ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=91)
-   -   شرح البيقونية: الغريب والمنقطع (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=210710)

ابوالوليد المسلم 27-08-2019 08:46 PM

شرح البيقونية: الغريب والمنقطع
 
شرح البيقونية: الغريب والمنقطع


إسلام محمود دربالة



أولًا: الغريب:
............... *** وقل: غريبٌ ما روى راوٍ فقطْ
الغريب لغةً: هو صفة مشبهة بمعنى المنفرد أو البعيد عن أقاربه.
اصطلاحًا: هو ما ينفرد بروايته راو واحد.
ويطلق كثير من العلماء على الغريب اسمًا آخر هو الفرد على أنهما مترادفان، وغاير بعض العلماء بينهما، فجعل كلًّا منهما نوعًا مستقلًّا[1]، وسيأتينا مزيد تفصيل عند شرح البيت الثالث والعشرين.
ثانيًا: المنقطع:
وكل ما لم يتصل بحالِ *** إسناده منقطع الأوصالِ
المنقطع لغة: اسم فاعل من الانقطاع ضد الاتصال[2].
اصطلاحًا: عند العلماء المتقدمين: ما لم يتصل إسناده على أي وجه كان انقطاعه[3].
وما استقر عليه الاصطلاح عند المتأخرين: "هو الحديث الذي لم يتصل إسناده بسبب سقوط راو أو أكثر في موضوع واحد أو أكثر بشرط عدم التوالي في السقوط"[4].
"فكل إسناد انقطع من أي مكان كان، سواء كان الانقطاع من أول الإسناد، أو من آخره أو من وسطه. فيدخل فيه على هذا: المرسل، والمعلق، والمعضل، لكن علماء المصطلح المتأخرين خصوا المنقطع بما لا تنطبق عليه صورة المرسل أو المعلق أو المعضل، وكذلك كان استعمال المتقدمين في الغالب. ولذلك قال النووي: وأكثر ما يستعمل في رواية من دون التابعي عن الصحابي، كمالك عن ابن عمر"[5].
أما المنقطع عند المتأخرين من أهل الحديث: فهو "ما لم يتصل إسناده مما لا يشمله اسم المرسل أو المعلق أو المعضل، فكأن المنقطع اسم عام لكل انقطاع في السند ما عدا صورًا ثلاثًا من صور الانقطاع، وهي:
حذف أول الإسناد.
أو حذف آخره.
أو حذف اثنين متواليين من أي مكان كان، وهذا هو الذي مشى عليه الحافظ ابن حجر في النخبة وشرحها"[6].
"ثم إنه قد يكون الانقطاع في مكان واحد من الإسناد، وقد يكون في أكثر من مكان واحد، كأن يكون الانقطاع في مكانين أو ثلاثة مثلًا"[7].
والظاهر أن ما مشي عليه الناظم هو اصطلاح المتقدمين، فقال:
وكل ما لم يتصل بحالِ *** إسناده منقطع الأوصالِ
"أي كل حديث أو كل إسناد، لكن الظاهر أن مراده كل حديث بدليل قوله: "لم يتصل بحال إسناده"؛ أي: إن كل حديث لم يتصل إسناده بأي حال من الأحوال، فإنه يسمى منقطعًا، وهذا بالمعنى العام"[8].
مثاله: "ما رواه أبو داود في سننه قال: حدثنا سليمان بن داود المهري، قال: أنبأنا ابن وهب عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب: أن عمر بن الخطاب قال وهو على المنبر: "يا أيها الناس، إن الرأي إنما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم مصيبًا؛ لأن الله كان يريه، وإنما هو منا الظن والتكلف".
قال الإمام المنذري: "وهذا منقطع، الزهري[9] لم يدرك عمر رضي الله عنه"[10].
حكم المنقطع:
"المنقطع ضعيف بالاتفاق بين العلماء، وذلك للجهل بحال الراوي المحذوف"[11].
الفرق بين المنقطع والمقطوع:
بينهما فرق، فالمنقطع من أوصاف الأسانيد والمقطوع من أوصاف المتون، وإن كان بعض أهل العلم تجوز، فأطلق المنقطع في موضع المقطوع والعكس.


[1] "تيسير مصطلح الحديث" ص (28).

[2] "تيسير مصطلح الحديث ص (77).

[3] "تيسير مصطلح الحديث ص (77).

[4] "التعليقات الأثرية" ص (47)، وانظر: "تدريب الراوي" ص (1/ 207).


[5] "التقريب والتيسير" مع "التدريب" (1/ 208)، وانظر: "تيسير مصطلح الحديث" ص (77).

[6] انظر: "نزهة النظر - مع النكت" (ص 99-103).

[7] "تيسير مصطلح الحديث" ص (77-78).

[8] "شرح البيقونية"؛ لابن عثيمين ص (91).

[9] الزهري: هو محمد بن شهاب الزهري المذكور في الإسناد بابن شهاب.

[10] "مختصر سنن أبي داود"؛ للمنذري (5/ 211).

[11] "تيسير مصطلح الحديث" ص (78).



الساعة الآن : 07:28 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 9.29 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 9.20 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.01%)]