ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الأخت المسلمة (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=45)
-   -   أرواح متآلفة وأخرى متنافرة (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=203983)

ابوالوليد المسلم 30-06-2019 07:28 PM

أرواح متآلفة وأخرى متنافرة
 
أرواح متآلفة وأخرى متنافرة


نهى فرج





القَبُول والشعور بالارتياح، وعلى النقيض النفور وعدم الراحة، هل هذه المشاعر إزاء الآخرين لا بُدَّ من أسباب لوجودها أو أنها بلا أسباب واضحة لدينا؟ هل نعرِف الشعور فقط ونجهَل سببه؟

قد تُقابلين يا بُنيتي أشخاصًا تشعُرين نحوهم بالأُلْفة وتُودِّين الاقترابَ منهم، ربما هذا القَبول للوهلة الأولى بلا أسبابٍ واضحةٍ أو مفسرة لديك سوى أنها راحة نفسية، لعلَّها ترجع إلى أمور ظاهرية؛ كهدوء الملامح أو أسلوب الكلام، ونبرة الصوت الدافئة أو الصادقة، ربما مجرَّد إحساس يجذبُك.

التواصُل والاحتكاك المستمرُّ من شأنه إيضاح وتفسير وربما إبصار السَّرِّ المخفي عنك سابقًا لهذا القَبول والارتياح.

قد تجدين يا حبيبتي بينكم نقاطَ التقاء تُقرِّبُكم، وتزيد من التواصُل الإيجابي بينك، قد تتساءلين: هل هذا يعني ضرورة أن يكون هناك اتِّفاقٌ في أغلبية القيم والمعتقدات حتى يتحقَّق القَبول؟


وعلى العكس هل مَنْ يختلفون في قِيَمِهم ومبادئهم وتفكيرهم لا بُدَّ مِن عدم تواصُلهم؟
وجود بعض القيم والمبادئ والمعتقدات المشتركة من شأنه دَعْم الصِّلة بينكم وتقويتها، وحتمًا يا حبيبتي أنكِ لن تجدي مَنْ يتَّفق معكِ في كل ما تَعتقدينه في أمور الدنيا، أو في كل أفكارِكِ وآرائكِ، ولكن توافُر بعض التشابُه يكفي لوجود ما يُثْقِل علاقتكم.

هذا لا يتنافى مع مفهوم التكامُل بين البَشَر، فهناك بعض الاختلافات والتبايُنات في الاهتمامات والهوايات، وكذلك الفروقات في القُدْرات والطاقات مع مَنْ تتواصلين معهم، هذه الاختلافات ليست مُؤثِّرةً على التواصُل بينكم؛ لأنها ليست في الأصول أو الجذور الأساسية؛ إنما هي بمثابة الفرعيَّات الثانوية، وبالتالي وجودها لن يُؤثِّرَ على محبَّتِكم وصلتكم الطيبة.


في رحلة حياتِكِ ستجدين رُوحَكِ تقترب وتتلاقى مع مَنْ يُشبهها، وآخرين تشعُرين نحوهم بالغُرْبة، فتَبعدين عنهم.


مَنْ تتألَّفين معهم يا حبيبتي، كوني لهم خير الصديقة الساحبة إلى الخير، وتعلَّمي منهم واستفيدي ممَّا أنعم الله عليهم من خِصال وسِيما طيبة، وأمَّا مَنْ تتنافرين معهم، فليكن انسحابًا وبُعْدًا يُصاحِبُه لينٌ، فما أدراكِ هل سيكون بينكم لقاء وتواصُل من جديد أو لا؟ أو لعلَّ هذا النُّفور يتبدَّل بعد حين إلى تآلُفٍ وقُرْبٍ وأنتِ لا تعلمين.






الساعة الآن : 08:03 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 6.05 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 5.95 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.55%)]