نعم الرجل عبدالله لو كان يصلي من الليل
نعم الرجل عبدالله لو كان يصلي من الليل د. إبراهيم بن فهد بن إبراهيم الودعان عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ كَانَ الرَّجُلُ فِى حَيَاةِ النبي - صلى الله عليه وسلم - إِذَا رَأَى رُؤْيَا قَصَّهَا عَلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَرَى رُؤْيَا أَقُصُّهَا عَلَى النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ وَكُنْتُ غُلاَمًا شَابًّا عَزَبًا وَكُنْتُ أَنَامُ فِى الْمَسْجِدِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَرَأَيْتُ فِى النَّوْمِ كَأَنَّ مَلَكَيْنِ أَخَذَانِى فَذَهَبَا بِى إِلَى النَّارِ فَإِذَا هِىَ مَطْوِيَّةٌ كَطَىِّ الْبِئْرِ وَإِذَا لَهَا قَرْنَانِ كَقَرْنَىِ الْبِئْرِ وَإِذَا فِيهَا نَاسٌ قَدْ عَرَفْتُهُمْ فَجَعَلْتُ أَقُولُ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ - قَالَ - فَلَقِيَهُمَا مَلَكٌ فَقَالَ لِى لَن تُرَاعْ. فَقَصَمنهَا عَلَى حَفْصَةَ فَقَمنهَا حَفْصَةُ عَلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ النَّبِىُّ: «نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ لَوْ كَانَ يُصَلِّى مِنَ اللَّيْلِ». قَالَ سَالِمٌ فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بَعْدَ ذَلِكَ لاَ يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ إِلاَّ قَلِيلاً[1]. من فوائد الحديث: 1- رغم صغر هدا الصحابي إلا أنه كان يتمنى الخير، ويحترق على ذلك، حتى إنه في إحدى الروايات[2] يقول: لوكان فيك خير [يعني نفسه] لرأيت مثل ما يرى هؤلاء [يعني الصحابة الذين يرون الرؤى ويقصوفا على النبي - صلى الله عليه وسلم -]. فحقق الله له أمنيته. 2- تزكية النبي - صلى الله عليه وسلم - لهذا الصحابي، والثناء عليه مع أنه كان صغيرًا. 3- هذا الثناء من النبي - صلى الله عليه وسلم - لهذا الصحابي الصغير؛ أثر عليه في حياته بشكل إيجابي، حتى إنه كان لا ينام من الليل إلا قليلًا. 4- حرص الصحابة - رضي الله عنهم - على الخير، والمسارعة إليه، والتنافس فيه. 5- التأكيد من هذا الصحابي - رضي الله عنه - أنه كان غلامًا أي لم يبلغ الحلم، وشابًا أي: غضًا فتيًا نشيطًا، عزبًا أي غير متزوج، وليس عنده ارتباطات عائلية، ومسؤوليات أسرية، لذا فهو ينام في المسجد. 6- الهمة العالية لدي هذا الصحابي، والتي تجعل الصغير يكبر في عيون الآخرين. 7- كما أن الكبار يهتمون بالرؤيا، فكذلك الصغار لا يقلون عنهم في الاهتمام بها. 8- فضل قيام الليل، وأنه من أسباب النجاة من النار. 9- جواز تمني الرؤيا الصالحة ليعرف صاحبها ماله عند الله. 10- حياء ابن عمر من النبي - صلى الله عليه وسلم -، وذلك من أدبه. 11- جواز النبيابة في قص الرؤيا[3]، ولا حرج في ذلك، وهذا الحديث وغيره؛ رد على من يزعم من المعبرين أنه لا يصح سماع الرؤيا ولا تعبيرها إلا من صاحبها. قد يكون من الأفضل أن تسمع الرؤيا ممن رآها، لأنه أدرى بها، ولأن المعبر قد يسأل عن أشياء فيها، أو عن حال صاحبها، لكن هذا لا يمنع من أن يقص الرجل الرؤيا وهي ليست له، وتُعبّر، كحال ابن عمر حينما قصها على أخته حفصة، ثم هي بدورها قمنها على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم ينكر ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم. 12- أثر هذه الرؤيا في حياة هدا الصحابي الصغير، لقد غيرت من حياته، ونظرته للدنيا. 13- استجاب الله دعاء هذا الصحابي مع صغر سنه. [1] البخاري 1121، 3738، مسلم 2479. [2] البخاري 7028. [3] من 8- 11 مستفاد من عمدة القاري 11/250، 35/76. |
الساعة الآن : 09:30 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour