ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى العام (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=4)
-   -   شخصيتك وليدة كتاباتك... (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=132583)

أبو الشيماء 13-10-2011 01:03 AM

شخصيتك وليدة كتاباتك...
 
http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:A...SM68Mh5qSA-u1k

قال تعالى...

فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ. الآية.
لقد أصبح الناس اليوم يتلفظون بكلام يتنافى و أخلاق الإسلام مع من هم أفضل منه علما وعملا عقيدة وتوحيدا نصحا و إرشادا فترى التطاول والتكبر والدفاع حمية لخلق الجاهلية وعزة بالإثم يأطرها هوى النفس وتلبس إبليس ، فنحن نرى من ينادون من هو أكبر منهم سناً ومقاماً باسمه مجرداً من صِفَتِه دون توقير ودون حفظ منزلته،بل منهم من لا يبدا بالبسملة ولا السلام.. وليس هذا من الأدب في شيء ، فنحن وقد أنعم الله علينا بنعمة الإسلام ، لابد أن نتأدبَ بأدب الإسلام ، فقد قال عليه وآله الصلاة والسلام : " إنَّ مِنْ إِجْلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم .." ..[ حديث حسن ، النووي ـ التبيان : 35 ]
ثم إنك ترى من لا يتأدب في بيوت الله ، ولا عند سماع القرآن ، ومن يستهتر بمَواطن القداسة ولا يحتفل بها ، لا يصلُح للنهـوض بأمته .
كما أنك ترى من لا يُجِلُّ العلمَ والعلماء الربانيون اللذين لا يخافون في الله لومة لائم ومن لا يتأدب في مجالس العلم ، ولا أثناء الدرس ، فلابد من الأدب ، والأدب يأتي قبل العلم ، فقد قيل : (( إن طلب العلم له ركنان : أدب النفـس ، وأدب الدرس )) . وقال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه - : (( تأدبـوا ثم تعلمــوا )) . وقال أبو عبد الله البلخي : (( آداب النفس أكبرُ من آداب العلم ، وآداب العلم أكبر من العلم )) . وقال ابن المبارك : (( نحن إلى قليلٍ من الأدب أحوج منا إلى كثيرٍ من العلم )) ، وقيل أيضاً : (( اعلم بأن طالب العلم لا ينال العلمَ ولا يَنتفع به إلا بتعظيم العلم وأهله ، وتعظيم الأستاذ وتوقيره ، فإن مَن عَلَّمَكَ حرفاً واحداً مما تحتاج إليه في الديـــن ، فهو أبوك في الدين ، ومن توقيره توقير أولاده ومَن يتعلّق به )) .
رأيت أحقَّ الحقِّ حقُّ المعلـم *** و أوجبُه حفظاً على كل مسلم
لقد حُق أن يُهدى إليه كرامةًً *** لتعليم حرف واحدٍ ألفُ درهم
فانظر كيف كان أدبُ العلماء بعضهم مع بعض ، وكيف كان أحدهمُ يعرف فضلَ الآخر ، فقد قال الإمام الشافعي في الإمام ابن حنبل :
قالوا يزورك أحمد وتــزوره *** قلتُ الفضائل لا تفارق منزلَــه
إن زارني فبفضله أو زُرتُـه *** فلفضلِه فالفضل في الحالين له
وقيل : (( إذا أردتَ العلمَ النَّفيس ، فعليك بابن إدريس ، فقال الشافعي : وكيف ذلك ، وفي المدينــة مالك ؟ )) .
ومِن أدب المسلم أن يعرف لأهل الفضل فضلَهم ، وأن لا يذكر عيوبَهم تقديراً لهم إلا من مس بالعقيدة و الأصول، كما قال التابعي الجليل ابن المسيّب : (( ليس من شريفٍ ولا عالمٍ ولا ذي فضلٍ إلا فيه عيب ، ولكن من الناس من لا ينبغي أن تُذكرَ عيوبُه )) .
فيا أيها المسلمون ، أنزلوا الناس منازلهم ، وأكرموا ذا الشيبة المسلم ، واعرفوا للعلماء الربانيون حقهم ، ولذي الفضل فضلهم ، فهذا مما أدَّب به النبيُّ ـ عليه وآله الصلاة والسلام ـ أصحابَه ، فلما دخل مكةَ المكرمة ، ودخل المسجدَ الحرام ، أتى أبو بكر بأبيه أبي قحافة يقـــوده ، فلما رآه رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام قال : " هلاّ تركتَ الشَّيْخَ في بيته حتى آتيه ؟ " فقال يمشي هو إليك يا رسول الله أحق أن تمشي إليه ..[ إسناده صحيح ، ابن حجر العسقلاني ـ الإصابة : 2/461 ] . وجاء شيخ يريد النبي عليه وآله الصلاة والسلام ، فأبْطأ القومُ أن يُوَسِّعوا له ، فقال : " ليس مِنّا مَن لم يَرحم صغيرَنا ، ولم يُوَقِّر كبيرَنا " ..[ صحيح ، الألباني ـ صحيح الترمذي : 1919 ]
ولا تجعل حبك لشخص أن ترفعه فوق منزلته فهذا من الغلو، ولا بغضك لشخص أن تبخسه حقه فهذا من الظلم.
ومما يدخل في هذا: أن يعاشر الخلق بحسب منازلهم. فالكبير له التوقير والاحترام. والصغير يعامله بالرحمة والرقة المناسب لحاله، والنظير يعامله بم يحب أن يعامله به. وللأم حق خاص بها، وللزوجة حق آخر، ويعامل من يُدل عليه ويثق به، ويتوسع معه، ما لا يعامل به من لا يثق به ولا يدل عليه. ويتكلم مع الملوك وأرباب الرئاسة بالكلام اللين المناسب لمراتبهم. ولهذا قال تعالى لموسى وهارون: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ، فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} ويعامل العلماء بالتوقير والإجلال والتعلم، والتواضع لهم، وإظهار الافتقار والحاجة إلى علمهم النافع، وكثرة الدعاء لهم، خصوصاً وقت تعليمهم وفتواهم الخاصة والعامة.
--------
قال ابن القيم : " كان يتخير في خطابه ويختار لأمته أحسن الألفاظ وأجملها ، وألطفها ، وأبعدها من ألفاظ أهل الجفاء والغلظة (الجزء رقم : 84، الصفحة رقم: 335)
وقال أيضا : " وأصل هذا الباب : قوله تعالى : وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْـزَغُ بَيْنَهُمْ)... فالشيطان ينزغ بينهم إذا كلم بعضهم بعضا بغير التي هي أحسن ، فرب حرب وقودها جثث وهام ، أهاجها القبيح من الكلام
ومن جميل كلام ابن القيم : " وأما اللفظات ؛ فحفظها بأن لا يخرج لفظة ضائعة ؛ بأن لا يتكلم إلا فيما يرجو فيه الربح والزيادة في دينه ، فإذا أراد أن يتكلم بالكلمة نظر : هل فيها ربح أو فائدة أم لا ؟ فإن لم يكن فيها ربح أمسك عنها ، وإن كان فيها ربح نظر : هل تفوت بها كلمة هي أربح منها فلا يضيعها بهذه ؟
-----
وخطابك دليل على شخصيتك ومن أجمل العبارات التي قرأتها في ذلك قول الإمام الزاهد يحيى بن معاذ : " القلوب كالقدور في الصدور تغلي بما فيها ، ومغارفها ألسنتها فانتظر الرجل حتى يتكلم فإن لسانه يغترف لك ما في قلبه ؛ من بين حلو وحامض ، وعذب وأجاج ، يخبرك عن طعم قلبه اغتراف لسانه
والتخاطب حاجة ضرورية للمرء في يومه وليلته لا بد له منه ، ولذا كان على العاقل أن يتعلم من أدب التخاطب وفنونه ما يصل به إلى قلوب الناس مراعيا فقه الكلمة ، وخطورة اللفظ ، وحفظ المنطق ، وكم من صداقات قامت بسبب حسن الأدب في التخاطب ، وبالمقابل كم من عداوات قامت بسبب سوء الأدب في التخاطبة وسدا لذريعة اعتياد اللسان الكلام الفاحش ، وسدا لذريعة اتصاف النفس بمعنى هذا اللفظ ؛ فإن الألفاظ تتقاضى معانيها وتطلبها بالمشاكلة والمناسبة التي بين اللفظ والمعنى ، ولهذا قل من تجده يعتاد لفظا إلا ومعناه غالب عليه
إن الغفلة عن أدب التخاطب تورث جفاء في الطبع ، وسوءا في الخلق ، ونقصا في المحبة والمودة وهذه من أكبر عوامل التفكك في المجتمع المسلم ، وكثير من هذه المظاهر نراها في واقعنا المعاصر من قبل كثير من الناس بل ومن بعض الخاصة الذين ينتصبون للحوار والرد والمجادلات...ظانا أن التواضع هزيمة ....
فطوبى لمن سمع ووعى، وحقق ما ادعى، ونهى النفس عن الهوى، وعلم أن الفائز من ارعوى، وأن ليس للإنسان إلا ما سعى.
*********************************
بعض أقوال العلماء مع بعض الإضافة.
والله المستعان .

إسلامنا نور 13-10-2011 01:20 AM

رد: شخصيتك وليدة كتاباتك...
 
جزاك الله خيرا ونفع بك

شروق الاجزجي 13-10-2011 02:26 AM

رد: شخصيتك وليدة كتاباتك...
 
منظومة الاخلاق وأدب الاختلاف تحتاج الى اعادة نظر في شخصياتنا في هذا العصر

بارك الله فيكم

عمي جلال 13-10-2011 03:10 AM

رد: شخصيتك وليدة كتاباتك...
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله أخي الفاضل
إن وجدت الأخلاق وجد الأدب والعكس
فهما خصلتين تشرح إحداهما الأخرى
وبالأدب تكتمل في المرء صفة الإنسان وإلا بدونه فهناك صفة أخرى لا غير وهي البهائمية
ولن أتكلم عن صاحب الأدب والخلق ،فالمسك تصلك رائحته قبل تشمه
وأبني ردي باختصار على سياق العنوان الذي اخترته أخي الفاضل: تأدبك دليل شخصيتك
بارك الله فيك ونفعك بك

القلب السمـح 13-10-2011 07:40 AM

رد: شخصيتك وليدة كتاباتك...
 
جزاك الله الخير ....
وجعله في ميزان حسناتك
موضوع رقراق ...
تسلم ايدك .
بارك الله فيك ونفعك بك.


نهر الكوثر 13-10-2011 11:25 PM

رد: شخصيتك وليدة كتاباتك...
 
جزاك الله خير على الموضوع الهادف
كم نحن محتاجون الى اخلاق السلف بهذه الايام
بتوفيق

غفساوية 13-10-2011 11:32 PM

رد: شخصيتك وليدة كتاباتك...
 
جزاك الله خيراً أخي الفاضل
بارك الله لك

أبو الشيماء 20-04-2012 12:27 AM

رد: شخصيتك وليدة كتاباتك...
 
بارك الله تعالى في كل الإخوان و الأخوات على المرور و الإضافة.


الساعة الآن : 04:14 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 18.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.13 كيلو بايت... تم توفير 0.39 كيلو بايت...بمعدل (2.09%)]