مصطفى
مصطفى ماجد محمد الوبيران يتناقلُ البعضُ صورًا كوميدية وعبارات هزلية عبر رسائل "الواتساب"، ومواقع التواصل الاجتماعي، لشخصية وهميةٍ لطالب يُدعى (مصطفى)، باعتباره الطالبَ الذي ينحو منحى خاصًّا في دراسته، من خلال حرصه الزائد - من وجهة نظرهم - في طلبه للعلم، وهو ما لا يوافق هوى كثير من الطلاب الذين يرون في أنفسهم تأخرًا دراسيًّا، وعدم مبالاة، وميلاً إلى اللهو! سرحتُ بفكري بعيدًا، وأبحرتُ في مياه هذا الاسم الجميل الذي أعشقُه منذ الصغر، وتذكَّرت شخصيات كبيرة في تاريخ الفكر والأدب العربي؛ كمصطفى لطفي المنفلوطي، ومصطفى صادق الرافعي، ومصطفى التل، ومصطفى محمود، وغيرهم. ورحتُ أقرأ وأترنَّم بقصيدة الشاعر اليمني الكبير عبدالله البردوني (مصطفى)، وتوقَّفت عند تلك الأبيات الجميلة التي تغنَّت بشخصية مصطفى الإنسانية التي لا تخضع لمقاييس المصالح الزائفة، والأخلاق المصطنعة حتى وإن بدت في مظهر متواضع، يقول البردوني: يا "مصطفى"؛ أي سر تحت القميص المنتف هل أنت أرهفُ لمحًا لأن عودك أنحف؟ أأنت أخصبُ قلبًا لأن بيتك أعجف؟ هل أنت أرغدُ حلمًا لأن مُحيَّاك أشظَف؟ لم أنت بالكلِّ أحفى؟ من كلِّ أذكى وأثقَف؟ من كلِّ نبض تغني يبكون "من سب أهيَف" إلى المدى أنت أهدى وبالسراديب أعرف وبالخيارات أدرى وللغرابات أكشَف وبالمهارات أمضى وللمُلِمّات أحَصف فلا وراءك ملهى ولا أمامك مصرَف فلا من البعدِ تأسى ولا على القرب تأسَّف لأن همَّك أعلى لأن قصدَك أشرَف لأن صدرك أملى لأن جيبَك أنظف قد يكسرونك ، لكن تقوم أقوى وأرهف وهل صعِدت جنيًا إلا لترمى وتقطف قد يقتلونك، تأتي من آخر القتل أعصف لأن جذرَك أنمى لأن مجراك أريف لأن موتك أحيا من عمر مليون مُترَف فليقذفوك جميعًا فأنت وحدَك أقذف سيتلفون، ويزكو فيك الذي ليس يتلف لأنك الكل فردًا كيفية، لا تُكيَّف يا "مصطفى"، يا كتابًا من كل قلب تألَّف ويا زمانًا سيأتي يمحو الزمان المزيَّف مصطفى.. أنت اسم جميل، لستَ عنوان التندر والسخرية، ولنحترم مشاعر الآخرين، ولنتأثر بالنابغين |
الساعة الآن : 10:08 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour