ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   حول قوله تعالى: {لا إله إلا هو} (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=239355)

ابوالوليد المسلم 29-08-2020 03:40 AM

حول قوله تعالى: {لا إله إلا هو}
 
حول قوله تعالى: {لا إله إلا هو}
د. عبدالسميع الأنيس







ندي القرآن (4)




حول قوله تعالى: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾ [البقرة: 163]











تأمَّلتُ في قوله تعالى: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾ [البقرة: 163]، فرأيتُ أنَّ هذه الجملة المباركة تكرَّرَت في عدد من الآيات القرآنية، وقد جاءت بصيغة ضمير الغائب، وليس فيها تَصريح بلفظ الجلالة، فما هو سرُّ هذا التعبير؟



والجواب على ذلك، أنها:



1- تذكِّر بأسمائه الحسنى، وصفاته العليا، وحسن أفعاله، وتشير إلى جماله وجلاله، وبديع صنعه في صفحات هذا الكون الفسيح؛ فكأنه يذكر ربه بلسان حاله قائلًا:



لا إله إلَّا هو الخالِق البديع...



وهي تصفع كلَّ مَن يعجب به ويلهو، وكل مَن يعبده من دون الله تعالى، أو يتعلَّق به، وتناديه قائلة:



هو هو، انظر إلى بَديع صنعه تعالى فينا، فما نحن إلَّا دلائل على جمال الله سبحانه، وبديع صنعه، فإيَّاك من الاشتباه...



وصدَق من قال:



عِباراتُنَا شَتَّى وَحُسْنُكَ وَاحِدٌ ♦♦♦ وَكُلٌّ إِلَى ذَاكَ الجَمَالِ يُشِيرُ



ورحم الله الأستاذ بديع الزمان عندما قال:



"هذا الكون بذاته برهان عظيم؛ فكل ذرَّات الكون، وحجراته، وأركانه، وأعضائه، لسان ذاكِر يلهج مع ذلك الصَّوت المدوِّي بـ : ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾.



في تلك الألسنة تنوُّع، وفي تلك الأصوات مَراتب، إلا أنها تَنطلق معًا بـ : ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾.



هذا الكون إنسان أكبر..



يذكر ربه بصوتٍ عال، والأصوات الرقيقة لأجزائه وذرَّاته كلها تدوِّي مع ذلك الصوت الهادر: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾.



نعم، إن هذا العالم يَتلو آيات القرآن في حلقة ذِكر عظيمة، وهذا القرآن المشرق المنور يترنَّم مع ذوي الأرواح كلها بـ: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾.



فإذا ما ألصقت الأذن بصدر هذا الفرقان، ستَسمع من أعمق الأعماق صدًى سماويًّا صريحًا ينبعث بـ : ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾".







2- أو يقال: هذه الصيغة جاءت تعظيمًا له سبحانه وهيبة منه.



وقد قال الشاعر في حب دنيوي:



أُحِبُّ حَبِيبًا لَا أُسَمِّيه هَيْبَةً ♦♦♦ وَكَتْمُ الهَوَى لِلقَلْبِ أَنْكَى وَأَنْكَأُ



فكيف إذا كان هذا الحب متوجهًا نحو الخالق العظيم؟







3- أو أنها جاءت تعلِّمنا الحياءَ من جلاله.



‏وصدق من قال:



وبي مَن لا أسمِّيه حياءً ♦♦♦ بحكم حضورِه فهو الرَّقيبُ







4- كما أنها تشير إلى شدَّة معرفته سبحانه عند المخاطبين.





الساعة الآن : 03:42 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 12.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 12.14 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.77%)]