ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   فتاوى وأحكام منوعة (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=109)
-   -   تحرير موضع سجود السهو (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=224040)

ابوالوليد المسلم 31-01-2020 08:44 PM

تحرير موضع سجود السهو
 
تحرير موضع سجود السهو
ماجد بن رفاع العتيبي



الحمد لله وحده، وأصلي وأسلم على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، ومن تبع هديه، أما بعد:
فاختلف أهل العلم في موضع سجود السهو، أقبل السلام، أم بعده؟ أوصلها بعضهم إلى عشرة أقوال، والموفق من وفق إلى سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وفي هذا المبحث سنحرر المسألة من خلال الأحاديث التي وردت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في مسألة سجود السهو، ونبين المواضع التي سجد فيها النبي - صلى الله عليه وسلم -، في أربع مسائل:
الأولى: عدد ما سهى النبي - صلى الله عليه وسلم - في صلاته.
الثانية: عدد الأحاديث التي وردت في سجود السهو.
الثالثة: سرد الأحاديث الواردة في سجود السهو.
الرابعة: خلاصة موضع سجود السهو.
أولاً: عدد ما سهى النبي - صلى الله عليه وسلم - في صلاته:
ورد السهو من النبي - صلى الله عليه وسلم - في صلاته أربع مرات:
1. نسي التشهد الأول، فسجد قبل السلام.
2. أنقص ركعة من الصلاة، فسجد بعد السلام.
3. أنقص ركعتين، فسجد بعد السلام.
4. زاد ركعة، ثم سجد بعد أن نُبّه.
أما الشك فلم يُعرض له - صلى الله عليه وسلم -، لكن أمر فيه بأمرين:
1. أمر من شك في صلاته أن يبني على اليقين، ويسجد قبل السلام.
2. أمر من شك أن يتحرى الصواب، ويسجد بعد السلام.
ثانيًا: عدد الأحاديث التي وردت في سجود السهو:
أحاديث سجود السهو رويت عن ستة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهم: عبد الله بن بُحينة، وأبو هريرة، وعمران بن حصين، وعبد الله بن مسعود، وأبو سعيد الخدري، وعبد الرحمن بن عوف، وعليها يدور باب سجود السهو.
ثالثًا: سرد الأحاديث الواردة في سجود السهو:
1. ترك التشهد الأول، وسجد قبل التسليم:
عن عبدالله بن بُحَيْنَة - رضي الله عنه -: ((أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى بهم الظهر، فقام في الركعتين الأوليين لم يجلس، فقام الناس معه حتى إذا قضى الصلاة وانتظر الناس تسليمه كبر وهو جالس، فسجد سجدتين قبل أن يسلم، ثم سلم)) متفق عليه.
2. نسي ركعة من صلاة العصر، فأتى بها، ثم سجد بعد التسليم:
عن عِمرانَ بْنِ حُصين - رضي الله عنه -: ((أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى العصر، فسلم في ثلاث ركعات، ثم دخل منزله، فقام إليه رجل يقال له الخِرباق -وكان في يديه طول- فقال: يا رسول الله فذكر له صنيعه، وخرج غضبان يجر رداءه، حتى انتهى إلى الناس، فقال: (أصدق هذا؟) قالوا: نعم، فصلى ركعة، ثم سلم، ثم سجد سجدتين، ثم سلم)) رواه مسلم.
3. نسي ركعتين وسلم، فأتى بهما، ثم سجد بعد التسليم:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: ((صلى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة العصر، فسلم في ركعتين، فقام ذو اليدين فقال: أقصرت الصلاة يا رسول الله أم نسيت؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (كل ذلك لم يكن) فقال: قد كان بعض ذلك، يا رسول الله، فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الناس فقال: (أصدق ذو اليدين؟) فقالوا: نعم، يا رسول الله، فأتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما بقي من الصلاة، ثم سجد سجدتين، وهو جالس، بعد التسليم)) متفق عليه، وهذا لفظ مسلم.
4. زاد ركعة في الصلاة، ثم سجد للسهو، وأمر من شك أن يتحرى الصواب، وسجد بعد التسليم:
عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: ((صلى النبي - صلى الله عليه وسلم -قال إبراهيم: لا أدري زاد أو نقص- فلما سلم قيل له: يا رسول الله، أحدث في الصلاة شيء؟ قال: (وما ذاك)، قالوا: صليت كذا وكذا، فثنى رجليه، واستقبل القبلة، وسجد سجدتين، ثم سلم، فلما أقبل علينا بوجهه، قال: (إنه لو حدث في الصلاة شيء لنبأتكم به، ولكن إنما أنا بشر مثلكم، أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني، وإذا شك أحدكم في صلاته، فليتحر الصواب فليتم عليه، ثم ليسلم، ثم يسجد سجدتين))) متفق عليه.
وجاء في رواية التصريح بأنه - صلى الله عليه وسلم - زاد خامسة: ففي الصحيحين أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى الظهر خمسًا، فقيل له: أزيد في الصلاة؟ فقال: ((وما ذاك؟)) قال: صليت خمسًا، فسجد سجدتين بعدما سلم.
وفي رواية لمسلم بلفظ: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمسًا، فلما انفتل توشوش القوم بينهم، فقال: ((ما شأنكم؟)) قالوا: يا رسول الله هل زيد في الصلاة؟ قال: ((لا))، قالوا: فإنك قد صليت خمسًا، فانفتل، ثم سجد سجدتين، ثم سلم، ثم قال: ((إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون)).
5. أمر من شك في صلاته أن يبني على اليقين، ويسجد قبل التسليم:
عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا شك أحدكم في صلاته، فلم يدر كم صلى ثلاثا أم أربعًا، فليطرح الشك وليبن على ما استيقن، ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم، فإن كان صلى خمسًا شفعن له صلاته، وإن كان صلى إتمامًا لأربع كانتا ترغيمًا للشيطان)) رواه مسلم.
6. أمر من شك في صلاته أن يبني على اليقين، ويسجد قبل التسليم:
عن عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - قَالَ: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إذا سها أحدكم في صلاته فلم يدر واحدة صلى أو ثنتين فليبن على واحدة، فإن لم يدر ثنتين صلى أو ثلاثا فليبن على ثنتين، فإن لم يدر ثلاثا صلى أو أربعًا فليبن على ثلاث، وليسجد سجدتين قبل أن يسلم)) أخرجه أحمد، وابن ماجه، والترمذي وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح.
7. أمر بسجود السهو مطلقًا، دون تحديد موضعه:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن أحدكم إذا قام يصلي جاء الشيطان، فلبس عليه حتى لا يدري كم صلى، فإذا وجد ذلك أحدكم، فليسجد سجدتين وهو جالس)) متفق عليه.
وفي رواية عند ابن ماجه وأبي داود: ((فليسجد سجدتين قبل أن يسلم ثم ليسلم)).
وكذلك حديث عبدالله بن مسعود السابق، حيث جاء عند مسلم الأمر بالسجود مطلقًا بلفظ: ((إذا زاد الرجل أو نقص، فليسجد سجدتين)).
رابعًا: خلاصة موضع سجود السهو:
جواز السجود السهو قبل السلام، وبعده، لورود أحاديث مطلقة في موضع السجود.
لكن الأفضل التقيد بالمواضع التي سجد فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهي:
* قبل التسليم:
(1) نقص التشهد الأول، كما في حديث عبدالله بن بحينة - رضي الله عنه -، ومثله من نقص واجبًا من الصلاة، كالتسبيح في الركوع والسجود.
(2) شك ولم يترجح له شيء، فيبني على اليقين وهو الأقل، كما في حديث أبي سعيد، وعبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنهما -.
* بعد التسليم:
(1) نقص ركعة أو أكثر من الصلاة، كما في حديث أبي هريرة، وعمران بن حصين - رضي الله عنهم -.
(2) شك وترجح له شيء، كما في حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -.
ونلخصه فيما يلي:
جوازه قبل السلام وبعده، والأفضل أن السجود كلَّه قبل السلام، إلا في موضعين يكون بعد السلام، وهما:
1.إذا زاد في صلاته.
2.إذا شك، وبنى على غالب ظنه.
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه ومن تبع هديه.




الساعة الآن : 04:15 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 12.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 12.24 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.76%)]