عقوبة من فعل جرماً في مكة
عقوبة من فعل جرماً في مكة أ.د .أحمد الباتلي قال تعالى: (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم) [سورة الحج: 25]. قال ابن كثير([1]): أي من يهم فيه بأمر فظيع من المعاصي الكبار عامداً مستحلاً ما حرم الله من القتل أو الظلم فقد وجب له العذاب الأليم، ولذا استدل بعضهم بهذه الآية على تحريم الهمة بالسيئة في الحرم لأن الله قال: ومن يرد فيه.. الآية. ولذا لـمّا همّ أصحاب الفيل على تخريب البيت أرسل الله عليهم طيراً أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول، فجعلهم الله عبرة ونكالاً للأمم على مر التاريخ. وتوعد النبي صلى الله عليه وسلم من همّ بالإلحاد في الحرم: (لو أن رجلاً أراد فيه بإلحاد بظلم وهو بعدن أبيْن أذاقه الله من العذاب الأليم). رواه أحمد بسند صحيح. وعدنُ أبي على وزن أفعل: مخلافٌ باليمن نسبة إلى أبْين بن زُهير من سبأ كما ذكر ياقوت الحموي في معجم البلدان([2]). ولا يجوز حمل السلاح في مكة لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يحل أن يحمل السلاح بمكة) رواه مسلم. ولكن مع أن مكة بلد وحرّم النبي صلى الله عليه وسلم القتال فيها إلا أنه يستثنى من ذلك من كان باغياً عادياً على المسلمين فيجوز قتله. فإن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة عام الفتح وعلى رأسه المغفرُ فلما نزعه جاء رجل فقال: إن ابن خطل مُتعلقٌ بأستار الكعبة؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (اقتلوه). متفق عليه. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الحرم لا يعيذ عاصياً، ولا فاراً بدم). رواه الشيخان. ولنعلم جميعاً أنه حينما تعظم في نفوسنا حرمة بيت الله الحرام يتحقق الأمن في بيت الله العتيق فيؤدي الحجاج نسكهم في أمن وطمأنينة وسعادة وتنشرح صدورهم لأداء العبادات على الوجه الأكمل. نسأل الله أن يتقبل من الحجاج حجهم وأن يجعل حجهم مبروراً وسعيهم مشكوراً. أ.د. أحمد بن عبد الله الباتلي عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين وعضو الجمعية. |
الساعة الآن : 07:22 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour