رمضان التائبين ..
رمضان التائبين .. خالد رُوشه http://www.almoslim.net/files/images/thumb/K-thumb2.jpg يقبل الكثيرون على رمضان إقبال الباحث عن الاستزادة من الطاعات في ايام ربانية إيمانية كريمة , وهو شعور كريم فاضل وهو سلوك أهل الصلاح والتقى . لكن كثيرا من الناس في غمرة فرحتهم برمضان يغفلون عن معاصيهم وذنوبهم وتقصيرهم في جنب الله سبحانه , ويتعاملون مع رمضان تعامل المستزيد من العبادة فحسب ويهملون تعامل التائب المنيب العائد إلى ربه على الرغم من أهمية هذا الشعور أهمية بالغة لكل مؤمن . التائبون هم الصالحون , الذين علموا أن لهم ربا يغفر الذنب ويقبل التوب فأقبلوا عليه استغفارا وندما على ذنوبهم وآثامهم , وعلموا أن عذابا ينتظر العصاة المذنبين فهربوا منه و وعلموا أن ثمة جنة عالية نعيمها لا ينفذ تنتظر المقبولين الصالحين فسعوا إليها . إنهم قوم ارتجفت قلوبهم خوفا من ربهم لما ذكروا ذنوبهم , وتساقطت دموعهم على خدودهم في سجداتهم بالليل والنهار , وانكسرت نفوسهم لما علموا انهم اجترئوا على المجاهرة بما يغضب ربهم المتعال . وشعور التائب المذنب العائد إلى ربه يتصف بصفات خاصة , فهو يعني الانكسار بين يدي الله سبحانه , والبكاء بين يديه سبحانه و وتكرار التوبة والاستغفار , وحمل هم الذنب الفائت , و الخوف من عدم قبول التوبة , والذلة بين يدي الله سبحانه , وحرقة القلب من الندم على تلطخ الوجه من المعصية , وكل هذه المشاعر يحتاجها المؤمن العائد إلى ربه سبحانه بتوبة وإنابة , وهي هامة للغاية للمؤمن في رمضان . وعزم التائبين هو دافع في حد ذاته نحو الإخلاص في رمضان ونحو الطهارة والنقاوة والشفافية في العمل في ايام رمضان المباركة . التائبون في رمضان يسبحون في لجة نقاء سرمدية , ويستشعرون معان سامقة علوية , فأعمالهم متابعة وإخلاص , وآمالهم القبول والعفو والغفران , وخطواتهم إضفاء للخير والإصلاح في كل مكان يمرون فيه وكل موضع يتواجدون فيه والتائب في رمضان يعلوه الرجاء في قبول توبته , وتغمره الآمال في العفو , إذ تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران , ويرضى الله سبحانه عن الصائمين القائمين الراكعين الساجدين . وللتائبين في رمضان حياة يمتزج فيها العمل الصالح بالتوكل على الله سبحانه , والتجرد في عبادته , إذ يعلم أنه لن يقبل التوبة إلا هوسبحانه , ولن يغفر الذنب إلا هو عز وجل " غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير " والتائبون في رمضان يستشعرون المعنى الحقيقي للصوم , فهو ليس صوم البطن والفرج فحسب , لكنه صوم القلب , وصوم الجوارح جميعا , لذلك فهم يستلزون بالصوم , ويجدون فيه راحة ارواحهم وسعادة قلوبهم , حتى إنهم يكادون لا يريدون مفارقة الصوم حتى بعد مرور الشهر . وصوم التائب صوم متميز خاص , فهو عائد إلى ربه , هارب من الذنب , ساع إلى التطهر من دنس المعصية , فعندئذ يكون صومه بعيدا عن الآثام والذنوب , ساعيا أن يقترب من علام الغيوب . إنها منظومة نورانية وضاءة، وعقد فريد من طهارة ونقاء ، ينظمها التائب الصادق ، فتتحول حياته جميعًا إلى سبيل مستقيم، فيتعلق بربه في حركاته وسكناته، متوكلاً عليه وحده، راجيًا ثوابه، خائفًا من عقابه، هاربًا من معصيته، فارًا إليه، ساعيًا إلى جنته. " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون " |
الساعة الآن : 06:57 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour