ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   من جلائل الاعمال في شهر شعبان (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=14002)

la princes 14-09-2006 07:41 PM

من جلائل الاعمال في شهر شعبان
 
بــــــــــسم الله الرحمـــــــــن الرحيم

من جلائل الأعمال في شـهـر شعـبان
فضل الله تعالى بعض الأوقاف على بعض جعل لها مزية تلفت الأنظار إليها ، وشهر شعبان يقع بعد شهر رجب ويتلو من بعده شهر رمضان ، ويلفت الرسول الكرسم نظرنا إلى أهمية هذا الشهر في حياة المسلم فقد سأله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أسامة بن زيد‏,‏ لم أرك يارسول الله تصوم من شهر من الشهور ماتصوم من شعبان‏,‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان‏,‏ وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم‏,‏ فإذا كان هذا الشهر وقت رفع الأعمال فما أحرى أن يستعد المسلم لذلك بالصلاة فيه والصيام تطوعا ، ويروي البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لايفطر‏,‏ ويفطر حتى نقول لايصوم ، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان ومارأيته أكثر صياما منه في شعبان‏.‏ والعبادة هي طريق قبول الأعمال وصحتها‏.‏
الأمر الثاني الجليل في هذا الشهر أنه شهر أمن وأمان وسماح وعفو ، ففيه ليلة


النصف التي تسمى ليلة البراءة والليلة المباركة وليلة الرحمة ، وذلك لأن الله


تعالى يكتب لعباده المؤمنين البراءة فيها‏,‏ وفي الحديث الصحيح‏:‏ إن الله يرحم


من أمتي في هذه الليلة بعدد شعر أغنام بني كلب أخرجه الترمذي عن ابن عباس . وهذا يعني عفو الله تعالى عن كثير من المؤمنين ويبعث في قلوبهم الأمن والطمأنينة والسكينة وعلى الإنسان أن يكثر من الصلاة فيها ليحظى بالأمان الإلهي ، حيث تؤمنه الملائكة وتحفظه بأمر الله من آفات الدنيا ومكايد الشيطان وتبشره بالجنة ، وهذا من الأمن الذي يجعله الله تعالى سياج المؤمن كلما عمل صالحا وفعل الخير وزاد فيه ، ولذلك ورد أن من يصلي فيها تهجدا يحظى بالرعاية الإلهية ولا حرج على فضل الله في ذلك‏.‏


ومن هنا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعهد نفسه بالصلاة والصيام بين الحين والآخر ، كما روت السيدة عائشة رضي الله عنها ، وكما قال أنس بن مالك رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر من الشهر حتى نظن ألا يصوم منه ويصوم حتى نظن ألا يفطر منه شيئا ، وكان لا نشاء نراه من الليل مصليا إلا رأيته ولا نائما إلا رأيته ، وكان هذا شأنه في صلاة التطوع وصيام التطوع‏.‏


ومع ذلك كان يقول‏:‏ خذوا من العمل ما تطيقون فإن الله لايمل حتى تملوا وأحب الصلاة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما دووم عليه وإن قلت وكان إذا صلى داوم عليها‏.‏


الأمر الثالث الجليل في هذا الشهر هو تحويل القبلة ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو بمكة يصلي متوجها إلى الكعبة ثم أمر بالتوجه في الصلاة إلى بيت القدس حين هاجر إلى المدينة ، ثم أمر في شعبان ـ بعد ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا بالتحول إلى الكعبة‏.‏


ولاحرج أن ينزل الأمر الإلهي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ببعض التكاليف


الشرعية ، ثم يأتي أمر آخر بالتعديل فيها كما قال تعال ‏:‏ ( ماننسخ من آية أو


ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله علي كل شيء قدير ) فتعديل القبلة من الأمور الإلهية ولاحجة في هذا التعديل للمشككين الذين كانوا يطلون برأسهم كلما وجدوا مجالا للتشكيك ، حين تغيير أمر من الأمور الشرعية ، ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى أخبره بما سيقول المشككون‏:‏ كيف يتحول محمد وأصحابه فيتركون التوجه إلي بيت المقدس ويرجعون إلى الكعبة؟ كما قال تعالى عنهم‏:‏ ( سيقول السفهاء من الناس ماولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ) علمه ربه كيف يجيب عن سؤال هؤلاء المشككين ( قل لله المشرق والمغرب ) ‏.‏ إن هذا التحويل كان إعلاما بما للأمة الإسلامية من مكانة مرموقة ، فأعاد التوجه إلى قبلة إبراهيم عليه السلام ليبرز دور هذه الأمة الوسط التي قال عنها الحق تبارك وتعالي ـ بعد سؤال المشككين وردا عليهم أيضا ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) ومعنى الوسط‏,‏ الخيار أو العدل وأصل التعبير بالوسط أن خير الأشياء أوساطها وأن الغلو والتقصير مذمومان ، ولذلك قال الحق تبارك وتعالى عن هذه الأمة ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله‏ ) .‏


والأمة الإسلامية تشهد على صحة تبليغ الأنبياء رسالات ربهم بما علمت من الصادق المصدوق محمد صلى الله عليه وسلم‏,‏ روي أن الأمم يوم القيامة يجحدون تبليغ الأنبياء ، فيطالب الله تعالى الأنبياء بالبينة على أنهم قد بلغوا ـ هو أعلم ـ فيؤتى بأمة محمد صلى الله عليه وسلم فيشهدون‏,‏ فتقول الأمم‏:‏ من أين عرفتم؟


فيقولون‏:‏ علمنا ذلك باخبار الله في كتابه الناطق على لسان الصادق‏,‏ فيؤتي


بمحمد صلى الله عليه وسلم فيسأل عن حال امته فيزكيهم‏,‏ ويشهد بعدالتهم‏.‏


فالأمة الإسلامية أمة وسط في اعتقادها وتفكيرها وعلاقاتها الحسنة بالناس‏,‏


وفيما حملت من رسالة بعدت بالناس عن الأضاليل والمفاسد والأوهام‏,‏ وعن


الغلو‏,‏ والتشدد إلى السماحة واليسر‏.‏


وإن تحويل القبلة من بيت المقدس لا يقلل من مكانته ، فالمسجد الأقصى أحد المساجد التي تشد إليها الرحال وهو قبلة الأنبياء جميعا‏,‏ وصلاة الذين صلوا إليه قبل التحول عنه مقبولة كما قال تعالى ‏:‏ ( وما كان الله ليضيع إيمانكم ) ويعبر هنا ـ عن الصلاة بالإيمان لأنها تشتمل على نية وقول وعمل‏,‏ وكانت تلك الصلاة اختبارا للثابتين على الإيمان الصادقين فيه الذي لم يخضعوا لتشكيك المشككين‏.‏


وقد عاد التوجه إلى الكعبة فهي قبلة المسلمين التي يجب التمسك بها‏.‏
لمزيد من الاخبار واللقاءات الاخبارية والفنية والرياضية المميزة راجعوا صحيفة بانوراما كل يوم جمعة.



سامي 15-09-2006 12:37 AM

بارك الله فيكي اختي الكريمة على الموضوع الجميل
وجعله الله في ميزان حسناتك

الــخــنــســاء 15-09-2006 12:50 AM

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

جزاكي الله خيرا أختي على الموضوع القيم


الساعة الآن : 12:55 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 10.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 10.29 كيلو بايت... تم توفير 0.16 كيلو بايت...بمعدل (1.57%)]