ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   حقيقة المعركة وطبيعتها بين الإسلام والجاهلية (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=151440)

ابو هاله 30-12-2012 06:18 PM

حقيقة المعركة وطبيعتها بين الإسلام والجاهلية
 
حقيقة المعركة وطبيعتها بين الإسلام والجاهلية

(وقال الذين كفروا لرسلهم:لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا)!

هنا تتجلى حقيقة المعركة وطبيعتها بين الإسلام والجاهلية . .
إن الجاهلية لا ترضى من الإسلام أن يكون له كيان مستقل عنها . ولا تطيق
أن يكون له وجود خارج عن وجودها . وهي لا تسالم الإسلام حتى لو سالمها .
فالإسلام لا بد أن يبدو في صورة تجمع حركي مستقل بقيادة مستقلة وولاء مستقل
وهذا ما لا تطيقه الجاهلية .
لذلك لا يطلب الذين كفروا من رسلهم مجرد أن يكفوا عن دعوتهم ; ولكن يطلبون منهم أن يعودوا في ملتهم , وأن يندمجوا في تجمعهم الجاهلي , وأن يذوبوا في مجتمعهم فلا يبقى لهم كيان مستقل . وهذا ما تأباه طبيعة هذا الدين لأهله , وما يرفضه الرسل من ثم ويأبونه ,
فما ينبغي لمسلم أن يندمج في التجمع الجاهلي مرة أخرى . .

وعندما تسفر القوة الغاشمة عن وجهها الصلد لا يبقى مجال لدعوة , ولا يبقى مجال لحجة ; ولا يسلم الله الرسل إلى الجاهلية . .

إن التجمع الجاهلي - بطبيعة تركيبه العضوي - لا يسمح لعنصر مسلم أن يعمل من داخله , إلا أن يكون عمل المسلم وجهده وطاقته لحساب التجمع الجاهلي , ولتوطيد جاهليته ! والذين يخيل إليهم أنهم قادرون على العمل لدينهم من خلال التسرب في المجتمع الجاهلي , والتميع في تشكيلاته وأجهزته هم ناس لا يدركون الطبيعة العضوية للمجتمع . هذه الطبيعة التي ترغم كل فرد داخل المجتمع أن يعمل لحساب هذا المجتمع ولحساب منهجه وتصوره . . لذلك يرفض الرسل الكرام أن يعودوا في ملة قومهم بعد إذ نجاهم الله منها . .
........................................
وهنا تتدخل القوة الكبرى فتضرب ضربتها المدمرة القاضية التي لا تقف لها قوة البشر المهازيل , وإن كانوا طغاة متجبرين:

(فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين . ولنسكننكم الأرض من بعدهم . ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد).

ولا بد أن ندرك أن تدخل القوة الكبرى للفصل بين الرسل وقومهم إنما يكون دائما بعد مفاصلة الرسل لقومهم . .
بعد أن يرفض المسلمون أن يعودوا إلى ملة قومهم بعد إذ نجاهم الله منها . . وبعد أن يصروا على تميزهم بدينهم وبتجمعهم الإسلامي الخاص بقيادته الخاصة . وبعد أن يفاصلوا قومهم على أساس العقيدة فينقسم القوم الواحد إلى أمتين مختلفتين عقيدة ومنهجا وقيادة وتجمعا . .
عندئذ تتدخل القوة الكبرى لتضرب ضربتها الفاصلة ولتدمر على الطواغيت الذين يتهددون المؤمنين ولتمكن للمؤمنين في الأرض , ولتحقق وعد الله لرسله بالنصر والتمكين . . .
ولا يكون هذا التدخل أبدا والمسلمون متميعون في المجتمع الجاهلي عاملون من خلال أوضاعه وتشكيلاته , غير منفصلين عنه ولا متميزين بتجمع حركي مستقل وقيادة إسلامية مستقلة .
صاحب الظلال رحمه الله تعالى



أم اسراء 30-12-2012 06:42 PM

رد: حقيقة المعركة وطبيعتها بين الإسلام والجاهلية
 
جزاكم الله خيرا

ومرحبا بعودتكم أخى الفاضل


ابو هاله 08-01-2013 02:04 PM

رد: حقيقة المعركة وطبيعتها بين الإسلام والجاهلية
 
[quote=أم اسراء;1348931]
جزاكم الله خيرا
وجزاكم بمثله اختنا الفاضله ام اسراء
ومرحبا بعودتكم أخى الفاضل
ربنا يكرمك اختنا الفاضله



الساعة الآن : 05:44 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 7.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 7.06 كيلو بايت... تم توفير 0.18 كيلو بايت...بمعدل (2.46%)]