التذمر من الحر والأحوال الجوية
التذمر من الحر والأحوال الجوية الشيخ ندا أبو أحمد الأخطاء اللفظية التي تخالف العقيدة (3) يقول الله تعالى: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]، وعلى هذا ينبغي على الإنسان أن يتحرز من خطأ وزلل اللسان، خصوصًا فيما يتعلق بالمسائل العقائدية، التي تتعلق بالله تعالى، وبأسمائه وصفاته. وهناك بعض الأخطاء اللفظية الخاصة بالأمور العقائدية يقع فيها البعض، نذكرها هنا للتنبيه عليها، والحذر منها، ومن هذه الأقوال: (6) الجو وِحِشْ - إِيه الحَرّ دَهْ - دِي حاجة تِزَهَّق: ويقولون هذا الكلام ويقصدون أن حالة الجو غير مناسبة، أو لا تعجبهم، ومن المعلوم أن الريح والغيم والمطر والحر والبرد آياتٌ من آيات الله عز وجل، وهي مُسخَّرة بأمره سبحانه وتعالى، يصرفها كيف يشاء؛ قال تعالى: ﴿ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 164]. وهذه الآيات منها ما يكون عذابًا؛ كما قال تعالى: ﴿ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [الأحقاف: 24]، ومنها ما يكون رحمة ورزقًا؛ كما قال تعالى: ﴿ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا ﴾ [غافر: 13]. ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا هبت ريح يقول: ((اللهم إني أسألك خيرها، وخير ما فيها، وخيرَ ما أُرسِلَت به، وأعوذ بك من شرِّها، وشرِّ ما فيها، وشرِّ ما أرسلت به))؛ (رواه الترمذي بسند حسن عن ابن عباس رضي الله عنهما). ونهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن سب أو لعن الريح؛ لأنها مأمورة؛ فقد أخرج الترمذي - بسند حسن - عن أبي بن كعب رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تسبُّوا الريح))، وفي رواية أخرى: ((لا تلعنها؛ فإنها مأمورة)). نقل النووي - رحمه الله تعالى - في كتابه "الأذكار" قول الشافعي - رحمه الله تعالى -: "لا ينبغي لأحد أن يسب الريح؛ فإنها خَلْقٌ لله تعالى مطيع، وجند من أجناده، يجعلها رحمة أو نقمة إذا شاء". • وقال الشيخ بكر أبو زيد في معجم "المناهي اللفظية" نقلًا عن ابن القيم - رحمه الله تعالى - حيث قال: "وقد كان السلف يحاسب أحدهم نفسه في قوله: "يوم حار، ويوم بارد"، ثم قال الشيخ بكر - رحمه الله تعالى -: "وقد أصبح من المعتاد لدى الناس تتبع تقلبات الجو، ومقياس درجاته؛ حرارةً وبرودةً، وما أكثر لهجهم بذلك، وإتباعه بالتأفف والتألم من شدة الحر وشدة البرد"؛ اهـ. يتمنَّى المرءُ في الصيف الشتاء https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فإذا جاء الشتاء أنكره https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فهو لا يرضى بحال واحدٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif قُتِل الإنسان ما أكفره https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فالصحيح: أن ينزه الإنسان نفسه عن مثل هذه الأقوال: "الجو وحش".. لأن فيها اعتراضًا على أمر الله، وليس للإنسان إلا الرضا والتسليم بما قضى الله وأمر به. وقد ذكر ابن القيم - رحمه الله تعالى - في كتابه "الداء والدواء" (ص280): "أن بعض الأكابر من أهل العلم رئي في المنام، فسئل عن حاله؟ فقال: "أنا موقوف على كلمة قلتها، قلت: ما أحوج الناس إلى غيث! فقيل لي: وما يدريك؟ أنا أعلم بمصلحة عبادي". |
الساعة الآن : 06:27 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour