غربة أهل السنة ..!
الحمدُ لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : _ فإنّ أهل السُنة والجماعة هم الطائفة الناجية المنصورة ، وهم الذين صَلُحت قلوبُهم بالاعتقاد الصحيح ، وصَلُحت أعمالُهم وأخلاقهم وسلوكياتهم باتباع الهدي القويم (هدي سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم) . _ هم أبعد الناس عن الأهواء في العلم والعمل ، وأيسرهم طريقةً في فهم الدين ، وأشدهم شفقةً ورحمةً على المُسلمين ، ليسوا جماعةً أو حزباً أو تنظيم . _ هم أبعدُ الناس عن الشقاق والاختلاف ، وأرغبُهم في الاجتماع والائتلاف ، وأحلمُ الناس عند فتنةٍ ، وهم منصات النجاةِ وأطواقها ،جعل الله تعالى في أقوالهم حكمة وفي بقائهم في الأرض خيراً وبركةً ،وليس ذلك لوجاهة أشخاصهم إنما ببركة اتباعهم وانقيادهم للقرآن الكريم والسُنة المُطهرة . _ ولما كَثُرَ الأدعياء لهذا المنهج ، وادعى كلُ ذي هوىً مُضلٍ ( اتباع القرآن والسُنة) كانت العلامة الفارقة والأمَارةِ الواضحة بين أهل السُنّة وبين أصحاب الأهواء على (اختلافهم وكثرتهم ) … القرآنُ والسُنة بفهم سلف الأمة – صحابة النبي صلى الله عليه وسلم – قال تعالى { وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا } _ وسبيل الصحابة في فهم الدين هو سبيل المؤمنين ( لأنهم هم المُخاطبون بالقرآن ابتداءاً وعليهم نزل ) وهذا ما شهد به ابن مسعود رضي الله عنه في شأن صحابة النبي – صلى الله عليه وسلم – حيث قال: (مَنْ كَانَ مُسْتَنًّا فليستن بِمَنْ قَدْ مَاتَ فَإِنَّ الْحَيَّ لَا تُؤْمَنُ عَلَيْهِ الْفِتْنَةُ ، أُولَئِكَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا أَفْضَلَ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبَرَّهَا قُلُوبًا وَأَعْمَقَهَا عِلْمًا وَأَقَلَّهَا تَكَلُّفًا اخْتَارَهُمُ اللَّهُ لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ وَلِإِقَامَةِ دِينِهِ فَاعْرِفُوا لَهُمْ فَضْلَهُمْ وَاتَّبِعُوهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ وَتَمَسَّكُوا بِمَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ أَخْلَاقِهِمْ وَسِيَرِهِمْ فَإِنَّهُمْ كَانُوا عَلَى الْهَدْيِ الْمُسْتَقِيمِ ] http://sl.glitter-graphics.net/pub/2...glioh2tbdx.gif والأدلةعلى فضل صحابة النبي واستحقاقهم الإمامة في الدين في القرآن كثيرة . _ فلما اتضحت هذه العلامة وارتفعت هذه الأمارة حتى صارت كالمنارة اختلف الناس وتمايز أهلُ السُنة على قلتهم عن أهل الشقاق والنفاق والشُبهاتِ والأهواء وانقسمت الأمة إلى فرقٍ مختلفة حكم النبيُ على جميعها بالنار إلا واحدة كما قال صلى الله عليه وسلم : [ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة ، وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين، ثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة وهي الجماعة] وقد فسرالنبيُ صلى الله عليه وسلم الجماعة بقوله (هي ما أنا عليه وأصحابي). فاستحكمت الغُربة على أهل السُنّة بين أهل الإسلام وصدق فيهم قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم : «بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ» فكانت نسبة أهل السُنّة المُتمسكين بالدين ، كنسبة أهل الإسلام بين الكفار والمشركين كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود . وهذا ما بينه النبيُ – صلى الله عليه وسلم – في الصحيحين (البخاري ومسلم) واللفظُ للبخاري ، في حديثٍ يحملُ بين طياته الخوف والنذارة ، والرجاء والبشارة فعن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ القِيَامَةِ: يَا آدَمُ، يَقُولُ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ، فَيُنَادَى بِصَوْتٍ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُخْرِجَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ بَعْثًا إِلَى النَّارِ، قَالَ: يَا رَبِّ وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟ قَالَ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ – أُرَاهُ قَالَ – تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ، فَحِينَئِذٍ تَضَعُ الحَامِلُ حَمْلَهَا، وَيَشِيبُ الوَلِيدُ، وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى، وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ” فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ حَتَّى تَغَيَّرَتْ وُجُوهُهُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ، وَمِنْكُمْ وَاحِدٌ، ثُمَّ أَنْتُمْ فِي النَّاسِ كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جَنْبِ الثَّوْرِ الأَبْيَضِ – أَوْ كَالشَّعْرَةِ البَيْضَاءِ فِي جَنْبِ الثَّوْرِ الأَسْوَدِ – وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الجَنَّةِ» فَكَبَّرْنَا، ثُمَّ قَالَ: «ثُلُثَ أَهْلِ الجَنَّةِ» فَكَبَّرْنَا، ثُمَّ قَالَ: «شَطْرَ أَهْلِ الجَنَّةِ» فَكَبَّرْنَا . http://i320.photobucket.com/albums/n...awasel0007.gif فاللهم أحينا على التوحيدِ والإيمانِ والسُنّةِ وتوفنّا عليهم يا كريم … |
رد: غربة أهل السنة ..!
جزاك الله خيرا .
وأسأل الله لك الهداية والتوفيق |
رد: غربة أهل السنة ..!
اقتباس:
وجزاكم ,, واللهم آمين لصالح دعائكم..ولكم بمثل ما دعوتم’, |
رد: غربة أهل السنة ..!
فأهل الإسلام بين أكثر الناس غرباء، وأهل الإيمان بين أهل الإسلام غرباء، وأهل العلم في المؤمنين غرباء، وأهل السنة الذين تميزوا بها عن الأهواء والبدع، فيهم غرباء، والدّعون إليها، الصابرون على أذى المخالفين لهم، أشد غربة. ولكن هؤلاء هم أهل الله حقا، فلا غربة عليهم، وإنما غربتهم بين الأكثرين، قال تعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [سورة الأنعام آية : 116]. فأولئك هم الغرباء، من الله ورسوله ودينه، وغربتهم هي الغربة الموحشة، وإن كانوا هم المعروفين المشار إليهم; فالغربة ثلاثة أنواع: غربة أهل الله; وأهل سنة رسوله بين هذا الخلق; وهذه الغربة هي التي مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبر عن الدين الذي جاء به أنه بدأ غريبا، وسيعود غريبا كما بدأ، وأن أهله يصيرون غرباء. وقال الحسن: المؤمن في الدنيا كالغريب لا يجزع من ذلها، ولا ينافس في عزها، للناس حال وله حال. ومن صفات هؤلاء الغرباء، الذين غبطهم النبي صلى الله عليه وسلم: التمسك بالسنة إذا رغب عنها الناس، وترك ما أحدثوه وإن كان هو المعروف عندهم، وتجريد التوحيد وإن أنكر ذلك أكثر الناس، وترك الانتساب إلى أحد غير الله ورسوله، لا صديق ولا مذهب ولا طائفة. بل هؤلاء الغرباء ينتسبون إلى الله تعالى بالعبودية له وحده، وإلى رسوله بالاتباع لما جاء به وحده؛ وهؤلاء هم القابضون على الجمر، فلغربتهم بين هذا الخلق يعدونهم أهل شذوذ، وأهل بدعة ومفارقة للسواد الأعظم، والله المستعان... |
رد: غربة أهل السنة ..!
جزاك الله خيرا وبارك فيك |
الساعة الآن : 09:48 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour