ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الشعر والخواطر (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=30)
-   -   واخلعْ نِعالَكَ عند وَطْءِ تُرابِها (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=203260)

ابوالوليد المسلم 22-06-2019 02:04 AM

واخلعْ نِعالَكَ عند وَطْءِ تُرابِها
 
واخلعْ نِعالَكَ عند وَطْءِ تُرابِها
ثريا نبوي


أرأيتَ مَن زرعوا بذورَ الدَّاءِ *** ورَمَوا عُيونَ الفِقْهِ بالظلْماءِ؟

رَسموا الفتاوَى عارياتٍ، لَوَّنوا *** ثوبًا يُرامُ بمنطِقِ الحِرَباءِ
تَخذوا الإلهَ هوًى هوَى بِهِمُ إلى *** قِيعانِ دَرْكٍ كالحِ الإيواءِ
صاروا بَيادِقَ لا ظلالَ لرأيها *** وتناكبوا طُرُقًا إلى العلياءِ
صَدِئتْ مفاتيحُ "الزوايا"..يُسِّرَتْ *** للعنكبوتِ مَناسِجُ العَدَّاءِ
ويَمامةُ الأيْكِ استَتَبَّ لها المَقا *** مُ على المَآذِنِ في حِمَى العُرَفاءِ
رفعوا عصا التأديبِ فوق رؤوسِنا *** يستحمِرونَ الخَلْقَ في الأرجاءِ
لاموا الضحيَّةَ قدَّسوا مَن سامَها *** سُوءَ العذابِ..مرارةَ الأدواءِ
عزلوا الضحيةَ فوَّضوا جلاّدَها *** ويدًا مُلوَّثةً بسيلِ دماءِ
عزفوا ترانيمَ الجُمودِ.. ترنَّموا *** و"العِزُّ" أورَقَ في رُبى الفيْحاءِ*
فوق المنابرِ كان داعيةُ الأُلَى *** لا تَجتبيهِ مَحاضِنُ الإغواءِ
ومضى يُخَضِّبُ كَفَّهُ بكرامةٍ *** تعلو على كَفِّ الغِوَى المِعطاءِ
يدعو بعزٍّ للمُناصِرِ دينَهُ *** وبِذُلِّ عاصٍ تحت ظلِّ سماءِ
فالمسجدُ الأُمَويُّ يزأرُ مادِحًا *** أكرِمْ بصيحةِ أشجعِ العُلماءِ
حتى إذا نَفَثَ الوُشاةُ سمومَهم *** سُمِلَتْ عيونُ الخُطبةِ العصماءِ
وهديرُ باديةِ الشآمِ يؤزُّها *** ومُزَلْزِلٌ ما كان مِن إقصاءِ
والنيلُ صادٍ، والضِّفافُ يشوقُها *** غَيْمٌ يُرَوِّي قاحِلَ الأصداءِ
سَلْ بائعَ الأمراءِ عمَّا كان مِن *** عَبَقِ التدَبُّرِ يانعِ الأشذاءِ
عن شامةِ التاريخِ عن تاجٍ على *** رأسِ الزمانِ ودُرَّةِ الأنباءِ
شهِدتْ له حربُ المغولِ.. أميرُها *** المَعتوقُ يُلْجِمُ سطوةَ الأعداءِ
سألوا "رُدَينَةَ" مِن جميلِ رِماحِها *** فاستُمهِرتْ بخزائنِ الأمراءِ
يا عَينَ جالوتَ احفظي ما كان مِن *** كُحلٍ يُداوي رَمْدَةَ العمياءِ
صَهَلَتْ مَهاري الحَربِ وانشقَّ المَدى *** والنَّصرُ جاءَ بِعودةِ العَنقاءِ
عَجِّلْ بِتَوبٍ يا فصيحُ ونَقِّها *** مِن شارداتِ اللغوِ والإفتاءِ
ذهبَ الخوارِجُ بالعُقوقِ إلى مَدًى *** لا ترتضيهِ طبائعُ العُقلاءِ
فاسْحقْ فتاواكَ المُعلَّبةَ التي *** رَسمتْ خرائطَ ظُلمةِ الإفناءِ
نَكِّسْ شِعاراتِ الجَنائزِ وانتَبِهْ *** ما عادَ للتطويعِ غيرُ مُرائي
فالعُشْبُ تلفحُهُ الشموسُ وما انحنتْ *** هاماتُهُ لقساوةِ الرَّمْضاءِ
والسَّهمُ إنْ أطلقْتَهُ وتَحرَّرا *** أتَظلُّ تَرجو عَودَهُ لِوَراءِ؟
وانظُرْ لرابعةٍ وخامسةٍ غَدَا *** عَصْفُ الخُزامَى مَصرعَ الدُّخلاءِ
واخلعْ نِعالَكَ عند وَطْءِ تُرابِها *** فالمِسْكُ فيها مِن دِمَا الشُّهداءِ
واغسِلْ هَوانَكَ تحت أوَّلِ غَيْمةٍ *** فالقَطْرُ عن دَنَسِ السياسةِ نائي
وامْشِ الهُوَيْنى فوقَ نبْضِ جراحِنا *** ذَهَبَتْ رياحُ مَمالكِ الأهواءِ
ـــــــــــــــــــ

* هو العزُّ بنُ عبد السلام؛ بائعُ الأمراء وخطيب وإمام المسجدِ الأمَويّ بدمشق قبل ترحيله إلى مصر


الساعة الآن : 05:38 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 9.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 9.09 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.02%)]