شهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل عمر ابن الخطاب رضي الله عنه
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ---------------------------- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِى وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَعِنْدَهُ نِسْوَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُكَلِّمْنَهُ وَيَسْتَكْثِرْنَهُ ، عَالِيَةً أَصْوَاتُهُنَّ عَلَى صَوْتِهِ فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قُمْنَ فَبَادَرْنَ الْحِجَابَ فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَدَخَلَ عُمَرُ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- يَضْحَكُ، فَقَالَ عُمَرُ أَضْحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ . فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « عَجِبْتُ مِنْ هَؤُلاَءِ اللاَّتِى كُنَّ عِنْدِى فَلَمَّا سَمِعْنَ صَوْتَكَ ابْتَدَرْنَ الْحِجَابِ » . فَقَالَ عُمَرُ فَأَنْتَ أَحَقُّ أَنْ يَهَبْنَ يَا رَسُولَ اللَّهِ . ثُمَّ قَالَ عُمَرُ يَا عَدُوَّاتِ أَنْفُسِهِنَّ ، أَتَهَبْنَنِى وَلاَ تَهَبْنَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْنَ نَعَمْ ، أَنْتَ أَفَظُّ وَأَغْلَظُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم-:« إِيهًا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ سَالِكًا فَجًّا قَطُّ إِلاَّ سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ » (1). شرح المفردات(2): (وعنده نسوة من قريش ) هن من أزواجه، والمراد أنهن يطلبن منه مما يعطيهن من النفقة. (يُكلّمنه وَيَسْتكْثِرْنه) والمراد أنهن يطلبن منه مما يعطيهن من النفقة. (عالية أصواتهن على صوته) قال بعض أهل العلم: يحتمل أن يكون الرفع حصل من مجموعهن لا أن كل واحدة منهن كان صوتها أرفع من صوته، أو كن في حال المخاصمة فلم يتعمدن ، أو وثقن بعفوه، ويحتمل في الخلوة ما لا يحتمل في غيرها . ( أضحك الله سنك ) لم يرد به الدعاء بكثرة الضحك بل لازمه وهو السرور. ( أتهبنني ) من الهيبة أي توقرنني . ( أنت أفظ وأغلظ ) لأن عمر رضي الله عنه كان يبالغ في الزجر عن المكروهات مطلقا وطلب المندوبات، فلهذا قال النسوة له ذلك . ( إيها ابن الخطاب ) قال أهل اللغة " إيها " بالفتح والتنوين معناها لا تبتدئنا بحديث، وبغير تنوين كف من حديث عهدناه، و" إيه " بالكسر والتنوين معناها حدثنا ما شئت وبغير التنوين زدنا مما حدثتنا. ( فجا ) أي طريقا واسعا ، وقوله " قط " تأكيد للنفي . من فوائد الحديث(3): 1- كمال خلق النبي صلى الله عليه وسلم وصبره وحلمه على أزواجه، ولين جانبه في معاملتهن. 2- فيه فضيلة عمر رضي الله عنه وصلابته في الدين ولذا يهرب منه الشيطان إذا رآه. 3- أن هرب الشيطان من عمر رضي الله عنه لا يلزم منه عصمته ولكنها دليل على استمرار حاله على الجد والسداد مع الصلابة في الدين - كما تقدم -. 4- كمال توقير عمر رضي الله عنه للرسول صلى الله عليه وسلم وسروره لسروره، وغضبه على من قصر فيما يجب له صلى الله عليه وسلم من التعظيم والتوقير. 5- مشروعية الاستئذان لمن أراد الدخول على أحد. 6- مشروعية الحجاب من الرجال الأجانب. ــــــــــــــــــ (1) صحيح البخاري، رقم (3661)، ومسلم، رقم (6355). (2) فتح الباري - ابن حجر (10 /479). (3) انظر: المرجع السابق، ونظر: شرح النووي على مسلم (8 /137) |
رد: شهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل عمر ابن الخطاب رضي الله عنه
|
رد: شهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل عمر ابن الخطاب رضي الله عنه
بارك الله فيك اختنا الفاضلة
عبير العتيبي وأشكرك على تواجدك على كل صفحاتي |
الساعة الآن : 02:23 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour