ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   رحيل رمضان (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=233077)

ابوالوليد المسلم 21-04-2020 11:25 PM

رحيل رمضان
 
رحيل رمضان











علي صالح طمبل


كأن رمضان ضيفٌ مهمٌّ كريم نزل عندنا أياماً معدوداتٍ وفترةً مؤقتة، ثم لما اقترب موعد رحيله أخذ يحزم أمتعته استعداداً لرجوعه من حيث أتى.



ولعل أيام رمضان الأخيرة هي الأهم بالنسبة لهذا الضيف رفيع المستوى، فمن فرَّط في أيامه الأولى، ولم ينزله منزلته التي تليق به، ولم يكرم وفادته بما هو أهل له؛ فلعله يستدرك ما وقع من تقصير، ويجبر ما حصُل من تهاون، خاصة وأن رمضان يكون في أيامه الأخيرة أكثر سخاءً وكرماً من بقية الأيام، بما اختصه الله به في العشر الأواخر، من بركات وهبات، وجوائز ومنح، في مقدمتها ليلة القدر التي فُضِّلت على ألف شهر من العبادة.




ولعلنا إذا ودعنا رمضان بتصحيح النوايا، وإحسان العمل، والاجتهاد في الطاعة؛ أُسوةً بالنبي عليه الصلاة والسلام الذي كان يشد مئزره، ويوقظ أهله، ويحيي ليله؛ لعلنا إذا فعلنا ذلك؛ يغفر لنا ما قد سلف من تفريط وتهاون؛ فالأعمال بالخواتيم، والعبرة بالنهايات.



إنه ضيف عزيز طالما آنس وحشتنا، وملأ فراغنا، وجبر كسرنا، وأكرمنا بهداياه السخية، وعطاياه الجليلة؛ وشتان بين حزن وحزن عند الوداع: بين حزن من اجتهد في رمضان وأحب رمضان فحزن لفراقه، وبين من قصَّر في رمضان وفرَّط في أيامه ولياليه، فحزن لتفويته الفرصة الثمينة التي قد لا تتكرر في حياته مرة أخرى؛ فالأول يستحق أن يُهنَّأ ويُسأل له القبول، والثاني يستحق أن يُعزَّى ويوبَّخ على تقصيره وتفريطه.



فالفرحة الحقيقية لمن حصَّل التقوى، وفاز بعفو الله ومغفرته، وحاز رضا الله وجنته، وزُحزح عن ناره وأعتق منها. وفي الحديث: (لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لقاء ربه)، قال السعدي رحمه الله في تفسير الحديث: (هذان ثوابان: عاجل، وآجل. فالعاجل: مشاهد، إذا أفطر الصائم فرح بنعمة الله عليه بتكميل الصيام، وفرح بنيل شهواته المباحة التي مُنع منها في النهار. والآجل: فرحه عند لقاء ربه برضوانه وكرامته. وهذا الفرح المعجل نموذج ذلك الفرح المؤجل، وأن الله سيجمعهما للصائم).



وجزى الله خيراً الشاعر مؤيد حجازي الذي قال:




ما بال شهر الصومِ يمضي مسرعاً https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وشهورُ باقي العام كم تتمهَّلُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



عشنا انتظارك في الشهورِ بلوعةٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

فنزلتَ فينا زائراً يتعجَّلُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



ها قد رحلت أيا حبيبُ، وعمرنا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

يمضي ومن يدري أَأَنتَ ستُقبلُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



فعساكَ ربي قد قبلت صيامنا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وعساكَ كُلَّ قيامنا تتقبَّلُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



يا ليلة القدر المعظَّمِ أجرها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

هل إسمنا في الفائزينَ مسجَّلُ؟ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



كم قائمٍ كم راكعٍ كم ساجدٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

قد كانَ يدعو الله بل يتوسلُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



أعتقْ رقاباً قد أتتكَ يزيدُها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

شوقاً إليكَ فؤادُها المتوكِّلُ








الساعة الآن : 12:14 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 8.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 8.88 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.05%)]