ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الشعر والخواطر (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=30)
-   -   أَضْنَانِي هَمٌّ (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=217541)

ابوالوليد المسلم 24-11-2019 05:12 AM

أَضْنَانِي هَمٌّ
 
أَضْنَانِي هَمٌّ
عبد الستار المرسومي


أَضْنَانِي هَمٌّ فاشتَكاهُ كَيَانِي *** وَغَدا قَبيحاً يَستَبيحُ جَنَانِي
وَالدَّمْعُ مُنكَفِئٌ يَخُونُ بِمُقلَتِي *** وَالضلعُ مُحتَرِقٌ بِوَهجِ حَناني
وَالعَينُ تَحكِي مَا يَجُولُ بِخَاطِري *** لَو كَانَ يَفْهَمُها العدوُّ بَكَانِي
وَالقَلبُ مُنبَطِحٌ يَئِنُ وَلَوعَة ٌ*** في الرُّوحِ وَطأَتها تَرُّدُّ عَنانِي
أنا مِنبَرٌ لَو كَانَ غَيري شَاعِراَ *** نَظَمَ القريضَ فَحَفَّني وَرَثانِي
أو قَالَ نَثْراً مَا يُشيرُ مَجَازُهُ *** مِسْكِينُ هَذا وَهمُّهُ أشْجَانِي
أنا طَالبٌ للصَّبرِ مِنْ جَورِ الجَوَى *** والصَّبرُ مَلَّ جُنودُهُ فَجَفانِي
هَمّي كَبيرٌ مِثلُ سَيلٍ هَادر ٍ *** يَجتاحُ عُمري كَسَطوَة ِالسُّلطانِ
وَتَزاحَمَتْ في الصَّدر ِغَصّاتِ الأسَى *** كالرّاسِيات ِوَمُحكَمِ البُنيانِ
والجَّمرُ كبدي السَّقيمِ مُسَّعرٌ *** يَكويهِ حَتى أنْ يَقولَ:كَفَاني
في غُربتي السَّوداءُ أشكو حَالتِي *** فَلعلَّ حُزني أنْ يُزاحَ، عَساني
أنا بَحْرُ غَيض ٍمِنْ جَميعِ جِهاتِهِ *** لُجَجُ الظَّلامِ وَمَوجُهُ شَيطَانِي
أُلبسْتُ حُزناً مَا يُحالُ خَلاصُهُ *** شَوقاً لأهلِي وَرفقةِ الإخوانِ
مَنْ لي رَفيقاً أَستَجيرُ بِغُربَتي؟ *** لا الصَّبرُ يُجدي وَلا الصَّديقُ يَراني
حَتى مَتى يَغتالُني هَذا اللَّظى؟ *** أَواهُ مِنهُ شَكَوتُهُ وَشَكَانِي
وَاسْتَأسَدَ اللَّيلُ الطَّويلُ كَأَنهُ *** وَحشٌ تناهى نابهُ بِلِسَانِي
لا أُحسنُ النُطقَ السَّليمَ كَأنّني *** مَطبُوبُ مُنقَطِعُ المَقالِ تَرانِي
شَوقي لِريح ٍفي العِراقِ أَشُمُّها *** لَو كَانَ مِنها نُسيمةٌ تَغْشَانِي
شَوقِي لأمّيْ وَالعَواطِفُ مِرجَلٌ *** يَغلِي صَفِيراً كأنَّهُ يَنعَانِي
رَباهُ فارحَمْ مِنْ عِبادِكَ هَائِماً *** أَضناهُ شَوقٌ لِتُربِةِ الأَوطانِ
وأَعِدْ عَلينا مِنْ جَميلِ لِقائِنا *** أَيّامَ خيرٍ كَخُضرةِ الرَّيحان


الساعة الآن : 03:25 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 6.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 6.52 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.42%)]