ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى حراس الفضيلة (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=103)
-   -   التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=237647)

ابوالوليد المسلم 04-08-2020 03:36 AM

التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل
 
التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل
سعيد مصطفى دياب





من قواعد تدبر القرآن










التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل







التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل له أثر عظيمٌ جدُّ عظيمٍ في تدبر كلام الله تعالى وفهم معانيه، والاتصاف بقبيح الصفات ومساوئ الأخلاق له أثر عظيم جدًا في طمسِ نورِ البصيرةِ، وتبلد الشعور، وجمود العين، وقسوة القلب.







وأخطرُ هذه الصفات على العبد، وأقبحُها أثرًا على الإنسان صفةُ الكِبرِ؛ كما قال الله تعالى: ﴿ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ﴾.[1]







قَالَ قَتَادَةُ: سَأَمْنَعُهُمْ فَهْمَ كِتَابِي.[2]







وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَينة: أَنْزِعُ عَنْهُمْ فَهْمَ الْقُرْآنِ، وَأَصْرِفُهُمْ عَنْ آيَاتِي.[3]







وَالكبر سبب في حرمان العلم عمومًا كَمَا قَالَ مُجَاهِدٌ: "لاَ يَتَعَلَّمُ العِلْمَ مُسْتَحْيٍ وَلاَ مُسْتَكْبِرٌ".[4]







ومن شؤم الكبر على الإنسان أنه أعظم ما يحول بين العبد والإيمان، بل هو أول ذنب عُصِي الله تعالى به؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾.[5]







ومن قبيح الصفات التي تحول بين المرء وفهم كتاب الله، وتدبر آياته، السخرية والاستهزاء بعباد الله المؤمنين، والتندر على الصالحين؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ * إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ * إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾.[6]







والسخرية والاستهزاء بالمؤمنين من أخص صفات المنافقين، ومن علاماتهم التي يعرفون بها؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾.[7]







ولما قالوا: (مَا رَأَيْنَا مِثْلَ قُرَّائِنَا هَؤُلَاءِ أَرْغَبَ بُطُونًا وَلَا أَكْذَبَ أَلْسِنَةً وَلَا أَجْبَنَ عِنْدَ اللِّقَاءِ) ، قال الله تعالى: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ﴾.[8]







وهذا الصنف من الناس الذين دأبوا على السخرية والاستهزاء والتهكم من عباد الله لا يكادون يفقهون حديثًا، كما أخبر الله تعالى عنهم: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ﴾.[9]







قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ... ﴾ الْآيَةِ، قَالَ: "هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقُونَ.







وَهَؤُلَاءِ الْمُنَافِقُونَ لما قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا؟ ما كان مقصودهم التعلم والانتفاع، وإنما كان مقصودهم السخرية والاستهزاء.







[1] سورة الأعراف: الآية/ 146.




[2] تفسير القرطبي (7/ 283).




[3] تفسير الطبري (10/ 443).




[4] رواه البخاري تعليقًا- كِتَابُ العِلْمِ، بَابُ الحَيَاءِ فِي العِلْمِ.




[5] سورة البقرة: الآية/ 34.




[6] سُورَةُ الْمُؤْمِنُونَ: الآية/ 108: 111.




[7] سورة التوبة: الآية/ 61.




[8] سورة التوبة: الآية/ 65.




[9] سورة محمد: الْآيَة/ 16.





الساعة الآن : 06:31 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 14.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.39 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.65%)]