ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى القرآن الكريم والتفسير (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=57)
-   -   أزاهير من كتب التفسير (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=230066)

ابوالوليد المسلم 20-03-2020 04:47 AM

أزاهير من كتب التفسير
 
أزاهير من كتب التفسير


د. عبدالحكيم الأنيس



في كُتب التفسير علمٌ غزير، وزادٌ وفير، وفي أثناء المراجعة تستوقفُ الناظرَ فوائد، وتلفتُ نظرَه فرائد، وهذه طاقة أزاهير، من ذلك الروض النضير:

مع الله
روى ابن أبي حاتم في "تفسيره" (تفسير سورة يونس: الآية 30) بسنده عن إسماعيل بن قيس قال:
دخل عثمانُ بن ُعفان على عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما فقال: كيف تجدك؟ قال: مردودٌ إلى مولاي الحق. فقال: طبتَ.
***

مراقبة الله
وروى في "تفسيره" أيضًا برقم (11282) عن إبراهيم الصنعاني: كان بعض العلماء إذا خرج من منزله كتب في يده: ﴿ وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ﴾ [يونس: 61].
***


فضل الاستغفار
جاء في "تنوير الأذهان من تفسير روح البيان" للشيخ اسماعيل حقي البروسوي (ت:1137هـ)، اختصار الشيخ محمد علي الصابوني (4/415):
"كان علي رضي الله عنه يقول: ما ألهم اللهُ عبدًا الاستغفار، وهو يريد أن يعذبه".
***


أخطار الإصرار
وجاء فيه (4/414):
"قال سهل [التستري] قدِّسَ سرُّه:
الإصرارُ على الذنب يورث النفاق، والنفاق يورث الكفر".

والإصرارُ كما في "تفسير أبي المظفر السمعاني" (ت:489) (6/55): "أن يفعل الفعلَ ثم لا يندم".
***


جمع النقيضين
وفي "تنوير الأذهان" أيضًا (4/419):
"قال الشاعر"
الخلقُ مجتمعٌ طورًا ومفترقٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
والحادثاتُ فنونٌ ذاتُ أطوارِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

لا تعجبنَّ لأضدادٍ اذا اجتمعتْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فاللهُ يجمعُ بين الماءِ والنارِ". https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


وهما في "تفسير القرطبي" (18/311) ممّا أنشده أبو بكر بن الأنباري.
***


الأصل والفرع
وفيه (4/420):
"قال بعضُهم: لا يلدُ الحية الا الحية".

ونظمتُ هذا فقلت في 28 من ذي القعدة سنة 1419:
أبوكَ كان بالغَ الأذيّةْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
لهُ بذاكَ طرق خفيةْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وأنتَ فرعُ هذه الشخصيّةْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
لا يلدُ الحيّة إلا الحيةّْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

***


القلوب والشتاء
في "تفسير القرطبي" - تفسير سورة نوح - (18/305):
"قال خالد بن مَعْدان: خُلِقَ الإنسان من طين، فإنما تلينُ القلوبُ في الشتاء".

قلت: فما حالُ القلوب في بلادٍ ليس فيها شتاء؟
***


الخُلُق قبل الخَلْق
وفيه (18/307):
"وقال آخر:
والمرء يُلْحِقُهُ بفتيان النّدى خُلُق الكريمِ وليس بالوُضَّاءِ".

قلت: يُقال: وُضّاء للوضيء، والمرء يَعلو بخلقه ويَلحق بالكرماء وان لم يكن جميل الصورة.
والبيت في "المحرر الوجيز" (16/126)، والظاهر أن القرطبي أخذه منه.
وفي "اللسان" (1/195): أنّ البيت لأبي صدقة الدبيري.
***


الجأ الى الله وحده
وفيه – تفسير القرطبي - (18/309) في الكلام على "يَعوق":
"وفيه يقولُ مالك بن نمط الهمداني:
يَريش اللهُ في الدنيا ويَبري ولا يَبري يَعوقُ ولا يَريشُ".
قلت: وما أكثرَ "يَعوق" اليوم، وما أشدَّ غفلة الانسان!
***


احتمال الأذى من اللئام
في "تفسير أبي المظفر السمعاني" (6/57):

"وقال آخر:
إذا أهلُ الكرامةِ أكرموني فلا أرجو الهوانَ من اللئامِ
أي: لا أخافُ".

قلتُ: وهكذا الإنسانُ بين كريمٍ ولئيمٍ، ومادحٍ وقادحٍ، وشاكرٍ وناكرٍ.
وإنما نعوذ بالله مِنْ تتابع الألسنة، كما قال الإمام مالك.
***


آثار الاستغفار
في "نهج البلاغة": "وقد جعل الله سبحانه الاستغفارَ سببًا لدُرور الرزق، ورحمة الخلق، فقال سبحانه: (استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين) فرحم الله امرءًا استقبل توبته، واستقال خطيئته، وبادر منيته".

من "الميزان في تفسير القرآن" (20/38).
قلت: جاء لفظ (دُرور) هنا كالوردة الفيحاء في الحديقة الغنّاء.
ألهمنا اللهُ الاستغفارَ الذي يرضيه، وحال بيننا وبين معاصيه.
***


التوبة النصوح
في "زاد المسير" (8/314) - تفسير سورة التحريم -:
"قال عمرُ بن الخطاب: التوبة النصوح: أن يتوب العبدُ من الذنب وهو يحدِّثُ نفسَه أنه لا يعود.
وسُئِلَ الحسن البصري عن التوبة النصوح، فقال: ندمٌ بالقلب، واستغفارٌ باللسان، وتركٌ بالجوارح، وإضمارٌ أنْ لا يعود".
***


الحزم في المبادرة
جاء في "زاد المسير" (8/372) - بلا نسبة -:
وخيرُ الأمر ما استقبلتَ منه وليسَ بأنْ تتبَّعه اتباعا

قلت: فالحزمُ النهوضُ للأمور في أوائلها، فإنها إذا انقضتْ أوقاتُها عسرتْ وقستْ، ولم تأتِ كما لو استقبلتَها.
والبيت للقطامي - كما في "ديوانه" - (ص35)، و"اللسان": مادة تبع.
***


النّاس والقوة
قال تعالى فيما حكاه عن نوح عليه السلام شاكيًا من قومه: ﴿ وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا ﴾ [نوح: 21].

قال ابن الجوزي في "زاد المسير" (8/ 373):
"قال المفسِّرون: المعنى: أنّ الأتباع والفقراء، اتبعوا رأيَ الرؤساء والكبراء".
قلت: النّاس مفتونون بالقوة.
***


الفخر بالإسلام
قرأت في "تفسير الخازن" (4/168) في تفسير ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات: 10]:
"قال بعضُهم:
أبي الاسلامُ لا أبَ لي سواه إذا افتخروا بقيسٍ أو تميمِ".

فوقع في خاطري هذان البيتان:
كفى بالدِّين للإنسانِ فخرًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وفخرُ الدينِ أعظمُ مِنْ عظيمِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

إذا ما كنتَ يا هذا بَخيلاً https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فما يُجدي انتماؤُكَ للكريمِ؟ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

***


عجز الوصف
وفي "تفسير الخازن" (4/254) في تفسير سورة الحشر عند قوله (المُهيمن):
"وقيل: المُهيمن اسمٌ من أسماء الله تعالى هو أعلم بتأويله، وأنشدوا في معناه:
جلَّ المُهيمنُ عن صفاتِ عَبيده https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ولقد تعالى عن عقول أُولي النُّهى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

راموا بزعمهمُ صفات مليكهمْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
والوصفُ يَعجزُ عن مليكٍ لا يُرَى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


***

الفخر بالأنساب
قال أبو حيان في "البحر المحيط" (8/116) عند قوله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾:
"وما زال التفاخرُ بالأنساب في الجاهلية والإسلام، وبالبلاد والمذاهب، وبالعلوم وبالصنائع، وأكثرُه بالأنساب:
وأعجبُ شيءٍ إلى عاقلٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فروعٌ عن المجدِ مستأخرةْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

إذا سُئِلوا ما لهم مِنْ علا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
أشاروا إلى أعظمٍ ناخرةْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


ومن ذلك افتخارُ أولاد مشايخ الزوايا الصوفية بآبائهم، واحترام الناس لهم بذلك، وتعظيمهم لهم، وإن كان الأولاد بخلاف الآباء في الدين والصلاح".
***


تدبُّر
جاء في "الكشاف" (4/293) عن تميم الداري - رضي الله عنه - "أنه كان يصلّي ذات ليلة عند المقام، فبلغ هذه الآية: ﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ فجعلَ يبكي، ويردِّدها إلى الصباح.

وعن الفُضيل بن عياض -رحمه الله- أنه بلغها، فجعل يُردِّدها ويقول: يا فُضيل! ليت شِعري من أيِّ الفريقين أنت؟".





الساعة الآن : 02:57 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 27.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 27.03 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.35%)]