ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الحوارات والنقاشات العامة (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=49)
-   -   عش ساعتك ولا تغن على ليلاك (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=238809)

ابوالوليد المسلم 22-08-2020 01:55 AM

عش ساعتك ولا تغن على ليلاك
 
عش ساعتك ولا تغن على ليلاك
أ. محمد بن سعد الفصّام





أمامك النهر؛ فلا تلتفت إلى السواقي



أكثرُ ما يصيب النَّاسَ من الهموم حين يتذكَّرون ماضيًا قد أفَلَ، وأحداثًا قد انتهت، ومواقفَ قد كفَّنها الزمنُ وكبَّر عليها أربعًا، ويَغفُلون عن مستقبلٍ زاهرٍ ينتظرهم، وأيَّامٍ جميلة سوف تجمعُهم، فيُفسدون ما هو آتٍ بما قد ولَّى وانقضى، البكاءُ على الأطلال لا يجدي، والغناءُ بذكرى ليلى لا يَشفِي، انظر إلى الطِّفلِ تراه يُسلَبُ منه شيءٌ معه، فيبكي قليلاً، ثم يسلو وينسى البكاءَ ومَن أبكاه، ثم تراه لاهثًا منشغلاً بما بين يديه، ضاحكًا من شفتَيْه حتى أقصى لسانِه.

لا تبكِ على الأطلال الدَّارِسَة، ولا تتغنَّ بسُعْدَى وليلى؛ فذاك ماضٍ قد آذَنَك بالرَّحيل، وميِّتٌ قد تحلَّل، فالعظام الباليةُ لن يعيدَها بكاؤك، وما فقدتَه فلن يعيدَه حزنُك، والعمر يمضي حتى تصيرَ مثلَهم؛ فأقبِلْ على مستقبلِك، فكُنْ شيئًا، واصنع أشياءَ تحيا بها رُوحُك، وتَثبُتُ شخصيَّتُك، ويبقى بها ذكرُك، وتنفعُ الآخرين.


ما فات قد مات، وحياتُك هي الساعة؛ فلا تفكِّرْ باسترجاع الأيَّامِ؛ فمحاولاتُك في ذلك بائسة قطعًا، ولن تزيدَك إلا همًّا على همٍّ، وخَسارةً تضافُ إلى خسائرِك.

(في حال النقل من المادة، نأمل الإشارة إلى كتاب "ولكن سعداء.." للكاتب أ. محمد بن سعد الفصّام، والمتوفّر في مؤسسة الجريسي للتوزيع)





الساعة الآن : 01:44 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 5.30 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 5.21 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.77%)]