من آثار المحبة الإلهية .. أن يكون محبوبا للملائكة والصالحين
من آثار المحبة الإلهية .. أن يكون محبوبا للملائكة والصالحين محمد محمود صقر أن يكون محبوبًا للملائكة وصالحي بني آدم الأثر الخامس من آثار المحبة الإلهية ومظاهرها: (ما يَكونُ من قبل الناسِ تجاهَ العبدِ المحبوبِ من ربِّه تَعالى)، وله مظهر واحدٌ يظهر فيه هو: المظهر الرابع عشر لمحبَّة الله تعالى عبدًا - أن يكونَ محبوبًا للملائكة وصالحي بَنِي آدَمَ - فإن من علامات محبَّة الله تعالى لعبْدِه أن يضعَ له القبولَ والمحبة في أهل السماء وأهل الأرض؛ فيكرمونه وترتفِع منـزلتُه عندهم، كما صنع الله تعالى بموسى - عليه السلام - حيث جعَل عدوَّه يحبُّه، فقال تعالى ممتنًّا عليه - عليه السلام -: ﴿ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي ﴾ [القصص: 39]. وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضى الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن الله إذا أحبَّ عبدًا دعا جبريلَ، فقال: إنِّي أحِبُّ فلانًا فأحبَّه، قال: فيحبّه جبريلُ، ثم ينادي في السماء؛ فيقول: إن الله يحبُّ فلانًا فأحبُّوه فيحبّه أهل السماء، ثم يُوضع له القبولُ في الأرض. وإذا أبغَضَ عبدًا دعا جبريلَ فيقول: إني أبغض فلانًا فأبغِضْه قال: فيبغَضُه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغَضُ فلانًا فأبغِضُوه، قال: فيبغضُونَه ثم يوضع له البغضاءُ في الأرض»[1]. وفي صحيح مسلم أن سهيلَ بنَ أبي صالح قال: كنَّا بعرفة فمرَّ عمرُ بنُ عبد العزيز وهو على الموسم فقام الناس ينظرونَ إليه، فقلتُ لأبِي: يا أبتِ إنِّي أرى اللهَ يحبُّ عمرَ بنَ عبدِ العزيز، قال: وما ذاك؟ قلت: لما له من الحبِّ في قلوب الناس، فقال: بأبيك أنتَ سمعتُ أبا هريرةَ يتحدَّثُ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بكذا.. ثم ذكر هذا الحديث[2]. ولعلَّ هذا الأثرَ من محبةِ الله هو أوضحُ الآثار وأصحِّ الأدلَّة -على صحَّتِها جميعًا إن شاءَ الله- فاللهمَّ أحبَّنا، وحبِّبْنا إلى جبريلَ، وإلى أهل السماءِ، وأهلِ الأرضِ.. إنَّك سميعٌ قريبٌ مجيبُ الدعوات. [1] [متفَقٌ عليه] أخرجه البخاري في بدء الخلق (ح3209)، ومسلم في البر والصلة والآداب (ح2637) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. [2] [صحيح] أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب (ح2637). |
الساعة الآن : 08:46 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour