عِنْدَمَا .... عِنْدَها
عِنْدَمَا .... عِنْدَها عندمَا نتركُ العنانَ لخيولِ الفكرِ تجري في صَحْرَاءِ التّوافِه عندها : إِذا كُنتَ لا ترضى بما قد جَرَى ... فَدُونَكَ الحبْلُ به فانشَنِقْ ! :_11: عندما نُهمِلُ بناءَ الأجيال الواعدة ونتفانى في بناءِ الدّور والقُصور عندها : يبني الرّجالَ وغيرُهُ يبْني القُرى ... شتّانَ بينَ قُرى وبينَ رِجالِ :_11: عندما نتمزّقُ ألماً و حزناً وهمّاً من أجلِ كلامِ أناسٍ تافِهينَ عندهَا : قُلْ مَا بَدا لَكَ مِنْ زُورٍ ومنْ كَذِبٍ ... حِلْمِي أصمُّ وَمَا أُذْنِي بِصَمَّاءِ :_11: عندمَا تُظلّلنا سُحُبُ الغيظِ والضّيقِ والحَنَقِ عندهَا : وتَجَلّدِي للشّامتين أريهمُ ...أنّي لريبِ الدّهر لا أتضعضعُ :_11: عندمَا ترتَسِمُ على تقاسيم وُجوهنا سيماء الغضب لأمرٍ حقيرٍ عندهَا : النّاسُ صِنْفَانِ : مَوْتَى فِي حَياتِهم ... وآخَرَونَ بِبَطْنِ الأرْضِ أحياءُ :_11: عندَمَا نبالغُ في المدحِ والثّناءِ مُجاملةً ، وفي الذّمِ حِقْداً عندهَا : سَارَتْ مُشّرِّقَةً وسِرْتَ مُغَرِّباً ... شَتَّانَ بيْنَ مُشَرِّقٍ ومُغَرِّبِ :_11: عندمَا نَضيعُ في بيداء نَرْجِسِيَتِنَا اعتقاداً منّا أنّهُ ليس كمثلنا شيء عندهَا : كم من عظيمِ القَدْرِ في نفسِه ... قد نامَ في جُبَّةِ مَلاّحِ :_11: عندمَا يسدلُ ليلُ الفقرِ والعوز أستارَهُ على تفكيرِنا عندهَا : فَكَمْ دَقَّتْ وَرَقَّتْ واسْتَرَقَّتْ ... فُضُولُ الرِّزْقِ أَعْنَاقَ الرِّجَالِ :_11: عندما يتأصّلُ الحسَدُ في جذور أعماقِنا .. في وجدانِ دواخِلنا عندهَا : خلّصْ فُؤَادَكَ مِنْ غِلٍّ ومن حَسَدٍ ... فالغِلُّ في القَلْبِ مثلُ الغِلِّ في العُنُقِ :_11: عندمَا نحترقُ بنار الفِراق والغُربة والوداعِ عندها : طُبِعت على كدرٍ وأنتَ تُريدُها ... صَفْواً منَ الأقْذاءِ والأكْدارِ ومُكَلِّفُ الأيّام ضِدّ طِبَاعِها ... مُتَطَلِّبٌ فِي الْماءِ جَذْوَةَ نَارِ :_11: عندما نغرقُ في بحارِ الخطيئة ونتلطّخُ بأوحالِ المعصية عندها : دعْ عنْكَ ما قد فاتَ في زمنِ الصّبا ... واذكُرْ ذُنُوبَك وابكِها يا مذنِبُ :_11: عندما تصلُ بهم الوقَاحَةُ لدرجة الولوغِ في أعراض أصحاب خير البشرية وُلوغَ الكلبِ عندها : ومنَ العجائب والعجائبُ جمّةٌ ... أن تسْخرَ القَرعاءُ بالفَرعاءِ :_11: عندمَا نرى المُحتلّ لأراضي المُسلمين يَطيبُ نَفْساً ويَتَفَقّأُ شَحماً ، ونحن لا نحرّكُ ساكناً ولا نُسكّنُ مُتحرّكاً .. عندها : فيا موتُ زر إنّ الحياةَ ذَمِيمةٌ ... ويا نفسُ جدّي إنّ دهرَكِ هازلُ :_11: عندَما لا نعيشُ في بُلداننا و أوطَاننا كما نريدُ ،ولكنْ كما يُرادُ لنا عندهَا : مَا كُنتُ أوثِرُ أن يمتدّ بي زمني ... حتّى أرى دولةَ الأوغادِ والسّفَلِ :_11: عندما يهجُمُ علينا الفرحُ والحبور فجأةً عندها : يا عينُ صارَ الدّمعُ عندكِ عادةً ... تبكين في فرَحٍ وفي أحزانِ :_11: عندمَا تتكاثرُ عليكَ المصائبُ والخطوب كما تكاثرت الضّباعُ على خراشِ عندها : ولربُّ نازلةٍ يضيقُ بها الفتى ... ذرعاً وعندَ الله منها المخرجُ ضاقتْ فلّما اسْتَحْكَمَتْ حلقاتُها ...فُرِجَتْ وكان يخالُها لا تُفرَجُ :_11: بقلم / ربيع بن المدني |
رد: عِنْدَمَا .... عِنْدَها
بارك الله فيك اختي الفاضله
|
الساعة الآن : 03:46 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour