بارقة من ومض الحياة
بارقة من ومض الحياة
إذا كنت قد أخطأت في فهم طبيعة هذه الحياة فينبغي أن تبادر إلى تصحيح هذا الخطأ –نظريا- قبل أن تكرهك الأحداث المفاجئة على تغييره – علميا – ليست الحياة شيئًا سهل المنال قليل الأعباء . ولكنها شيء صعب الإدراك كثير العقد جـم التكاليف . وإذا لم يوطن المرء نفسه على أن يكون شديد المتن أيد الظهر , فهيهات أن يشق طريقه إلى غاية قريبة أو بعيدة , وقد أدرك الكثيرون هذه الحقيقة , وإن اختلفت مواقفهم منها بعد إدراكها , والمتشائمون العابسون يمدون أبصارهم إلى مباهج الحياة وهي مولية فانية , أو إلى مشكلاتها وهي مقبلة هاجمة ثم يقول قائلهم : تَعَبُ كُلّها الحَياةُ فَما أعْجَـ - - - ــبُ إلاّ مِنْ راغبٍ في ازْديادِ والمكافحون الدائبون يرمقون ما في هذه الدنيا من صراع متعاقب الأدوار متصل الحلقات ويقدرون نصيب كل فرد من حراك هذه المعركة الثائرة , ثم يقول قائلهم : بَصُرتَ بِالراحَةِ الكُبرى فَلَم تَرَها - - - تُنالُ إِلّا عَلى جِسرٍ مِنَ التَعَبِ وتكون الخلاصة أن هذه المتاعب وحدها سبيل التفاوت والتفاضل ومحك المبادئ والفضائل , وهي كذلك الأحجار التي يعثر فيها الضعاف فيسقطون , وينتهي عندها الأدعياء فيقفون : لَولا المَشَقَّةُ سادَ الناسُ كُلُّهُمُ - - - الجودُ يُفقِرُ وَالإِقدامُ قَتّالُ والقرآن الكريم يُعرِفُ أبناءه صورة هذه الحياة على حقيقتها , ويبصرهم بمتاعبهم , ولا يهون من قيمتها ويذكرهم بأن هذه المتاعب مفروضة على الجميع . فمن الحمق الفرار من متاعب الحياة , لأنها ستلاحق من لا يواجهها وتفرض نفسها عليه طوعا أو كرها . |
الساعة الآن : 04:02 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour