ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى القرآن الكريم والتفسير (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=57)
-   -   آيات من سورتي الطارق والأعلى بتفسير الزركشي (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=237562)

ابوالوليد المسلم 02-08-2020 02:32 AM

آيات من سورتي الطارق والأعلى بتفسير الزركشي
 
آيات من سورتي الطارق والأعلى بتفسير الزركشي
د. جمال بن فرحان الريمي





سورة الطارق



﴿ إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ ﴾ [الطارق: 4]

قوله تعالى: ﴿ إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ ﴾ [الطارق: 4]، بتشديد "الميم"، أي ما كل نفس إلا عليها حافظ[1]، وفي قراءة من خفف "لمَا" أي أنه كل نفس لَعَلَيْها حافظ[2].




﴿ خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ ﴾ [الطارق: 6]

قوله تعالى: ﴿ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ ﴾ [الطارق: 6]، أي: مدفوق[3].




﴿ إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ ﴾ [الطارق: 13]

قال القاضي أبو المعالي عزيزي بن عبدالملكرحمه الله: وسمَّاه -أي القرآن - فصلاً، فقال: ﴿ إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ ﴾ [الطارق: 13] [4].




﴿ فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ﴾ [الطارق: 17]

قال تعالى: ﴿ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا [الطارق: 17]، "رُوَيْد" تصغير "رُود" وهو المَهْل، والمعنى: قليلاً.




قال ابن قتيبة: وإذا لم يتقدمها "أمهلهم"، كانت بمعنى مهلاً، ولا يتكلم بها إلا مصغرًا مأمورًا بها[5].






سورة الأعلى



﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾ [الأعلى: 1]

قوله تعالى: ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾ [الأعلى: 1]، أي ربك[6].




﴿ فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى ﴾ [الأعلى: 5]

قوله تعالى: ﴿ غُثَاءً أَحْوَى ﴾ [الأعلى: 5] وفيه قولان متضادان، أحدهما: أنه الأسود من الجفاف واليبس، والثاني: أنه الأسود من شدة الخضرة، كما فسّر: ﴿ مُدْهَامَّتَانِ ﴾ [الرحمن: 64][7]، فعلى الأول هو صفة لغُثاء، وعلى الثاني هو حال من المرعى، وأخّر لتناسب الفواصل[8].




قوله تعالى: ﴿ فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى ﴾ [الأعلى: 5]، أي أحوى غثاءً، أي أخضر يميل إلى السواد، والموجب لتأخير أحوى: رعاية الفواصل[9].




﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ﴾ [الأعلى: 14]

قوله تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى [الأعلى: 14]، اعلم أنه قد يكون النزول سابقًا على الحكم كقوله تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ﴾ [الأعلى: 14]، فإنه يستدل بها على زكاة الفطر، روى البيهقي بسنده إلى ابن عمر أنها نزلت في زكاة رمضان، ثم أسند مرفوعًا نحوه[10]، وقال بعضهم: لا أدري ما وجه هذا التأويل؛ لأن هذه السورة مكية ولم يكن بمكة عيد ولا زكاة[11].





[1] المصدر السابق: الكلام على المفردات من الأدوات - إِنْ 4/ 138،



[2] المصدر السابق: الكلام على المفردات من الأدوات - إِنْ 4/ 139.



[3] المصدر السابق: بيان حقيقته ومجازه - إقامة صيغة مقام أخرى 2/ 176.



[4] المصدر السابق: معرفة أسمائه واشتقاقاتها 1/ 193.



[5] تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ص/ 559. البرهان: الكلام على المفردات من الأدوات - رُوَيْد 4/ 175.



[6] البرهان: بيان حقيقته ومجازه - إطلاق اسم البشرى على المبشر به 2/ 184.



[7] سورة الرحمن: 64.



[8] البرهان: معرفة الأحكام من جهة إفرادها وتركيبها 1/ 212.



[9] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - ما قدم النية به التأخير 3/ 178.



[10] الحديث رواه البيهقي عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ﴾ [الأعلى: 14، 15] في زَكَاةِ رَمَضَانَ. السنن الكبرى للبيهقي 4/ 159.



[11] البرهان: معرفة أسباب النزول - تقدم نزول الآية على الحكم 1/ 39.






الساعة الآن : 11:44 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 16.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.08 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.58%)]