أقوال المخالفين لأهل السنة والجماعة في الإيمان
أقوال المخالفين لأهل السنة والجماعة في الإيمان محمد حسن نور الدين إسماعيل 1- قال ابن الراوندي ومَن وافقه من المعتزلة وغيرهم: "إن الإيمان هو مجرد التصديق فقط"، وعلى هذا القول يكون اليهودُ الذين أقروا برسالة محمد صلى الله عليه وسلم واستيقنوها ولم يتَّبِعوه مؤمنين، وقد نفى الله عنهم الإيمان ابتداءً. 2- قال جهم بن صفوان وأتباعه: هو المعرفة بالله فقط، وعلى هذا القول ليس على وجه الأرض كافر بالكلية؛ إذ لا يجهل الخالقَ سبحانه أحدٌ. 3- وقال بعضُ المرجئةِ والكرَّاميةُ: "الإيمان هو إقرار باللسان دون عقد القلب"، فيكون المنافقون على هذا مؤمنين، وقد قال الله فيهم: ﴿ وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ... ﴾ [التوبة: 84]. 4- وقال آخرون (من المرجئة): التصديق بالجنان، والإقرار باللسان، فخرج أركان الإسلام الظاهرة المذكورة، وحديث جبريل عليه السلام، وكلامهم هذا ظاهر البطلان. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "المرجئة ثلاثة أصناف: الذين يقولون: الإيمان ما في القلب، ثم من هؤلاء من يُدخِل فيه أعمال القلوب، وهم أكثر فرق المرجئة، ومنهم مَن لا يدخلها...؛ كجهم ومن اتبعه... القول الثاني: مَن يقول: هو مجرد قول اللسان، وهذا لا يُعرَف لأحد قبل الكرَّامية... القول الثالث: تصديق القلب وقول اللسان، وهذا هو المشهور عند أهل الفقه والعبادة منهم؛ (مجموع الفتاوى ج7 ص 195). 5- وذهب الخوارج والعلاَّف ومَن وافقهم إلى أنه الطاعة بأسرها، فرضًا كان أو نفلًا[1]، وهذا القول مصادم لتعليم النبي صلى الله عليه وسلم لوفود السائلين عن الإسلام والإيمان؛ كما قال له السائل في فريضة: هل عليَّ غيرها؟ قال: ((لا، إلا أن تطوع شيئًا)). 6- وذهب الجُبَّائي وأكثر المعتزلة البصرية إلى أنه الطاعات المفروضة من الأنفال والتروك[2] دون النوافل[3]، وهذا أيضًا يُدخِل المنافقين في الإيمان، وقد نفاه الله عنهم. 7- وقال الباقون من المعتزلة: العمل والنطق والاعتقاد، والفرق بين هذا وبين قول السلف: أن السلف لم يجعلوا كلَّ الأعمال شرطًا في الصحة، بل جعلوا كثيرًا منها شرطًا في الكمال؛ كما قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله: من استكملها فقد استكمل الإيمان، ومَن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان، والمعتزلة جعلوها كلَّها شرطًا في الصحة، والله أعلم[4]. [1] لا شك أن الإيمان المطلق الكامل يشمل ذلك كله، ولكن كلام هذه الطوائف هنا في مطلق الإيمان الذي إذا قصَّر العبد في شيء منه كان كافرًا. [2] لا شك أن الإيمان المطلق يشمل جميع الطاعات كما قلنا، وإنما الكلام هنا في مطلق الإيمان الذي لا يصح إلا به، فهؤلاء يُخرِجون مِن الإيمان مَن ترك طاعة من الطاعات المفروضة. أما أهل السنة، فلم يعتبروا كل الطاعات المفروضة شرطًا في الصحة، ولم يُخرِجوا مَن قصَّر فيها من الإيمان بالكلية، وإنما ينتقص من إيمانه بقدر معصيته، أو يخرج من دائرة الإيمان المطلق إلى مطلق الإيمان، والله أعلم. [3] ودون عمل القلب واعتقاده. [4] مختصر معارج القبول - الشيخ / هشام عقدة. |
الساعة الآن : 07:42 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour