ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   علامات الرياء (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=160689)

بــيآرق النصـــر 26-03-2015 10:36 PM

علامات الرياء
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

السؤال :
المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أبعد الناس عن الرياء ، فكيف للواحد منّا إذاً أن يعرف ما إذا كان يرائي أم لا، سواء في عبادته أو في الأمور العادية ، خصوصاً وأن الرياء كما جاء في الحديث أخفى من النملة السوداء على الحجر الأسود في الليلة الظلماء ؟


الجواب :
الحمد لله
الرياء من أعظم الأمراض التي تصيب القلب ، وقد روى أحمد (23630) عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ : " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ ) ، قَالُوا: وَمَا الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ ، قَالَ: ( الرِّيَاءُ، يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : إِذَا جُزِيَ النَّاسُ بِأَعْمَالِهِمْ : اذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاءُونَ فِي الدُّنْيَا فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً ) وحسنه محققو المسند .
والواجب على المسلم أن يجتهد في إخلاص العمل لله ، والبعد عن الرياء .



وهناك علامات وأمارات على الرياء ، فإذا وجد العبد بعضها ، وجب عليه أن يراجع نفسه ويصحح نيته وقصده ، فمن ذلك
:

- تحسين العمل وتزيينه لما يرى من نظر الناس إليه ، فهو يحسنه لأجل نظر الناس ، لا لله ، فإذا كان يحسن العمل أمام الناس ، ويسيئه إذا خلا : فهو مراء .
وقد روى ابن ماجة (4204) عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ :
" خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ ، فَقَالَ: ( أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا هُوَ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ عِنْدِي مِنَ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ ؟) ، قَالَ: قُلْنَا: بَلَى، فَقَالَ: ( الشِّرْكُ الْخَفِيُّ، أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ يُصَلِّي، فَيُزَيِّنُ صَلَاتَهُ، لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ رَجُلٍ) . وحسنه الألباني في "صحيح ابن ماجة" .

- أن يعمل العمل يطلب به مدح الناس وثناءهم عليه ، فيكون طلبُ مدحِ الناس له أحدَ دوافعه على هذا العمل .

- العمل لأجل ما عند الناس ، أو خوف ما عندهم .
قال ابن القيم رحمه الله :
" الرِّيَاءُ الْمَذْمُومُ : أَنْ يَكُونَ الْبَاعِثُ قَصْدَ التَّعْظِيمِ وَالْمَدْحِ، وَالرَّغْبَةَ فِيمَا عِنْدَ مَنْ تُرَائِيهِ ، أَوِ الرَّهْبَةَ مِنْهُ " انتهى من "مدارج السالكين" (2/ 83) .

وقال أيضا :
" لَا يجْتَمع الْإِخْلَاص فِي الْقلب ومحبة الْمَدْح وَالثنَاء ، والطمع فِيمَا عِنْد النَّاس إِلَّا كَمَا يجْتَمع المَاء وَالنَّار ، فَإِذا حدثتك نَفسك بِطَلَب الْإِخْلَاص ،
فَأقبل على الطمع أَولا فاذبحه بسكين الْيَأْس، وَأَقْبل على الْمَدْح وَالثنَاء ، فازهد فيهمَا زهد عشّاق الدُّنْيَا فِي الْآخِرَة ، فَإِذا استقام لَك ذبح الطمع ، والزهدُ فِي الثَّنَاء والمدح: سهل عَلَيْك الْإِخْلَاص " انتهى من "الفوائد" (ص 149) .



أما من عمل العمل لله ثم مدحه الناس عليه ، فسره ذلك ، فليس ذلك من الرياء .
قال الشيخ عبد الرحمن السحيم حفظه الله :
" علامة الرياء حُبّ الثناء ، والتطلّع إلى مدح المخلوقين ، وكون النية مَشُوبة بِغرَضٍ دنيويّ ، ومحاولة الإنسان إظهار نفسه ، ونِسبَة نفسه دائما إلى الكمال ، ونسيان عيوبها .

أما أن تَسُرّ الإنسان حسَنَته ، أو يَعمل العَمَل فيُثنى عليه به بعد ذلك ، فيسرّه ؛ فليس هذا من الرياء ، ولا هو قادِح في الإخلاص " انتهى .


وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
"
الرياء : هو أن يعمل الإنسان العمل الصالح لأجل أن يراه الناس فيمدحوه ، وهو محبط للعمل ، وموجب للعقاب ، وهو شيء في القلب ، وقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم الشرك الخفي .

ومن علاماته: أن ينشط الإنسان في العمل إذا كان يراه الناس ، وإذا كانوا لا يرونه ؛ ترك العمل .

والذي يبتلى بالرياء
: يُنصح بالخوف من الله ، ويذكر باطلاع الله على ما في قلبه ، وشدة عقوبته للمرائين ، وبأن عمله سيكون تعبا بلا فائدة ، وبأن الناس الذين عمل من أجل مدحهم سيذمونه ويمقتونه ولا ينفعونه بشيء "
انتهى من " المنتقى من فتاوى الفوزان " (12 /4) .


فإذا وجد العبد شيئا من ذلك فليحذر وليصحح نيته وليتب إلى ربه . وإن لم يجد شيئا من ذلك فلا يفتح باب الوسواس على نفسه .

وإذا أخلص العبد لله تعالى ، فإن الله تعالى يعينه على الإخلاص ويدفع عنه الرياء .
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ: " إِذَا أَخْلَصَ الْعَبْدُ انْقَطَعَتْ عَنْهُ كَثْرَةُ الْوَسَاوِسِ وَالرِّيَاءِ ".
انتهى من "مدارج السالكين" (2/ 92) .


أما حديث : (الشِّرْكُ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ الذَّرِّ عَلَى الصَّفَا فِي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ) فرواه الحاكم (3148) من حديث عائشة رضي الله عنها ، وهو حديث ضعيف جدا ، انظر : "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (3755) .

ولكن صح بلفظ : (الشِّرْكُ فِيكُمْ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ) رواه البخاري في الأدب المفرد (716) ،
وصححه الألباني في "صحيح الأدب المفرد" .


والله تعالى أعلم .


موقع الإسلام سؤال وجواب
















على خطى السلف 10-04-2015 04:45 PM

رد: علامات الرياء
 
بارك الله فيك ونفع بك

بــيآرق النصـــر 12-04-2015 09:43 AM

رد: علامات الرياء
 
وفيكِ بارك الله اختنا الكريمة,,







الساعة الآن : 10:13 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 10.20 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 10.02 كيلو بايت... تم توفير 0.18 كيلو بايت...بمعدل (1.74%)]