï´¾ [الأعراف: 146] قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ:



يَقُولُ: أَنْزِعُ عَنْهُمْ فَهْمَ الْقُرْآنِ. أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ.







وَقَدْ أَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وَغَيْرُهُ مِنْ طُرُقِ عن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:



التَّفْسِيرُ: أَرْبَعَةُ أَوْجُهٍ:



1- وَجْهٌ: تَعْرِفُهُ الْعَرَبُ مِنْ كَلَامِهَا.



2- وَتَفْسِيرٌ لَا يُعْذَرُ أَحَدٌ بِجَهَالَتِهِ



3- وَتَفْسِيرٌ تَعْلَمُهُ الْعُلَمَاءُ



4- وَتَفْسِيرٌ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى...إلخ،



وهو نفيس فلينظر في محله.



♦♦ ♦♦ ♦♦








صورة إجازة بكتاب الإتقان من العلامة السيوطي بخطه للشيخ المقريء جرامرد الناصري[10]
















نص الإجازة



الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى



وبعد، فقد سمع علي جميع هذا الكتاب تأليفي:



صاحبُه وكاتبه الفاضل المتقن المشتغل المحصل الضابط نادرة أبناء جنسه



جرامرد الناصري المقريء - نفعه الله ونفع به، وزاده فضلا وعلما على ما آتاه



وقد أجزتُ له أن يرويه عني، وجميعَ مروياتي ومؤلفاتي.







وكتب



عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي



في: ذي القعدة سنة: ثلاث وثمانين وثمانمائة



وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم













[1]وقلت أيضا بدل"قرآن": قوْلِ اللهِ...إلخ.




[2]أي: اليقظة.



[3]بالقصر لأجل الوزن.



[4]وقلت أيضا: بمَنح...إلخ.



[5]وقلت أيضا بدل"يجهله": يفضحه، وكذا يُوبقه...إلخ.



[6]وكنت قد جمعت جزءا سميته: (رَدْع مَن أعجب بجهله، وتصدر للتفسير وليس من أهله)، ذكرت طرفا من أخبار هؤلاء، وذكر ما كان عليه السلف من الورع في تفسير كلام الله وأحوال أكابر المفسرين، ووضع منهجية مضبوطة محكمة، راعيت فيها التدرج لإتقان هذه العلوم الخمسة عشر وضبطها والحذق بها والرسوخ فيها، مقتبسا من سيرة أهل العلم، ومستضيئا بأنوار تراجمهم وأحوالهم، ومستفيدا من نصائحهم وإرشاداتهم وتوجيهاتهم وتنبيهاتهم، يسر الله إتمامه ونشره.



[7]إذ قد قيل: من ليس له شيخ، فشيخه الشيطان، وأيضا: لا تأخذوا القرآن عن مصحفي، ولا العلم عن صحفي، ومن كان علمه من كتابه، كان خطؤه أكثر من صوابه، و


لا تَحْسَبَنْ أنَّ بالكُتْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

بِ مِثْلَنا سَتَصِيرُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




فَلِلدَّجَاجَةِ ريشٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

لَكنَّها لا تطيرُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



وأنشدني شيخنا عارف السحيمي بالمدينة النبوية عن بعض شيوخه:
لابد من شيخٍ يريك رسومها ♦♦♦ وإلا فنص العلم عندك ضائعُ
وغير ذلك.



[8]من باب النسبة الجد كالمسعودي والأصمعي الشهير نسبة لجده أصمع، وغيرهم كثير، وأفردته بجزء لطيف.



[9]مع التنبه أن مذهب أهل السنة والجماعة الحق عدم تأويل صفات الله تعالى بل نثبت له ما أثبته لنفسه كما يليق بعظمته وكماله وجماله وجلاله، دون تأويل ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تحريف، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، فلا تضربوا لله الأمثال، ولله المثل الاعلى، وأن إلى ربك المنتهى.



[10] لي مقال عنه منشور بالألوكة، وله تتمات يسر الله نشرها.



الساعة الآن : 08:07 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 60.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.17 كيلو بايت... تم توفير 0.22 كيلو بايت...بمعدل (0.36%)]