ملتقى الشفاء الإسلامي

تهنئة حديثية

د. عبدالحكيم الأنيس

تهنئة للأخ الشيخ أحمد بن عواد الكبيسي يوم منحه درجة الماجستير في الحديث النبوي الشريف سنة 1412هـ-1992م على رسالته: "الإمام يحيى بن معين ومكانته بين علماء الجرح والتعديل"[1]:

أقــولُ الـشــعــرَ فــيــكَ وأيُّ شــعــرٍ
يُـكـافِـئُ مِــنْ جـهــودكَ مــا بـذَلـتــا؟
نـعــمْ فــي الـقـلــبِ ودٌّ لــســت أدري
لــه لـفـظًــا يُـــؤدِّي مـــا عـرفــتــا
ورُبَّ تـلـجْــلُــجٍ خــيـــرٌ بــيــانًــا
ورُبَّ أدلِّ قــــولٍ كــــان صــمــتـــا
لـقــد أبـصــرتُ فـيــك خـصــالَ بــرٍّ
يـعــزُّ وجـودُهــا مـعــنــىً ونـعــتــا
وحـسـبُـك مِـنْ فـخــارٍ مــا طُـبِـعـتَــا
عـلـيــه مــن الـوفــاء ومــا وُهِـبـتــا
وطـبـعٌ كـالـنـسـيــمِ ســرى سُـحـيــرًا
عـلـى الـروضِ الـبـسـيـمِ بــه اتـصـفـتــا
فـدمــتَ لـخـدمــة الـديــن الـمـفــدَّى
وسُــنَّــةِ ســيــدِ الأبـــرارِ، دُمــتـــا
وحـالــفــكَ الــصــوابُ بــكـــل رأيٍ
مـن الـنـهــجِ الـقـويــمِ قــد ارتـأيـتــا
ولُـقِّـيــتَ (الـنَّـضــارةَ) مــا أقـمــتَــا
عـلـى نـشـرِ الـحـديـثِ ومـا اسـتـقـمـتـا
(أبـا يـحـيـى)[2] حـيـيـتَ حـلـيـفَ سـعـدٍ
تـنــالُ مــن الـمـبـاهــجِ مـــا أردتـــا
أهـنـئُ فــي الـشـهــادة حـيــنَ نـلـتــا
بــعــزمٍ صــخــرةَ الأهـــوالِ فَــتَّـــا
وأرجــــو أنْ أراكَ غــــدًا عـــروسًـــا
تـعــوِّض فــي الـلـذائــذ مــا حُـرِمـتــا
لـعـمــري قــد صـبــرتَ أمــرَّ صـبــرٍ
ولــم تـجـنــحْ إلــى لـهــوٍ هـجـرتــا
فـكــم ذا مِــنْ نـهــارٍ قــد صـحـبـتــا
وكــم لـيــلًا طـويــلًا قــد سـهــرتــا؟
وقــد مــرَّتْ بــك الـغـمَــراتُ حــقًــا
فـلــولا حـبُّــك الـعـلــمَ انـصـرفـتــا
فـوفَّــقــكَ الإلـــهُ لــكــلِّ خــيـــرٍ
وزادكَ رفــعـــةً مــــا ازددتَ أنـــتـــا
لـتُـحـيــي سُـنَّــةً دثـــرتْ وضــاعــتْ
وتـنـشــرَ مِــنْ عـلــومٍ مــا طـويــتــا
وقــد قــرَّتْ عـيــونُ أبـيــك حـتـمًــا
وإنْ يـكُ غـائـبًــا فــي الـرَّمْــس مـيـتــا
أكــاد أحــسُّ روحًــا مــنــهُ طــافــتْ
يــشــعُّ ســرورُهــا لــمــا سُــرِرتــا
فـضـعْ كـفًّــا بـكــفِّ أخـيــك[3] قــولاً
لـتَـسْـمَـعَ مـنـكـمـا (الأنـبــارُ) صـوتــا
وقـولـي بـعــدُ فــي (الـتـاريــخِ): قــدِّرْ
(أبـا يـحـيـى) سـعـدتُ بـمـا مُـنِـحـتـا[4]

[1] وقد حصل على الدكتوراه سنة 1996م وكانت رسالته: "وصل مرسلات الإمام الشافعي في كتابه الأم".

[2] كنيته بهذا قبل زواجه، لكتابته عن الإمام يحيى بن معين، وقد تزوج بعدُ ورُزِق بطفلٍ سنة 1995م سمّاه (يحيى).

[3] هو الشيخ الدكتور صلاح بن عواد الكبيسي.

[4] قيلت في بغداد 1 من رمضان 1412هـ- 1992م. ولم تنشر.