هو.. هي.. من المذنب؟
هو.. هي.. من المذنب؟ رؤوف بن الجودي لا ينفكُّ أيٌّ من كلا الجنسين بإلقاء التهم والتراشق بالذم بحق وبغير حق؛ وما السبب في كل ذلك إلا جهل كل طرف بالآخر؛ فالمرء أول ما يفعل حين يُصدر أحكامه هو أن يتعجَّل الحكم دون بيِّنة ولا تحرٍّ، فهلا عرفت يا "أنت" وهل عرفتِ يا "أنتِ" ما تريد "هي" وماذا يريد "هو"؟ أم هي ضربة لازب؟! إن قراءة ما بين سطور كلام المرأة، والاطلاع على خفايا شعور الرجل - لَيُعَدُّ مفتاح قلب الرجل والمرأة؛ فالمرأة تضمر في كلامها الكثير من الرسائل للرجل، فلا يؤخذ كلامها على المباشرة، بل يجب تتبع الإشارات التي ينطوي عليها الكلام، وقد تكون الإشارات في احمرار خدٍّ أو غضِّ بصر، والرجل يُنكِر تورطه وتعلقه بالمرأة، فهو مُحاول ما حييَ أن يُخفي كل ما يبعَث في المرأة بأنَّه ضعيف محتاج إليها، ولعل أبلغ ما قيل في هذا المعنى قول الشاعر: إشارتُنا في الحب غَمزُ عيونِنا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وكلُّ لبيبٍ بالإشارة يفهم https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif حواجبُنا تقضي الحوائج بينَنا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ونحن سكوتٌ والهوى يتكلَّم https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فأنت ترى أن الأذكياء من الناس من يهنأ بحبيب، فليس كل ما يُعرف يُقال، فإنه يجب أن يسعى كل طرف لاقتناء سعادته، ويُهيئ لها أسبابها، والحب أخذٌ وعطاء، وحق وواجب، وما دام كل زوج هو ثنائية متكاملة ليس يُشبه فيها كل طرف الآخر، بل هما متفاوتان في الخِلقة والأخلاق، وفي الطبيعة العاطفية والغرائزية، فإذا غضب هذا حلمت تلك، وإذا أخطأت تلك عفا وصفح هذا، وإذا طلبت هي لبَّى هو، وإذا قال هو أنصتَت هي، أفيُعقَل أن نجمع بين المتناقضات ثم ننتظر النتائج الحسنة، وكيف لا يحدث الخلل؟ قال أبو الحسن التهامي: ومكلِّف الأيام فوق طباعها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif مُتطلِّب في الماء جذوةَ نار https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif والحمد لله أولاً وآخرًا... |
الساعة الآن : 06:27 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour