ملتقى الشفاء الإسلامي - سلسلة ( نساء في سوق العمل)

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تحية طيبة للجميع
منذ فترة، كنا نحتاج سكرتيرة جديدة في الشركة، وبدأت الطلبات تتوالى لنساء وفتيات يردن العمل بالوظيفة المطلوبة.
وسأبدأ بأكثر القصص التي أثرت بي خلال سماعها في المقابلات التي كنت أجريها معهن، حسب مواعيد مسبقة تبعاً للمؤهلات وسنين الخبرة واستبعاد الأقل كفاءة لاستلام الوظيفة الشاغرة.
وأكثر من أثرت بي هي التي ما كنت لأقبلها ضمن المقابلات حسب السيرة الذاتية المقدمة لأنها لم تدرس تخصص سكرتيرة وليس لديها الخبرة اللازمة، و لكنها اتصلت وطلبت أن أعطيها فرصة للعمل، وهذا ما كان.
حضرت سيدة لا تتجاوز 25 عاماً، درست عامين في أحدى الجامعات (برمجة كومبيوتر)، وتركت الدراسة لزواجها. وبعد أن تم الطلاق منذ أشهر قليلة، تبحث عن عمل، وبدأت تخبرني بما حصل معها لأنها أرادت ذلك.
قالت أنها تزوجت بالطريقة التقليدية من خلال الأم، وأنه مع الوقت أصبح يحبها وتحبه، وأنجبا طفلتين في سنينهما الأولى، ولسبب حصل معها، لم تعد قادرة على أنجاب مزيد من الأولاد، فإذا بزوجها أتى إليها وقال أنه يريد أن يكون عنده أسرة كبيرة، ولا يكفيه مجرد الفتاتين ويريد الزواج من أجل الأولاد.
وسألها الموافقة قائلاً انك ستبقين في بيتك أنت وبناتك، والزوجة الثانية في بيت آخر، فوافقت حتى لا تحرمه الأولاد كما يريد، فإذا به بعد أيام أتى وقال أنه غير قادر أن يفتح بيت آخر، فهل ترضى بأن تسكن معها الزوجة الثانية؟ وهنا لم يكن بمقدورها أن تتحمل، فطلبت الطلاق على أن تبقى البنتين معها فوافق.
ولكن بعد زواجه، طلب الفتاتين فوافقت لأن ظروف أهلها المادية صعبة جداً، وهي تريد متابعة دراستها بعد الطلاق، من المبلغ المقبوض من مؤخر طلاقها، فتعمل بعد سنتين في اختصاصها، براتب أكبر، وتستطيع أن تدافع عن بناتها وهي أقوى ماديا، وتم الإتفاق في المحكمة أن تبقيا معها يوما الإجازة الأسبوعية(السبت والأحد)، وكان كل شيء بخير.
ولكن ما حصل أن والدها مرض و احتاج عملية، فدفعت المبلغ لعملية والدها وأجلت حلمها الجميل في متابعة دراستها. فقررت العمل مدة عام، لتؤمن مصاريف الجامعة.

المقابلة كانت الجمعة ولم أعلق عليه بأكثر من أن كل ما يحصل لنا خير ان شاءالله، و لأنها أخذت من وقت أخريات أعطيتها موعدا الإثنين صباحاً ان شاءالله، و لم تأتِ في موعدها، وعند سؤالها عن السبب، قالت أن موعد وجود ابنتيها معها كان مقرراً يوما السبت والأحد، ولم يرسلهما، فاتصلت عند أهله، قالوا أنه سافر وطلب عدم ارسال الصغيرتين حتى يعود، فجاءت تبكي.. و تأخرت لذهابها للمحكمة لعرض الأمر.

سألتها ألم تحاولي البحث عن عمل أخر غير هذه الشركة، قالت: مرة واحدة منذ أيام، مؤسسة صغيرة تحتاج لموظفة على الصندوق (cashier)، وعندما تحدثت مع صاحب العمل, وأخبرته أني مطلقة، أبتسم وظهر في عينيه السعادة كوني مطلقة، وقال على الفور، ستستلمين الوظيفة وبراتب أكبر من الموظفة التي قبلك، فتركت المكان ولم تعد إليه، لأنها عرفت من أسلوبه وبسمته الغير بريئة ما ذهب إليه خياله أنها ممكن تكون أسهل من غيرها لا لشيء إلا لأنها أصبحت مطلقة.
وأضافت لهذا عندما عرفت أن المسؤولة عني في العمل ستكون (أنثى و ليس ذكر) تنفست الصعداء علي لا أتعرض لموقف مماثل من رجال لن يروا بي من اليوم وصاعدا سوى مطلقة.
هذه قصة المرأة، تزوجت وطُلقت سريعاً، تخلت عن ابنتيها لظروف مادية، أصبحت تخاف سوق العمل بسبب موقف من رجل لا يخاف ربه، تريد أن تشعر بقوتها بمتابعة دراستها و تحسين مستواها المالي وهدفها واحد أن تراها ابنتيها قوية وليست تلك الأم الضعيفة التي لا تستطيع حمايتهما وحدها الآن).
هذا نموذج لسيدة عرفته من خلال طلب وظيفي و سأكتب النماذج تباعاً، وهي حالات ممكن أن تتعرض لها بناتنا و أخواتنا و أي واحدة منّا يوماً.
أرجو أن تقرأ القصص التي سأكتبها تباعاً كل فتاة تفكر أن تترك دراستها من أجل زواج سريع وتخاف أن يفوتها قطار الزواج، وتترك سلاح العلم الذي قد يحميها من ظروف قد تتعرض لها، و كل امرأة تفكر أن تطلب الطلاق، و كل أنثى تخشى أن تجد يوماً أنوثتها عرضة لمثل ذاك الرجل الضعيف النفس الذي لا يخاف ربه..
سأنتظر مشاركاتكم الطيبة، و أرجو أن لا يعتبر الرجال الموضوع أنثوي، علنا نساعد نساء قد يقرأن الموضوع ولديهن بعض الظروف المشابهة.

عذرا للإطالة، و لكني أردت أن أطرح الموضوع كاملاً كما تحدثت به المرأة.

مجرد ابتسامة: مدير قال لسكرتيرته، ما بيكفي من يومين اشتريت لك سيارة وقبلها طقم ألماس ومبارح معطف فرو، واليوم عم تطلبي آلة كاتبة كمان..:) .

و السلام ختام و خير الكلام و الصلاة والسلام على رسول الله
أختكم في الله / نهى:_11: