ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   فتاوى وأحكام منوعة (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=109)
-   -   حقيقة العلمانية (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=219833)

ابوالوليد المسلم 20-12-2019 09:37 PM

حقيقة العلمانية
 
حقيقة العلمانية
فتاوى علماء البلد الحرام



السؤال


ما العَلمانية؟ وما حكم الإسلام في أصحابها؟




الجواب:


العَلمانية مذهب جديد وحركة فاسدة، تهدف إلى فصل الدين عن الدولة والإِكْبَاب على الدنيا والانشغال بشهواتها وملذاتها، وجعلها هي الهدف الوحيد في هذه الحياة، ونسيان الدار الآخرة والغفلة عنها، وعدم الالتفات إلى الأعمال الأخروية، أو الاهتمام بها، وقد يصدق على العَلماني قول النبي صلى الله عليه وسلم: «تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَإِذَا شِيكَ فَلا انْتَقَشَ»[1].



وقد دخل في هذا الوصف كل من عاب شيئًا من تعاليم الإسلام قولًا أو فعلًا؛ فمن حكّم القوانين وألغى الأحكام الشرعية، فهو عَلماني، ومن أباح المحرمات كالزنى والخمور والأغاني والمعاملات الربوية، واعتقد أن منعها ضرر على الناس، وتحَجُّر لشيء فيه مصلحة نفسية، فهو عَلماني، ومن منع أو أنكر إقامة الحدود كقتل القاتل ورجم أو جلد الزاني والشارب أو قطع السارق أو المحارب، وادعى أن إقامتها تنافي المرونة، وأن فيها بشاعة وشناعة، فقد دخل في العلمانية.



أما حكم الإسلام فيهم؛ فقد قال تعالى في وصف اليهود: ﴿ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [البَقـَـرَة: 85]، فمن قبل ما يناسبه من الدِّين كالأحوال الشخصية وبعض العبادات ورَدَّ ما لا تهواه نفسه؛ دخل في الآية.



وهكذا يقول تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآْخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [هـُـود: 15، 16]، فالعلمانيون هدفهم جمع الدنيا والتلذذ بالشهوات ولو محرمة ولو منعت من الواجبات، فيدخلون في هذه الآية، وفي قوله تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاَهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا ﴾ [الإسـرَاء: 18]، ونحو ذلك من الآيات والأحاديث.والله أعلم.



الشيخ ابن جبرين - فتاوى في التوحيد (ص 39 - 40)





[1] البخاري (2887). و(الخَمِيصَة): ثوبٌ معلَّم من خَزٍّ أو صوف. و(شِيكَ): أي دخلت شوكة في جسمه. (فلا انتقش): أي فلا أخرجها بالمِنْقَاش. وهذا دعاء عليه بعدم الرحمة إذا وقع في البلاء.











الساعة الآن : 05:42 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 6.50 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 6.41 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.44%)]