حرمة شهر الله المحرم
حرمة شهر الله المحرم محمد رفيق مؤمن الشوبكي قبل الحديث عن حرمة شهر الله المحرّم لا بد من الإشارة إلى أن شهر الله المحرم هو أول شهور السنّة الهجرية، وحري بالمؤمن أن يستقبل العام الهجري الجديد بطاعة الله تبارك وتعالى والانصياع لأوامره، وأن يقدم الإنسان لنفسه توبة نصوحاً ورجعة صادقة يغسل بها ما مضى ويستقبل بها ما أتى، قال تعالى: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [سورة النور: 31]، وقال تعالى أيضاً: ﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ﴾ [سورة طه: 82]. ويقول الشاعر: قطعت شهور العام لهواً وغفلة https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ولم تحترم فيما أتيت المحرما https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فلا رجباً وافيت فيه بحقه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ولا صمت شهر الصوم صوماً متمما https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ولا في ليالي عشر ذي الحجة الذي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif مضى كنت قواماً ولا كنت محرماhttps://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فهل لك أن تمحو الذنوب بعبرة https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وتبكي عليها حسرة وتندما https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وتستقبل العام الجديد بتوبة https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لعلك أن تمحو بها ما تقدما https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وشهر الله المحرم هو أحد الأشهر الحُرُم التي قال الله فيها: ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [سورة التوبة: 36]. وعن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "السنة اثنا عشر شهراً منها أربعةٌ حرمٌ متوالياتٌ ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مُضَر الذي بين جمادى وشعبان" (رواه البخاري). وسمي شهر محرم بهذا الاسم؛ لأن الله حرم فيه القتال، وتأكيداً لحرمته. وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي في كتابه لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف: "وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم المحرم شهر الله، وإضافته إلى الله تدل على شرفه وفضله، فإن الله تعالى لا يضيف إليه إلا خواص مخلوقاته، كما نسب محمداً وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وغيرهم من الأنبياء إلى عبوديته، ونسب إليه بيته وناقته، ولما كان هذا الشهر مختصاً بإضافته إلى الله تعالى، وكان الصيام من بين الأعمال مضافاً إلى الله تعالى، ناسب أن يختص هذا الشهر المضاف إلى الله، بالعمل المضاف إليه المختص به وهو الصيام، وقد قيل في معنى إضافة هذا الشهر إلى الله تعالى، أنه إشارة إلى تحريمه إلى الله تعالى، ليس لأحد تبديله كما كانت الجاهلية يحلونه ويحرمون مكانه صَفَراً، فأشار إلى أنه شهر الله الذي حرمه، فليس لأحد من خلقه تبديل ذلك وتغييره". وقال الحسن البصري رحمه الله تعالى: "إن الله افتتح السنة بشهر حرام واختتمها بشهر حرام، فليس شهر في السنة بعد شهر رمضان أعظم عند الله من المحرم، وكان يسمى الله: (شهر الله الأصم) من شده تحريمه". وقال أبو عثمان النهدي: "كانوا يعظمون (أي السلف) ثلاث عشرات: العشر الأخير من رمضان والعشر الأول من ذي الحجة والعشر الأول من محرم". |
الساعة الآن : 12:00 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour