ملتقى الشفاء الإسلامي - ترجمة الصحابي شماس بن عثمان المخزومي

ترجمة الصحابي شماس بن عثمان المخزومي{1}

الموسوعات الثقافية المدرسية

صحابي جليل، كان من المهاجرين الأولين؛ أسلم أول الإسلام، وهاجر إلى الحبشة وأمه صفية بنت ربيعة - أخت شيبة وعتبة ابني ربيعة - وعاد من الحبشة وهاجر إلى المدينة، وشهد بدرًا، وأحدًا، واستشهد بأحدٍ، وكان عمره يوم استشهاده أربعًا وثلاثين سنة!

وكان أحسن الناس وجهًا!

وكان قد أبلى يوم أحدٍ بلاءً حسنًا في الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان يقيه بنفسه يوم أحد! فقال: "ما شبهته يومئذ إلا بالجُنة - بضم الجيم؛ أي: الحماية والوقاية - ما أُوتَى من ناحية إلا وقاني بنفسه".

وذكر الواقدي: أنه لما أصيب بأحد عاش يومًا فحمل إلى المدينة، فمات عند أم سلمة، ودفن في البقيع. ولم يدفن به ممن شهد أحدًا غيره.

وقال سعيد بن يربوع يعزي أخته في زوجها شماس بموته شهيداً في طاعة الله ومرافقته لحمزة أسد الله:

أقني حياءك في ستر وفى كرمٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

فإنما كان شماس من الناسِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

لا تقتلي النفس إذا حانت منيته https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

في طاعة الله يوم الروع والباسِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

قد كان حمزة ليث الله فاصطبري https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

فذاق يومئذ من كأس شماسِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وفي رواية ابن الأثير: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما وجدت لشماس شبيهًا إلا الجُنّة"، يعني مما يقاتل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرمي بصره يمينًا ولا شمالاً إلا رأى شماسًا في ذلك الوجه يقاتل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويترسه بنفسه!! حتى قُتِلَ، فحمل إلى المدينة وبه رمق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحملوه إلى أم سلمة" فحمل إليها فمات عندها.

[1] أسد الغابة في معرفة الصحابة: لابن الأثير (ج3 / 3، 4)، الاستيعاب: لابن عبدالبر رقم: (1203)، الإصابة في تمييز الصحابة: لابن حجر (ج5 /84، 85).