شرح اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا نص الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (اللهم إني أعوذ بك من العجز ، والكسل ، وأعوذ بك من القسوة ، والغفلة ، والعيلة ، والذلة ، والمسكنة ، وأعوذ بك من الفسوق ، والشقاق ، والنفاق ، والسمعة ، والرياء ، وأعوذ بك من الصمم ، والبكم ، والجنون ، والبرص ، والجذام ، وسيء الأسقام) . وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (3/357) ، والشيخ شعيب الأرنؤوط في تحقيق "صحيح ابن حبان" . ثانياً : القسوة : غلظ القلب ، وإذا وصف الإنسان بقسوة القلب ، فلا ينتفع بالموعظة ، ولا يرحم من يستحق الرحمة .معنى الحديث : العجز : هو عدم القدرة على فعل الشيء . الكسل : التثاقل عن الفعل مع القدرة عليه . قال ابن القيم رحمه الله : "الإنسان مندوب إلى استعاذته بالله تعالى من العجز والكسل ، فالعجز عدم القدرة على الحيلة النافعة ، والكسل عدم الإرادة لفعلها ، فالعاجز لا يستطيع الحيلة ، والكـسلان لا يريدها" انتهى من "إعلام الموقعين" (3/336) . ووصف ابن القيم هذين الخلقين في " زاد المعاد " (2/358) أنهما " مفتاح كل شر " . الجبن : هو عدم الشجاعة ، وأن يمتنع الإنسان عن فعل ما ينبغي عليه فعله خوفاً على نفسه . البخل : هو منع ما يجب بذله . قال النووي رحمه الله : "وَأَمَّا اِسْتِعَاذَته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْجُبْن وَالْبُخْل , فَلِمَا فِيهِمَا مِنْ التَّقْصِير عَنْ أَدَاء الْوَاجِبَات , وَالْقِيَام بِحُقُوقِ اللَّه تَعَالَى , وَإِزَالَة الْمُنْكَر , وَالْإِغْلَاظ عَلَى الْعُصَاة , وَلِأَنَّهُ بِشَجَاعَةِ النَّفْس وَقُوَّتهَا الْمُعْتَدِلَة تَتِمّ الْعِبَادَات , وَيَقُوم بِنَصْرِ الْمَظْلُوم وَالْجِهَاد , وَبِالسَّلَامَةِ مِنْ الْبُخْل يَقُوم بِحُقُوقِ الْمَال , وَيَنْبَعِث لِلْإِنْفَاقِ وَالْجُود وَلِمَكَارِمِ الْأَخْلَاق , وَيَمْتَنِع مِنْ الطَّمَع فِيمَا لَيْسَ لَهُ" انتهى. الهرم : كبر السن المؤدي إلى ضعف القوى . قال النووي رحمه الله : "أَمَّا اِسْتِعَاذَته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْهَرَم , فَالْمُرَاد بِهِ الِاسْتِعَاذَة مِنْ الرَّدّ إِلَى أَرْذَل الْعُمُر كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الَّتِي بَعْدهَا , وَسَبَب ذَلِكَ مَا فِيهِ مِنْ الْخَرَف , وَاخْتِلَال الْعَقْل وَالْحَوَاسّ وَالضَّبْط وَالْفَهْم , وَتَشْوِيه بَعْض الْمَنَاظِر , وَالْعَجْز عَنْ كَثِير مِنْ الطَّاعَات , وَالتَّسَاهُل فِي بَعْضهَا" انتهى. الغفلة : غيبة الشيء عن البال وعدم تذكره . العيلة : الفقر . الذلة : الهوان على الناس ، ونظرهم إلى الإنسان بعين الاحتقار والاستخفاف به . المسكنة : قلة المال وسوء الحال . الشقاق : مخالفة الحق . النفاق : أن يظهر الإنسان الخير ويبطن الشر . السمعة : التنويه بالعمل ليسمعه الناس . الرياء : إظهار العبادة ليراها الناس فيحمدوه . فالسمعة أن يعمل لله خفية ثم يتحدث بها تنويها ، والرياء أن يعمل لغير الله . الصمم : عدم السمع أو ضعفه . البكم : الخرس وهو عدم الكلام . الجُذَام : مرض معروف ، تتآكل منه الأطراف . البرص : مرض جلدي معروف . سيء الأسقام : أي : الأسقام السيئة ، الأمراض الفاحشة الرديئة المزمنة . انظر : " فيض القدير " للمناوي (2/122) . |
رد: شرح اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل
ثالثاً :
بعض الفوائد المستنبطة من الحديث . 1- بيان هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء ، وكيف أنه كان يستعيذ بالله من الأخلاق السيئة التي تقعد عن العمل ، وتبعث على التأخر والكسل ، فكان صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله أن يصاب بالعجز والكسل ، بل يحب أن يبعث الله فيه دائماً الهمة العالية ، والحرص على المسابقة في الخيرات . 2- وفيه حرص النبي صلى الله عليه وسلم على سلامة قلبه وبقائه غضاً نقياً ، هيناً ليناً ، بعيداً عن القسوة والغفلة والجفاء . 3- وفي هذا الدعاء يستعيذ النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً من العيلة والذلة والمسكنة : وهذه الثلاثة من أسباب ضعف الإنسان وقعوده عن العمل الصالح ، وقعوده عن عمارة الدنيا بالخير ، فالفقر سبب للهم والحزن والدين وانشغال القلب عن الآخرة ، والذلة يظهر أثرها على البدن فلا يزداد بها إلا ضعفاً وانكساراً ، والمسكنة المستعاذ منها في هذا الحديث المراد بها المقارنة للذلة ، فينبغي للمؤمن أن يسأل ربه العزة بالإيمان والعمل الصالح ، والقوة على الخير . 4- وفي استعاذته صلى الله عليه وسلم من النفاق والسمعة والرياء دليل على وجوب أن يحرص المؤمن دائماً على تحقيق التوحيد ، وتصفيته من الشوائب التي قد تشوبه ، فالسمعة والرياء من أنواع الشرك الأصغر التي تحبط الأعمال ، وإذا لم ينتبه المؤمن لما قد يتراكم على القلب من هذه الآفات هلك لا محالة . 5- وفي استعاذته صلى الله عليه وسلم من الأمراض والأسقام الحسية : كالصمم والبكم والبرص والجذام : دليل على أهمية قوة البدن وسلامته من الأفات ، إذ بقوة البدن وسلامته وصحته يستطيع المسلم أن يعبد الله تعالى ويجتهد في عبادته ، وينوع تلك العبادات والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف . والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب |
رد: شرح اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل
الله يجزكي كل خير ويحفظك ياأختي |
رد: شرح اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل
[quote=محمد أبوفيصل;1099531]
وإياكم أخي الكريم بارك الله فيك |
رد: شرح اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل
جزاك الله خيراً
|
رد: شرح اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل
اقتباس:
جزانا الله وإياكم بارك الله فيك اخيتي |
رد: شرح اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل
جزاكِ الله كل خير أختى الفاضله
|
رد: شرح اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل
اقتباس:
وإياكم غاليتي بارك الله فيك |
رد: شرح اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل
بارك الله فيك
|
رد: شرح اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل
اقتباس:
وفيك بارك الله غاليتي شكرا لكِ |
الساعة الآن : 06:59 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour