ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=91)
-   -   شرح باب: النصيحة من كتاب «رياض الصالحين» (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=236829)

ابوالوليد المسلم 21-07-2020 11:19 PM

شرح باب: النصيحة من كتاب «رياض الصالحين»
 
شرح باب: النصيحة


من كتاب «رياض الصالحين»


سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

قَالَ تَعالَى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةَ ﴾ [الحجرات: 10]، وَقَالَ تَعالَى إخبارًا عَنْ نُوح صلَّى اللُه عليه وسلم: ﴿ وَأَنْصَحُ لَكُمْ ﴾ [لأعراف: 62]، وعن هود صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ﴿ وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ ﴾ [لأعراف: 68].

قَالَ سَماحةُ العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله –:
قَالَ المؤلف - رحمه الله تعالى-: «باب النصيحة».

النصيحة: هي بذل النصح للغير، والنصح معناه أن الشخص يحب لأخيه الخير، ويدعوه إليه، ويبينه له، ويرغبه فيه، وقد جعل النبي -صلى الله عليه وسلم- الدين النَّصيحة، فقال: «الدين النصيحة»، ثلاث مرات، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم» وضد النصيحة المكر والغش والخيانة والخديعة.

ثم صدَّر المؤلفُ هذا الباب بثلاثِ آيات.

الآية الأولى: قوله تعالى: ﴿ إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةَ ﴾ [الحجرات: 10]، مثل أي: إذا تحقق فيهم الأخوة واتصفوا بها، فإنه لابد أن تكون هذه الأخوة مثمرة للنصيحة.

والواجب على المؤمنين أن يكونوا كما قال الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةَ ﴾، وهم إخوة في الدين، والأخوة في الدين أقوى من الأخوة في النسب، بل إن الأخوة في النسب مع عدم الدين ليست بشيء، ولهذا قال الله - عزَّ وجلَّ - لنوح لما قال: ﴿ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ ﴾ قال تعالى: ﴿ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ﴾ [هود: 45، 46].

أما المؤمنون فإنهم وإن تباعدت أقطارهم وتباينت لغاتهم، فإنهم إخوة مهما كان، والأخ لابد أن يكون ناصحًا لأخيه، مبديًا له الخير، مبينًا ذلك له، داعيًا له.

أما الآية الثانية: فهي قول نوح، وهو أول الرسل، يقول لقومه حين دعاهم إلى الله تعالى: ﴿ وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ﴾ [لأعراف: 62]، يعني لست بغاش لكم، ولا خادع، ولا غادر، ولكني ناصح.

أما الآية الثالثة: فقول الله تعالى عن هود: ﴿ وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ ﴾ [لأعراف: 68].

وعلى كل حال يجب على المرء أن يكون لإخوانه ناصحًا مبديًا لهم الخير، داعيًا لهم إليه، حتى يحقق بذلك الأخوة الإيمانية، والله الموفق.

المصدر: «شرح رياض الصالحين» (2 /382 - 383)








الساعة الآن : 06:29 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 6.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 6.61 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.40%)]