المؤامرات والدسائس : بقلم عبدالواحدهزاع فرحان الشرعبي
المؤامرات والدسائس : بقلم عبدالواحدهزاع فرحان الشرعبي للمزيد من مواضيعييسعى أعداء الإسلام بكل ماأوتوا من قوة إلى جعل الشعوب العربية شعوبا ً لادينية بعيدة عن كل دين وملة ، لقد قال رئيس المبشرين في الشرق الأوسط واسمه صمويل مارينوس زويمر : "...ولكن مهمة التبشير الذي ندبتكم دول المسيحية للقيام بها في البلاد المحمدية ليست هي إدخال المسلمين في المسيحية فإن في هذا هداية لهم وتكريماً ،وإنما مهمتكم أن تخرجوا المسلم من الإسلام، ليصبح مخلوقاً لا صلة له بالله، وبالتالي فلا صلة له بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها، وبذلك تكونون أنتم بعملكم هذا طليعة الفتح الاستعماري في الممالك الإسلامية، وهذا ما قمتم به خلال الأعوام المائة السالفة خير قيام، وهذا ما أهنئكم عليه، وتهنئكم عليه دول المسيحية والمسيحيون كل التهنئة. لقد قبضنا أيه الإخوان في هذه الحقبة من الدهر من ثلث القرن التاسع حتى يومنا هذا على جميع برامج التعليم في الممالك الإسلامية وهذا الكلام جزء من خطاب له في مؤتمر في القدس عام 1935 موضحاً اهداف التبشير . ويقول أيضاً في المؤتمر التبشيري الذي عقد عام 1911م في لكناو بالهند: إنّ خمسة وتسعين مليوناً على أقلّ تقدير من أتباع نبي مكّة يتمتّعون اليوم بنعمة الحكم البريطاني وقال أيضا ً : إنّ الأبواب المفتوحة التي تؤدّي فعلاً إلى الإسلام انّما هي المستعمرات التي يعيش فيها المسلمون تحت حكم مسيحي أو حكم وثني أيضاً (في إفريقيا والهند مثلاً) وعندما أخذ المؤتمرون في مؤتمر "لكناو" بالهند يتدارسون الأحوال السياسية في العالم الإسلامي، خطب زويمر قائلاً: إنّ الانقسام السياسي الحاضر في العالم الإسلامي دليل بالغ على عمل يد الله في التاريخ(حاشا لله)، واستثارة للديانة المسيحية (لكي تقوم بعمل) إذ إنّ ذلك يشير إلى كثرة الأبواب التي أصبحت مفتّحة في العالم الإسلامي على مصاريعها. إنّ ثلاثة أرباع العالم الإسلامي يجب أن تعتبر الآن سهلة الاقتحام على الإرساليات التبشيرية. لقد جعلوا من الشعوب العربية شعوبا ً تؤمن بالقومية والعلمانيةوتدعو للحرية الغربية وتتغنى بالماضي وتركن إلى الغير في كل شيء تفاخرت بماكان وتناست مايكون لقد صنع أعداء الإسلام التقنيات الحديثة و الوسائل العلمية وكأنهم يقولون نحن نصنع وننتج ونبني ونعمر وننشيء المصانع ونبتكر التقنيات ونسهل لكم كل شيء ، نحن سنوفر لكم كل مستلزماتكم ، فلماذا تتعبون أنفسكم ولسان حالهم يقول : إنكم أيه المسلمون عالة على البشرية جمعاء إنكم تتشدقون بإسم الدين وتتحدثون عن الفضائل وأنتم بعيدون عن كل هذا. لقد جعلوا من الشعوب العربية شعوبا ً نست واجبها تجاه أمتها ومعتقدها ومقدساتها لوتأمل أحدنا إلى نفسه ووقف وقفة تأمل لمايدور من حوله عندها سيعلم أنه لاشيء وأن ماحوله أدوات مسخرة لخدمة أعداء الإسلام . إن من خان أمتنا الإسلامية هم أبناء جلدتنا هم أناس عاشوا بيننا وارتووا من ينابيع أرضنا ، أثروا خيانة أوطانهم إرضاء لأسيادهم قال تعالى : (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) هانحن الآن عند مفترق الطرق ، لقد أضحت حياتنا كمدا ً ليس لها قرار فقد جعلنا قرارنا بيد الغرب ، بيد اليهودوالنصارى فصرنا لهم كاللعبة يلعبون بها وقت ماشاؤا . كان جيل الرسول صلى الله عليه وسلم هو الجيل الذي طلب العزة بالإسلام فنشروا الإسلام وغزوا البلدان لإعلاء كلمة الواحدالديان فسخر الله تعالى لهم الحياة بما فيها ، كان فيهم من يقول إنها لحياة طويلة حتى أعيش لآكل هذه الثمرات ، وكان فيهم من يقول : نبايعك يارسول الله على السمع والطاعة ، وكان فيهم من يقول : نبايعك يارسول الله على أن نقاتل في سبيل الله فنقتل فنكون شهداء لله وجاء عصر الخلفاء الراشدين ، العصر الذي تمسك بتعاليم الدين فكانت عزتهم وسعادتهم ونصرهم بالإسلام وتوالت أجيال العزة فجاهدوا في سبيل الله وقتلوا فكانوا خيرة شهداء الله في الأرض ، قال تعالى : ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ( 169 ) فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون ( 170 ) يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين ( 171 ) سورة آل عمران كانوا أبطالا ً فاتحين وقادة شجعان يشار إليهم بالبنان عمروا المساجد بالإيمان ونشروا الإسلام في البلدان ، قال ابن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه ، : ( كنا أذلة ً في الجاهلية فأعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله ) طلبوا الشهادة فكانوا رجالا ً صدقوا ماعاهدوا الله عليه عاشوا أعزة بالإسلام وماتوا شهداء على الإيمان ، يحبون الله ورسوله ويضحون لأجل ذلك بالمال والأبدان رحمهم الله تعالى جميعا ً رحمة الأبرار ، فقد باعوا دنياهم بالجنان وطلبوا رحمة الواحد الديان ، فيامن غرتهم الحياة والمال والأبدان وطلبوا الجاه والسيادة والسلطان هلا نظرتم لعادوثمود وقارون وفرعون وهامان ، هلانظرتم للطغاة الجبابرة كيف دمرهم الله فصاروا عبرة لكل عصر وزمان ، فعجبي من أناس أنّا يعيشون ولايرجون رحمة الرحمن . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيرا ً من المال غنيا ً بالدين والإيمان وكان الصحابة رضوان الله عليهم قد علموا لوشاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون غنيا ً لدعى الله تعالى فكان أغنى من قارون ولو شاء ملكا ً وسلطانا ً لكان ملكه وسلطانه أكثر من ملك وسلطان سليمان عليه السلام ولكنه آثر ماعند الله على مافي الدنيا وماعند الناس نشر الإسلام بين الإنس والجان وتنبأ عليه السلام بأن هذا الإسلام سينشر في جيمع البلدان بفضل الواحدالديان ورحم الله تعالى محمد إقبال حين قال : من ذا الذي رفع السيوف ليرفع اسمك فوق هامات النجوم منارا كنـا جبــالاً فـي الجبـال وربمـا سرنا على موج البحار بحارا بمعـابد الإفرنـج كـان أذاننـا قبـلِ الكتـائب يفتـح الأمصـارا لم تنس إفريقيا ولا صحراؤها سجداتنا والأرض تقذف نارا وكأنَّ ظِلّ السيف ظِل حديقةٍ خضراء تنبت حولنا الأزهارا من قام يهتف باسم ذاتك قبلنا من كان يدعو الواحد القهارا عبدوا تماثيل الصخور وقدَّسوا من دونك الأحجارَ والأشجارا عبدوا الكواكب والنجوم جهالةً لم يبلغوا من هديها أوطارا هل أعلن التوحيد داعٍ قبلنا وهدى الشعوب إليك والأنظارا كنا نقدِّم للسيوف صدورنا لم نخش يوماً غاشماً جبارا لم نخش طاغوتاً يحاربنا ولو نصب المنايا حولنا أسوارا ندعو جهاراً لا إله سوى الذي صنع الوجود وقدَّرً الأقدارا ورؤوسنا يا رب فوق أكفنا نرجو ثوابك مغنماً و جوارا كنا نرى الأصنام من ذهبٍ فنهدمها ونهدم فوقها الكفارا قهروا الفرس والروم ونشروا الأسلام وفرضوا الجزية ورفعوا راية التوحيد . رأى هارون الرشيد رحمه الله تعالى سحابة تمر فوق رأسه فقال أيتها السحابة أمطري حيث شئت فإن خراجك سيصلني . كان فيهم خلفاء جاهدوا في الله حق جهاده وحكموا بالعدل ونشروا الإسلام ، و كان فيهم قادة فاتحين ، فتحوا البلدان وعمروا الأوطان وخدموا الإسلام ورفعوا راية التوحيد ، فعاشت أمة الاسلام حياة العزة منذعهد الرسول صلى الله عليه وسلم مرورا ً بالخلافة الراشدة ومن ثم الخلافة الأموية والعباسية وتخلل فترة الحكم العباسي في عصره الثاني بعض الضعف الذي أدى لتكون دويلات ودول لكنها كانت تعمل على نشر الإسلام فجابت المشرق والمغرب وفتحت البلدان ونشرت الإسلام ، إلى أن جاء عصرنا الذي نعيشه فعاشت الأمة الإسلامية حياة الذل والمهانة وتعاقب عليها حكام مفسدون خالفوا تعاليم الدين وابتعدالناس عن تعاليم الإسلام وظهرت مجتمعات إسلامية تنادي بالحرية والعلمانية وظهرت جمعيات سرية تدعو للماسونية والنصرانية ، صار أبناء الإسلام يتفاخرون فيما بينهم بالثقافات الكفرية والغربية لم يأخذوا عن اليهود والنصارى والوثنيين إلا السيء من ثقافتهم فصاروا أداة بأيديهم وأصبحوا يرددون كالببغاوات عبر وسائلهم بمايمليه عليهم أعداء الإسلام فخسروا دينهم وباعوا آخرتهم بدنياهم فعاشوا حياة الذل والمهانة بعد أن فقدوا عزتهم وكرامتهم أين أجدادنا الفاتحون ليروا أحفادهم في بيوتهم خائفون يطلبون الدنيا وعن صلاة الفجر نائمون ولاجل المال يخدعون ويمكرون ولأجل الجاه والسلطان يقتلون ويكذبون فلنجدد العهد مع الله تعالى ولنتمسك بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، ولنحافظ على الصلوات في أوقاتها وألا نتكاسل عن أداء صلاة الفجر وصلاة العصر جماعة في المسجد ، وأن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، فإن فعلنا ذلك عادت إلينا العزة وعادت إلينا الحضارة ، أما عن بلد الغرب فإن سبب تقدمهم وتطورحضارتهم إنما هو العلم المادي فقط ، ولأجل ذلك ينبغي علينا أن نعيد حساباتنا لتصحيح عقيدتنا ، وأن نسلك درب الصالحين قبلنا ، وأن نقوم بتعريف عوام المسلمين ومثقفيهم بمايخطط له أعداء الإسلام والمسلمين من اليهود والنصارى والوثنيين أسأل الله تعالى أن يعز الإسلام والمسلمين ، وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته بقلم عبدالواحدهزاع فرحان الشرعبي |
الساعة الآن : 05:46 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour