ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الحوارات والنقاشات العامة (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=49)
-   -   متديّنة ويتحايلون في أكل الأموال...! (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=246024)

ابوالوليد المسلم 18-11-2020 08:22 PM

متديّنة ويتحايلون في أكل الأموال...!
 
متديّنة ويتحايلون في أكل الأموال...!



قالوا عن شخص يقال له " رويم " : أنه كان يكتم حبّ الدنيا لمّا لم يجدها , فلما وجدها أظهر ما كان يكتم من حبّها " ( ينظر: المنتظم لابن الجوزي 13/163 ) .

ومن مكايد الشيطان أن يوقع بعض المتديَّنة في ذم الدنيا لا لأجل أنها تُْشغِل عن الله والدار الآخرة , وإنما يذمونها لعدم حصول مآربهم منها..

قال ابن تيمية : " لا تنظر إلى كثرة ذم الناس ذماً غير ديني , فإن أكثر العامة إنما يذمونها لعدم حصول أغراضهم منها , فإنها لم تصف لأحد قط , ولو نال منها ما عساه أن ينال..

فأكثر ذمّ الناس للدنيا ليس من جهة شغلها لهم عن الآخرة , وإنما هو من جهة ما يلحقهم من الضرر فيها , وهي مذمومة في ذلك , وأعلى وجوه الذم هو ما شَغَل عن الآخرة.." ( مجموع الفتاوى 20/148 , وينظر : مدارج السالكين 2/444 )

وكان الحسن البصري يحلف بالله ما أعز أحد الدرهم إلا أذلّه الله , وقال - رحمه الله - " أهينوا الدنيا فو الله لأهنأ ما تكون إذا أهنتها " . ( أخرجه أبو نعيم في الحلية 4/576, 279 )

وبعض متديّنة العصر لا يترددون عن أكل السحت والتوّثب على المال الحرام , ويتدثرون بالتأويلات الفاسدة , فهذا يتخوّض في المال العام بحجة أن له حقاً في هذا المال , وآخرون لا يرعوي عن اقتناص كل ما تطوله يده ما استطاع إلى ذلك سبيلاً , بدعوى " الظفر " ! وثالث يُفرِّط في أداء الأمانات , فتراه محافظاً على تأخره عن عمله الوظيفي من تعليم أو قضاء , ويتعلل بأنه دوامه يبدأ حيث امتطى راحلته من عقر داره , فهو في دوام الوظيفة منذ انطلق من دويرة بيته !

ومع ركام هذه التأوَلات والتكلفات إلا أن الحق أبلج , والإثم ما حاك في النفس وكره الشخص أن يطلع عليه الناس , وكما قال تعالى: { بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ {14} وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ }.

فاللهم أغننا بحلالك عن حرامك , بفضلك عمن سواك .



عبدالعزيز آل عبداللطيف




الساعة الآن : 01:47 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 5.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 5.27 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.75%)]