ملتقى الشفاء الإسلامي - وأنت هل تفهم الإشارة ؟

بسم الله الرحمن الرحيم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

مادام هذا الملتقى على منهج أهل السنة , فلن أخرج عنها في كل ما أكتب , حتى في حالة المزاح , كهذه المرة .

قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها :

" إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غضبى " .
فقالت من أين تعرف ذلك ؟ فقال :" أما إذا كنتِ عني راضية فإنك تقولين: لا ورب محمد , وإذا كنتِ غضبى قلتِ: لا ورب إبراهيم " .
قالت :أجل يا رسول الله ؛ والله ما أهجر إلا اسمك .[1]

يعني أنها حين تكون غاضبة لا تذكر اسمه , وإنما تذكراسم أبيه وأبو الانبياء جميعا "ابراهيم" عليه السلام ؛ وحين تكون راضية تذكراسمه الصريح "محمدا" صلى الله عليه وسلم , وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتنبه لتلك الاشياء ويدرك معانيها .

هل رأيتم دقة الملاحظة والاهتمام بالطرف الآخر إلى أي مستوى يصل ؟

هكذا ينبغي أن يكون الاهتمام بين الزوجين , حتى في الكلمات والحركات واللفتات , ما صغر منها وما عظم ؛ فلكل كلمة معنى , ولكل حركة مقصد عند من يفهم.

فإظهار عدم الرضى عن شيء ما , أو الغضب من أمر ما , من المفروض أن لا يكون بالسب والشتم واللعن والضرب والتحطيم , إلى غير ذلك من طرائق العنف .

ولكن أين من يفهم ؟؟؟

إننا نظن أنفسنا في القرن 21 قد تحضرنا وأصبحنا أكثر دِقــة ورقــة , ولم يعد حالنا كما كان الحال لدى أهل البدو في صحراء شبه الجزيرة العربية ؛ ولكن يظهر أن ما حدث هو العكس , فقد ازددنا غلظة وبلادة , حيث طغت المادة على كل شيئ , حتى على المشاعر والأحاسيس والأفهام .

ليعذرني الأخوات (النساء) أود أن أتحدث قليلا (في الأسطر الأربع الآتية) مع الرجال[2] .
فإن بعضا منهن تفعل أمرا سيئا تُـدير وجهك عنها , كي تراجع نفسها وتصحح خطأها , فلا تفهم , تكشر في وجهها فلا تفهم , تهجرها في الفراش وخارج الفراش بل خارج البيت , فلا تفهم , تأتي بالهراوة لتضربها فلا تفهم , وتضربها فعلا, ولا تفهم .

فهي كما قال النبي صلى الله عليه :

"كالبعيرِ الذي ربطـه أهلُه ، ثم أطلقوه ، فلا يدري لِمَاذا ربطوه ولا لماذا أطلقوه" صحيح الادب المفرد379/493

حاشا أخواتي الطيبات الكريمات الفضليات أمثال : شروق ,الراغبة ,الجورية , بشرى...وكل من كانت على دينهن وتتمتع بأخلاقهن وتتحلى بصفاتهن .

أتمنى أن لا أكون قد جاوزت الحد أو خرجت عن الأدب ؛ وحتى إن وقع شيئ من ذلك فإن الباب مفتوح لكم للتصحيح والتصليح , أصلح الله أمورنا وأموركم جميعا .

خلاصة

ما أود قوله هوقليلا , بل كثيرا من الاهتمام بالزوجات أيها الأزواج ؛ وقليلا , بل كثيرا من الاهتمام بالأزاج أيها الزوجات , وأن لا ندع الأمر حتى يصل إلى العنف , سواء كان لفظيا أو جسديا .

وما أجمل هذه الحكمة :

"إن اللبيب من الإشارة يفهم"

وحكمة أخرى تقول :

"الحر تكفيه الإشارة"

كما قاله الشاعر :

العبد يُقرع بالعصا ... والحر تكفيه الإشارة

أتمنى أن لا يحتاج أحد منا يوما إلى العصا , وأن تمر أيامنا كلها سعادة وهنا ء

وعلى الخير والمحبة والنصح نلتقي دوما إن شاء الله .

دمتم في رعاية الله وحفظه

والســـــــــــــــــــــــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

[1] ) أما زوجة جارنا "مسـعــــود" فإن رضيت عنه تناديه " عُــود!", وإن سخطت تناديه " مسخوط !"

[2] ) ولهم الحق أن يتحدثوا بعد ذلك ويعبروا عن آرائهم كما شاؤوا , وأنتم تعلمون أني أقبل النقد من أي طرف كان .