وحي الضمير
وحي الضمير ربيع السبتي لَمْ يَعُدْ لِلعُمْرِ مَعْنًى فِي مَسِيرِي *** شَيَّعَتْ أَحْلامُنَا كُلَّ العُصُورِ كُنْتُ فِي المَيْدَانِ أتْقَى فَارِسٍ *** فَكَفَيْتُ النَّاسَ أَحْلامَ الشُّرُورِ جَاءَنِي الهُدْهُدُ يَا سَعْدِي بِهِ *** فَنَذَرْتُ الخَيْلَ لِلأَمْرِ الخَطِيرِ أَتَخَطَّى حَاجِزَ الشَّوْقِ كَمَا *** يَتَخَطَّى حَاجِزِي شَوْقُ الأَثِيرِ أَتْرُكُ السَّطْرَ وَكُلِّي أَسْطُرٌ *** لاَ أُدِيرُ الْكَأْسَ لِلظَّبْيِ الْغَرِيرِ وَأُتِيحُ الشُّكْرَ لِلرِّيحِ الَّتِي *** أَيْقَظَتْ في مُهْجَتِي وَحْيَ الضَّمِيرِ أَنْتِ مِنْ عَهْدِ الهَوَى فِي مَوْكِبٍ *** أَيْنَ مِنِّي حَقُّ تَقْرِيرِ المَصِيرِ؟! كُنْتُ فِي جَنَّةِ رَبِّي فَاكِهًا *** يَهْمِسُ المَاءُ بِأَمْرِي لِلغَدِيرِ أَقْطِفُ الأَزْهَارَ مِنْ طِيبِ الرُّؤَى *** وَأُنَاغِي الرَّوْضَ مَوْفُورَ الْعَبِيرِ وَأَنَاجِي الشَّمْسَ فِي زَرْقَائِهَا *** وَأُهَادِيهَا كَأَسْرَابِ الطُّيُورِ وتَفِيضُ الأَرْضُ مِنْ نَعْمَائِهَا *** فَأَنَا مِنْهَا كَمَا يَرْوِي سُرُورِي إِذْ أَرَى الفَلاَّحَ يَشْدُو زَاكِيًا *** والمَرَاعِي كُلُّهَا تَرْعَى شُعُورِي وَحِسَانُ الرِّيفِ تَتْلُو وِرْدَهَا *** يَا لَهُ مِنْ مُبهِجٍ حُسْنُ الحُضُورِ! فَلَكَ الشُّكْرُ إِلَهِي قَدْرَ مَا *** كُنْتَ بِي بَرًّا رَحِيمًا يَا مُجِيرِي |
الساعة الآن : 08:00 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour