هم الاحياء ونحن الاموات
لا نقول سقط شهيدا بل نقول ( سما وارتقى شهيدا ) فالشهيد لايسقط بل يرتفع الى الملأ الأعلى الى عليين حيث الجنات العلى وجوار رب العالمين جوار الرحمن الرحيم .. جوارالحى القيوم ..جوارالمنان الحنان .. نعم فكل مظلوم .. مقهور .. محروم .. مذلول يحتاج الى ان تمتد اليه يد العون تلامسه بالحنان .. فما بال المرء منا اذا واساه ربه وشمله برحمته واحتضنه بحنانه ولك ان تتخيل ان رب العزة سبحانه يستقبلك بعد رحلة عناء وعذاب وآلام .. رحلة ظلم وقهر وفقر وحرمان .. رحلة ذل وتعب وشقاء ليربض على كتفك ويهدأ من روعك ويدخلك فى أمنه ويلقى عليك محبته وسكينته ويقر عينك بما لاتراه من ذى قبل .. وأذنك بما لا تسمعه من ذى قبل .. وبما لايخطر ببالك ولاعلى قلبك من ذى قبل .. نعم فالشهداء فى مقعد صدق عند مليك عزيز مقتدر.

لذلك فقد قلت نحن الاموات وهم الاحياء لان الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر .. فالمؤمن بربه المتمسك بالحق ولايعرف لغيره بديلا .. دائما مايلاقى جراء تمسكه هذا الويلات والاضطهاد والقهر والعذابات ويتعرض لأشد انواع الظلم والحرمان فهو ميت عن الاستمتاع بالدنيا وليس له حياة الا عند لقاء ربه ونعم حياة المؤمن هى الحياة الآخرة ففيها النعيم المقيم .. حياة ابدية ليس فيها موت او قهر او حرمان .. ليس فيها ظلم او فقر أو عذاب .. ليس فيها قلق او خوف أو اضطراب .. وفى نفس الوقت فان الكافرين الظالمين .. الطغاة المستبدين هم فى الدنيا ايضا اموات لانهم اموات عن الآخرة وفى غفلة عما ينتظرهم من الذل والعذاب .. والقهر والحرمان .. نعم فهم فى غفلة عن الويلات .. وأى ويلات فالعذاب والذل يلازمهم على الدوام فى حياة أبدية لاموت فيها ولا انقطاع .. فالمؤمن كان نصيبه من القهر والحرمان فى الدنيا سنوات قليلة ومعدودة اما الظالمين يوم القيامة فالويل لهم .. عذابا مقيما ليلا ونهارا .. صباحا ومساء .. أشهرا وأعواما حياة ابدية ليس لها من زوال او حدود أو زمان .. فالحمدلله ان جعلنا ربنا من اموات الدنيا وعافانا من ان نكون من اموات الآخرة.

فهنيئا لكم احياء الآخرة شهداء سوريا واليمن وليبيا ومصر وتونس وأفعانستان والشيشان والعراق وفلسطين وعلى كل شبر من أرض رب العالمين ويارب السموات والارض اجعلنا منهم والحقنا بهم شهداء احياء عند ربهم يرزقون .. ءامين ربى رب العالمين .