وصايا لمن أراد الحج
وصايا لمن أراد الحج د. زيد بن محمد الرماني قال بعض السلف لمن ودّعه: اتق الله، فمن اتقى الله فلا وحشة عليه. وقال آخر لمن ودعه للحج: أوصيك بما وصّى به النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً حين ودّعه: اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن. وهذه وصية جامعة لخصال البِّر كلها. ولأبي الدرداء رضي الله عنه: يريد المرء أن يؤتى مناهُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ويأبى الله إلا ما أرادا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ومن أعظم ما يجب على الحاج اتقاؤه من الحرام وأن يطيب نفقته في الحج وأن لا يجعلها من كسب حرام. مات رجل في طريق مكة فحفروا له فدفنوه ونسوا الفأس في لحده فكشفوا عنه التراب ليأخذوا الفأس، فإذا رأسه وعنقه قد جمعا في حلقة الفأس، فردوا التراب عليه ورجعوا إلى أهله فسألوهم عنه فقالوا: صحب رجلاً فأخذ ماله فكان منه يحج ويغزو: إذا حججت بمال أصله سحت https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فما حججت ولكن حجّت العيرُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لا يقبل الله إلا كل طيبة https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ما كل مَنْ حجّ بيت الله مبرورُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ومما يجب اجتنابه على الحاج وبه يتم برُّ حجه أن لا يقصد بحجه رياء ولا سمعة ولا مباهاة ولا فخراً ولا خيلاء، لا يقصد به إلا وجه الله ورضوانه ويتواضع في حجه ويستكين ويخشع لربه. قال رجل لابن عمر رضي الله عنهما: ما أكثر الحاج، فقال ابن عمر: وما أقلهم ثم رأى رجلاً على بعير على رحل رث خطامه حبل فقال: لعل هذا، وقال شريح: الحاج قليل والركبان كثير، ما أكثر من يعمل الخير ولكن ما أقل الذين يريدون وجهه: خليليّ قُطّاع الفيافي إلى الحمى ♦♦♦ كثير وأما الواصلون قليلُ قال ابن عمر رضي الله عنهما لرجل رآه قد استظل في إحرامه: اضح لمن أحرمت له أي ابرز للضحى: أتاك الوافدون إليك شعثاً https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يسوقون المقلدة الصوافِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فكم من قاصد للرّب رغباً https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ورهباً بين منتعل وحافِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif رأى بعض الصالحين الحاج في وقت خروجهم، فوقف يبكي ويقول: واضعفاه، وينشد على أثر ذلك: فقلت دعوني واتباعي ركابكم ♦♦♦ أكن طوع أيديكم كما يفعل العبد ثم تنفس وقال: هذه حسرة من انقطع عن الوصول إلى البيت، فكيف تكون حسرة من انقطع عن الوصول إلى رب البيت؟ يحق لمن رأى الواصلين وهو منقطع أن يقلق ولمن شاهد السائرين إلى ديار الأحبة وهو قاعد أن يحزن. ينبغي للمنقطعين طلب الدعاء من الواصلين لتحصل المشاركة: ألا قل لزوار دار الحبيب https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif هنيئاً لكم في الجنان الخلود https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أفيضوا علينا من الماء فيضاً https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فنحن عطاش وأنتم ورود https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لئن سار القوم وقعدنا وقربوا وبعدنا فما يؤمننا أن نكون ممن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين: لله در ركائب سارت بهم https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif تطوي القفار الشاسعات على الدُّجا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif رحلوا إلى البيت الحرام وقد شجا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif قلب المتيم منهمو ما قد شجا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif نزلوا بباب يخيب نزيله https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وقلوبهم بين المخافة والرّجا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يا سائرين إلى البيت العتيق لقد https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif سرتم جسوماً وسرنا نحن أرواحا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إنا أقمنا على عذر وقد رحلوا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ومَنْ أقام على عذر كمن راحا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فربما سبق بعض مَنْ سار بقلبه وهمته وعزمه بعض السائرين ببدنه. قال عمر رضي الله عنه يوماً وهو بطريق مكة: تشعثون وتغبرون وتضحون، لا تريدون بذلك شيئاً من عرض الدنيا، ما نعلم سفراً خيراً من هذا، يعني الحج. |
الساعة الآن : 12:43 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour