ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الشعر والخواطر (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=30)
-   -   على بساط الحب (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=248393)

ابوالوليد المسلم 15-12-2020 10:51 PM

على بساط الحب
 
على بساط الحب
طاهر العتباني



في رحاب الصحب الكرام..

حبُّ الصحابةِ سُنَّةُ الأبرارِ *** فاسكُب هواكَ بروضةِ الأشعارِ

واستَسقِ من فيضِ الهدايةِ مَدحهمْ *** وانقُشْ على الدُّنيا رؤَى الأَنصارِ

من كانَ يسكبُ شِعرَهُ متغزلاً *** ويعيشُ رهنَ الوهمِ والقيثارِ

فأنا أصبُّ خَوالجي في ثلَّةٍ *** رفعَت لدينِ اللهِ كلَّ منارِ

واستَبسلتْ رغم الشدائدِ والعِدا *** نصراً لدينِ اللهِ دونَ فِرارِ

فهُم الهداةُ، وكلُّ هديٍ بعدَهُمْ *** يَجري على سُننِ الهداةِ السَّاري

عقَدوا لواءَ العزم فوقَ جَبينهمْ *** لا لَم تَرُعهُم صولةُ الكفارِ

وهمُ الأُلى حمَلوا لواءَ عقيدةٍ ال *** توحيدِ في الأَعصارِ والأمصارِ

وهمُ الأُلى مستضعَفينَ تَخالُهمْ *** أُسداً يهابهُمُ الكَميُّ الضاري

حتى إذا ما مكَّنَ الرحمنُ دي *** نَهمُ لهم لم يركَنوا لقرارِ

زحَفوا إلى كلِّ البلاد أَشاوساً *** يبغونَ نشرَ الذكرِ والآثارِ

قرؤوا كتابَ اللهِ فارتشفوا الهُدى *** من فيضهِ القدسيِّ في إكبارِ

شَرِبوا معانِيَهُ فأشرقَ قلبُهمْ *** بالوَحي، وارتَكنوا إلى الجبَّارِ

هذا رسولُ اللهِ بينهمُ وه *** ذا خَطوُهُ قبَسٌ من الأنوارِ

باعوا نفوسَهمُ لبارئهم وقَدْ *** وفَّوا بها بيعَ الفتى المِغوارِ

للهِ درُّهمُ، وما ضحَّوا بهِ *** أفَلا نسيرُ على خُطى الأَحرارِ؟

هذا "أبو بكرٍ" يصدِّق "أحمداً" *** ويكونُ أوَّلَ مؤمنٍ وحَوارِي


إيمانهُ يزِنُ الجبالَ رزانةً *** ويفُوقُ وزناً مُؤمني الأعصارِ

يأبى جِوارَ المشركينَ، ويرتضي *** مُتسامياً باللهِ خيرَ جِوارِ

صَحِبَ النبيَّ مهاجراً ومجاهداً *** واختارَهُ المختارُ للأخطارِ

شهدَ الوقائعَ كلَّها وهو الذي *** سبقَ الجميع بكلِّ سبقٍ جارِ

وتلا كتابَ اللهِ بين جموعِهمْ *** فاستَيقنوا مِن حكمةِ القهارِ

ومضَى على سننِ الرسولِ، يَحوطُهُ *** عزمُ اليقينِ وصَولةُ الأَطهارِ

لَم يخشَ مرتدًّا، ولم يعبَأْ بِمنْ *** قد راجَعوهُ بحجَّةٍ وحوارِ

ومضى بجندِ الحقِّ تحتَ لوائهِ *** نصرَ اليقين بقوةِ الإصرارِ

هذا هوَ الفاروقُ يأتي بعدَهُ *** في الفضلِ فاعرِف قدوةَ الأخيارِ

بدعاءِ طهَ جاءَ يسعَى مسلماً *** فأعزَّ دينَ اللهِ بالإقرارِ

قد كانَ في كلِّ المواطنِ مَعلماً *** للحقِّ يمشي في يقينٍ سارِ

ويخافهُ الشيطان في كلِّ الفِجا *** جِ، وليس يخشى بَطشةَ الفجارِ

ويقيمُ دولة أُمَّةِ الإسلام في *** ركبِ العدالةِ رحبةَ الأمصارِ

وتُديلُ دولتُهُ الملوكَ وما بنوا *** فوقَ الجماجم من بناءٍ هارِ

هذا أبو حفصٍ، وتلك مسيرةٌ *** للحقِّ تمضي دونَ أيِّ إسَارِ

عثمانُ ذو النورَينِ يأتي بعدَهُ *** في الفضلِ، أنعِم بالحييِّ الشاري

في يومِ عُسرتها يقدمُ مالَهُ *** وشهادةُ المختار رمزُ فخارِ

ما ضرَّ عثمانَ الحييَّ مصيبةٌ *** وقعت بهِ من عصبةِ الأشرارِ

هل كانَ إلا فاتحاً سبلَ الهدى *** مخرَت سفائنهُ عُبابَ بحارِ

هل كان إلا راعياً متوسِّماً *** دربَ النبيِّ تواضعاً للباري

هل كان إلاَّ مُنفقاً من مالهِ *** يُعطي الجزيلَ وليس ثمَّ يماري

نالَ الشهادة مِثلما الفاروقُ لم *** يجزعْ ويبطِش بطشةَ الفجارِ

أمَّا الإمامُ فإنه ركنُ الهدى *** لم يخشَ قدماً صولةَ الكفارِ

قد نام في بُردِ النبيِّ ولم يهَبْ *** إذ سار ركبُ المصطفى للغارِ

ردَّ الأمانات التي عهدَت بها *** كفُّ النبيِّ إليهِ في إعذارِ

وتزوجَ الزهراء يا نِعم الفَتى *** نعمَ الفتاةُ سليلةُ المختارِ

في "خيبرٍ" قد كان سيفاً باتراً *** وسَلِ اليهود تُجبك بالأخبارِ

هو آخرُ الخلفاءِ واجهَ فتنةً *** عَمياء، لم يركَب سِوى الأخطارِ

في عقلهِ ألَقُ الشريعة واضحٌ *** يمشي بقلبِ الفارسِ المغوارِ

حتى إذا طَعنَ الشقيُّ الهامةَ ال *** شَّماءَ، لم ينقمْ مِن الفجارِ

حكمُ الشريعة واضحٌ: رأسٌ برأ *** سٍ..ذاك حكمُ العادل الصبَّارِ

أما التي نزلت براءتُها وكا *** نَت رغمَ ليلِ المحنةِ الهدَّارِ

قبساً مِن الصبرِ الجميلِ ومَعدِناً *** للدينِ والتقوى ونعمَ الجارِ

وهي التي روَتِ الحديث وعلَّمتْ *** وتفقَّهت، وحبيبةُ المُختارِ

نقلَت من الأحكام فيضاً زاخراً *** وأزاحَتِ الأستارَ عن أسرارِ

في المكثرينَ يعدُّها أهلُ الحدي *** ثِ، فهل ترى للفضلِ من إنكارِ؟

ذي سيرةُ الصحبِ الكرامِ وفضلُهمْ *** فتعلَّموا من سيرةِ الأبرارِ

لا تُنكروا شمسَ الضحى فهُمُ الشمو *** سُ على القرونِ، وثُلَّةُ الأقمارِ

فضلُ الصحابةِ كوكبٌ متوقِّدٌ *** فخُذوا الضِّيَاْ من كوكبٍ سيَّارِ.




الساعة الآن : 02:10 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 16.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.87 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.55%)]